أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - مرمرة -الطيب-














المزيد.....

مرمرة -الطيب-


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 3426 - 2011 / 7 / 14 - 19:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ بداية التاريخ ارتبطت "السياسة" بالدهاء والذكاء. رافقتها الحيلة وخدمتها الوسيلة. لطالما عاكس باطنها ظاهرَها، وحلوها مرارًا سال عسلًا على طرف اللسان وجلّه كان سمًّا وخداعًا.
وإن كان هذا واقع حال تلك الدنيا وغابر الزمان، فاليوم أصبحت أمور "السياسة" أعقد وأكثر تشابكًا. فعندما نقول ونكرر، صبح مساء، أنّ العالم أصبح قرية صغيرة يتوجّب علينا أن نلحِق هذه القناعة بتغيير العديد من قواعد السلوك وأنماطه التي اعتدنا على وضوحها وبيانها، ساعة لم يكن العالم قرية صغيرة!
العالم قرية صغيرة. قول يحتّم علينا اليوم أن نتروَّى قبل أن "نعوم على شبر ماء". وأن لا نغترّ ونغبط بكل من يربِّت على أكتافنا آخذين إياه سندًا وشيخًا، نقدّمه ونقعِده في صدر ديواننا ونرفعه سيّدًا وتاجًا لرؤوسنا!
العالم قرية صغيرة، فالخبر يساوي الشائعة، وهذا كتلك يطير على أجنحة البرق، ولا يهمل بيتًا ولا موقعًا. مصالح الأمم اتّسعت وتخطّت حدودًا. قرَّبت بين أعداء وفرَّقت بين أخوة. حتى المجازات انقلبت، أحيانًا، والعنكبوت أمست شبكته وسيلة تقرِّب تألِّفُ قلوبًا، بعدما كانت، دومًا، مثارًا للحيلة والإيقاع ورمزًا للبراءة تُصطاد على حين غفلةً.
قبل عام عاش العالم/القرية أحداث "المرمرة" وأسطول الحرية. في حينه كتبت ما كتبته عن "ما بين "مرمرة" التركية والمرمرة الإسرائيلية". واليوم أعود لذلك لا من باب "فتح الجراح" إنّما على ظهر أسطول تعثّر ولم يفلح بإقلاع بعد أن تدخَّل "أصحاب الهمم" وأفشلوه.
هل تذكرون أيّها الإخوة رجب طيّب أردوغان، بطل العروبة وأيقونة الأحرار في العام المنصرم. هل تذكرون كيف احتسبه البعض سندنا وشيخنا ومخلّصنا؟ كيف أدخلناه وأجلسناه في صدر بيوتنا وطفقنا نقسِم بتركيا وبطيّبِها، يعيدون لنا أمجادًا تليدة. نعم لقد "عمنا على شبر ماء" فها هي تركيا وطيّبها يتصدرون هذا العام عملية إفشال إبحار "أسطول حرية" ثان. وها هو "الخليفة المنقذ" يعود إلى أحضان حلفائه: أمريكا وإسرائيل والناتو، يخطط ويرسم ويحلم كيف بدعمهم ورضاهم سيتمكن من إحكام سيطرته وزيادة نفوذه في منطقتنا، فهو قبل عام، وهو اليوم، خطط ويخطط لصالح بلده ومنفعة قومه، ولذا الحرية لم تكن بالضرورة عنوان ومحرك أسطوله وطائراته.
اليوم ونحن نقرأ سيلًا مما يكتب عن علاقات تركيا وتحديدًا رجب طيّب أردوغان وحزبه مع أمريكا وإسرائيل وفرنسا، يستفزني صمت كل من هلّل وكبّر في تلك الأيام "الصحوة" لهذا المغوار والقائد الفذ الذي ساواه البعض بصلاح الدين والآخرون حاولوا إقناعنا بأنه جمال عبد الناصر وإن كان تركيًا.
هل تتذكرون كيف استفاضت قرائح وانحلت عقد وانسابت غدد من فرح ونشوة بنصر عربي إسلامي يقبع خلف الباب ولا يؤخّره إلّا كرّة أخرى من أسطول بحريٌ أو سرب طائرات سيقودها، حتمًا، "الطيّب" وصحبه!.
"كيف نجح من نجح بدفع مئات ممن كتبوا بالتحليل والتمحيص والتدليل عن قصد تركيا وأهدافها من وراء هذه التجربة؟ وطفق يتحزب هذا إلى تركيا المسلمة، وآخر ينتشي بعودة الخلافة العثمانية الزاحفة والمعيدة أمجادًا لا ناقة لنا فيها ولا جمل. كُتب الكثير عن تركيا ودورها وهذا شأن مشروع وضروري، لكني أعتقد أن تحميل هذا النقاش على ظهر هذه السفن يضر بالتجربة ولا يخدمها".. هكذا كتبت قبل عام تمامًا وأعود أذكّر بذلك اليوم لأنني ما زلت أنادي، كما ناديت في حينه، بوجوب دراسة تجربة مشاركة أربعة من قياديي الجماهير العربية في إسرائيل في أسطول الحرية. أعتقد أن تقييم التجربة بشكل موضوعيّ ومسؤول من شأنه أن يفيد تجربة هذه الجماهير. قلت هذا في حينه واليوم يتبيّن أن هنالك حاجة أمَسّ لمثل هذه الدراسة، خاصة وأن بعض المشاركين في تلك التجربة أعلنوا أنهم لن يشاركوا هذه المرة وأنّ المشاركة لن تكون في صالحهم وصالح جماهيرهم. فماذا تغير واختلف؟
والأهم يبقى الدرس عن تركيا وأخواتها وعن مصلحتنا. مصلحة هذه الجماهير وضرورة عدم إقلاعها على أساطيل الأحلام وأسراب التمني. "فلا يختلف اثنان على أن دور تركيا الرسمية والشعبية كان الدور الأبرز. ولكننا نخطئ حين نحيّد أممية المشاركين وشمولية انتماءاتهم وهوياتهم السياسية والوطنية وحتى الدينية. هؤلاء جاؤوا ليكونوا معنا مع فلسطين وشعبها المظلوم. فكيف ولماذا ومن المعني بتحويل السؤال ليغدو نحن مع من؟ ويتحول هذا بالتخصيص المؤذي إلى: هل نحن مع تركيا؟ أم مع إيران؟ أم مع مصر؟ أو مع سوريا؟" ... هكذا كتبت قبل عام وأعتقد أنه على كل من زغرد و"سحج" لتركيا أن يراجع نفسه اليوم، وعلى كل من كتب وأبحر على أمواج "أردوغان" آن يصحح مواقفه ويعتبر من التجربة فالهم يبقى همّنا والحلم حلمنا والأفق ما نراه من هنا. ومن هنا تبدأ الحكاية ومن هنا تقتلنا النكاية! فهل سنرضى بإبقاء مشروعنا بين "مرمرة" تركية والمرمرة الإسرائيلية .


