أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - اثيوبيا ليست خنجرا فى ظهر مصر كما نظن















المزيد.....

اثيوبيا ليست خنجرا فى ظهر مصر كما نظن


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3425 - 2011 / 7 / 13 - 23:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من وجهة نظرى لا ارى شخصيا قضية اخرى تسبق فى اهميتها قضية المياه القادمة من بلاد الحبشة ... لذلك لابد من ان نطرح هذا السؤال : هل مصر فى ازمة مع دول حوض النيل ؟ الجواب هو : لم تصل الامور الى حد الازمة ... ولكنها مكاشفة صريحة لمواقف قديمة ... ومن الطبيعى ان يكون هناك نقاش وخلاف بين دول مشاركة فى نفس النهر ... وهذا ليس بجديد فهناك مشاكل بين تركيا (نافورة المياة فى شرق المتوسط ) وبين سوريا والعراق بشأن نهرى دجلة والفرات , والسدود التى تبنى فى نركيا وكميات المياه الواردة لكلا من سوريا والعراق !!!

والمعنى الذى اريد توصيله للقارىء ان هناك حالة شد وجذب دائمة وتعارض مستمر ونجاح فى بعض الامور ... وتأجيل لبعض الامور الصعبة التى يصعب الاتفاق عليها , ثم فوران هنا وهناك ناتج عن اعتبارات داخلية فى بلد ما ... وعلى ذلك فنحن فى حالة ادارة لعلاقة ليست سهله ... ولكنها لم تصل الى درجة او مستوى الازمة الخطيرة ... كما ان فرص الجميع فى تحقيق تسويات مقبولة ومنصفة تظل دائما افضل من تصعيد الخلاف الذى لن يستثنى ضرره اى دولة ... مصر تطالب دول المنبع باخطارها بما قد تشيده من مشروعات مائية حتى تقيم ما اذا كانت هذه السدود تشكل ضررا ملموسا على موارد مصر المائية من عدمه ... كما تطالب بأن يتحول نظام التصويت فى مجموعة دول حوض النيل من الاغلبية الى الاجماع او احتفاظ مصر والسودان بحق النقض ... فهماك وجهتا نظر متضاربتان :

الاولى .. لدول المنبع مصدر الامطار حيث يبدأ نهر النيل ,, وهى تطالب بنصيبها ....

والثانية .. لدولتى العبور والمصب ,, وهى تطالب بالحفاظ على مواردها المائية وتصفها بالتاريخية والثابته والمنصفة ...الخ .

مصر تحصل على 55,5 مليار مترا مكعبا من المياه بناء على اتفاق مع السودان وكلما جاء الفيضان فوق المتوسط يكون هناك زيادة فى محصول المياه يبلغ عدة مليارات من الامتار المكعبة ... لان متوسط حصة الفرد المصرى من المياه يقترب من 800مترا مكعبا سنويا ... وهو رقم تراه المعايير الدولية قد دخل بالفعل فى حالة الفقر المائى . ولمسألة المياه شقان متكاملان :

الاول ... هو الموارد , ولا اظن ان دول المنبع سيكون بمقدورها ان تبنى مشروعات من شأنها الحاق الضرر الملموس بحصيلة مصر دون ان تعرض نفسها لازمة حادة مع مصر ....

والثانى ... هو طريقة الاستخدام , فتقديرى ان ادارة المياه داخل مصر فى حاجة الى تغييرات جذرية , فاسرائيل على سبيل المثال تواصل حياتها بكمية مياه تصل الى ثلث المتاح للفرد المصرى ...

والسبب يعود الى تنقية واعادة استخدام المياه اكثر من مرة ... وفى مصر يستهلك القطاع الزراعى حوالى 80% من الموارد المائية ولكنه لايستخدم اساليب الرى الحديثة الموفرة فى استخدام المياه والاكثر صلاحية لمستوى الانتاج وللتربة ... ويكفى الاشارة الى ان الفدان الواحد يستهلك 16 ألف متر مكعب من المياه , وهو امر لم يعد من الممكن الوفاء به فى المستقبل القريب ... الى جانب ان هناك اهدار للمياه نتيجة للرى بالغمر ولتركيب محصولى شره للمياه ولبنية اساسية لم تصل بعد الى مستوى تنقية المياه المستخدمة واعادة توظيفها فى مشروعات منتجة ملائمة ... تمثل اثيوبيا المصدر الرئيس للمياه الواردة لمصر حوالى 85% وهناك انطباع انها شوكة فى خصر مصر , وانها بنت بالفعل سدا بتعاون صينى ايطالى على احد انهارها ليولد الكهرباء ويحجز مليارات الامتار المكعبة من المياه , فضلا عن علاقتها باسرائيل ... اثيوبيا واحدة من اقل دول العالم نموا واكثرها تعرضا للجفاف والمجاعات ... ومن خصائصها ان اكثر من نصف سكانها يدينون بالاسلام .. وان كان الحكام يأتون عادة من الهضبة المرتفعة ( الامهرة والتيجراى ) .. وقد كان آباؤهم تابعين للكنيسة المصرية التى انفصلوا عنها اعتبارا من عام 1959 ...