[email protected]



#جواد_بولس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين ظنٍّ ويقين
- التجاربُ كالمِسَنّ
- جنى المستقبل
- رويدك.. واحكم!
- إنها العاصفة
- نريد طلابًا يحبون
- مجاز كروي
- -عاش البلد مات البلد-
- أنوماليا
- الرؤيا أم الرؤية؟..
- للبدايات فرحٌ
- صوت من الجبل
- قوتُكَ لا قاتُهُم
- أمر مبكياتك
- ميداننا في صفد
- لا رأيَ لحاقن


المزيد.....




- الإليزيه يعلن استدعاء السفير لدى الجزائر و-طرد 12 موظفا- في ...
- المغرب يواجه الجفاف: انخفاض حاد في محصول القمح بنسبة 43% مقا ...
- كيف رد نتنياهو ونجله دعوة ماكرون إلى إقامة دولة فلسطينية؟
- أمير الكويت ورقصة العرضة في استقبال السيسي
- الرئيس اللبناني: نسعى إلى -حصر السلاح بيد الدولة- هذا العام ...
- مشاركة عزاء للرفيقتين رؤى وأشرقت داود بوفاة والدتهما
- ويتكوف: الاتفاق بشروط الولايات المتحدة يعني وقف إيران تخصيب ...
- ترامب: مزارعونا هم ضحايا الحرب التجارية مع الصين
- مصر.. أزمة سوهاج تتصاعد والنيابة تحقق في تسريب فيديو المسؤول ...
- نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن الروسية يزور الجزائر


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - مرمرة -الطيب-