الجدير بالذكر ان هناك حساسيات تاريخية بين اثيوبيا ومصر متنوعة العناصر , ولكنها لم تصل الى مستوى العداء الصريح الا فى لحظات محدودة وتم تجاوزها ... فالاثيوبى وخاصة النخبة الحاكمة يرى ان كل النشاط الانسانى الذى يتم على ارض مصر يرجع فى الاساس الى الامطار الغزيرة التى تهطل فى فصل الصيف على هضبته , وتتحرك بسرعة هائلة نظرا للانحدار الحاد للهضبة متجهة الى مصر ... تقديرى ان المياه التى سوف يحجزها اى سد سوف يتحتم تصريفها لتوليد الكهرباء , وهنا ستأخذ طريقها الطبيعى الى مصر ...

اما عن الزراعة والرى فأظن ان نوع التربة فى الهضبة الاثيوبية ودرجة انحدارها وتآكلها بالامطار الغزيرة يجعل من الصعب تصور بناء مزارع تستخدم كميات من المياه تلحق بمصر ضررا ملموسا ... خاصة ان فى اثيوبيا العديد من الانهار البديلة والاراضى المستوية الافضل للزراعة ... الى جانب ان المجتمع الاثيوبى ما زال فى مرحلة الرعى والقليل الذى يزرع يعتمد على الامطار ... ولكن فى وسط النخبة المثقفة فى مصر من يعتقد ان من مصلحة مصر ان تبقى اثيوبيا فى حالة تخلف ... اذ ان التنمية سوف تستهلك مياها وتؤثر سلبا على مصر ... وأرى ان ذلك رأى فاسد ففى اثيوبيا كميات من المياه فى مناطق متعددة تكفيها وتفيض عن حاجتها ... وان مسألة السدود على الهضبة مثلما نشر اخيرا عن سد (تيكيزى) لن يصلح فى الغالب لأكثر من توليد الكهرباء ... وهو حق مشروع لاثيوبيا لايغضبنا بل لعلنا نساهم فى صيانته ... وصفوة القول وجوهره ان حجم المصالح المتبادلة والمحتملة بين مصر واثيوبيا خاصة وباقى دول حوض النيل عامة تبرر استخدام اسلوب المناقشة الهادئة للتوصل الى حلول منصفة للجميع وبرعاية وتمويل المجتمع الدولى ... وانه لاحاجة على الاقل فى الوقت الحاضر للغضب والتلميح باستخدام القوة ...

اما عن الدور الاسرائيلى فلها تواجدها فى كل دول حوض النيل وتلعب هناك لتصعيب الدور المصرى واحداث الخلاف بين دول حوض النيل .....فالمهم الان ان يبدى المجتمع المصرى كله وليس ادارات حكومته فقط الاهتمام الواجب بمسألة المياه ... سواء من حيث الموارد وعلاقتنا بدول المنبع او باسلوب استخدامها داخل حدودنا واعنى بذلك المجتمع المدنى - والجامعات - ونظام التعليم - واجهزة الاعلام - ومراكز البحث العلمى - ورجال الاعمال ... الخ . لذلك اقول فى الختام انه اذا اهتم المجتمع المصرى بمسألة المياه مثل اهتمامه بكرة القدم او مبارياتها .. فانه سوف يخدم بلده خدمة جليله لأمنه القومى ... وهى مهمة لايمكن ايكالها لاحد غيره.....



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاوزون دواء الفقراء الذى تحاربه شركات الادوية الكبرى
- هى كورة ولا بيزنس وسياسة
- ما أهمله التاريخ فى واقعة حاتم الطائى عندما ذبح ناقته لضيفه
- هل مستقبل مصر السياسى والاقليمى والدولى مرهونا بطائفية البرل ...
- الضمير العربى بحاجة لصعقة كهربية
- زغلول النجار .. من الاعجاز فى القرآن الى الاعجاز فى تكفير ال ...
- نهاية شهر العسل بين المجلس العسكرى وحكومة شرف
- الاخوة كرامازوف ... وكل من يتاجر بالدين
- بلاد الحرمين ... المسماة زورا باسم آل سعود ( السعودية)
- حرية الاعتقاد الحائرة بين الدستور القائم والدستور القادم
- زاهى حواس اضر على اثار مصر من الرطوبة والحرارة والعوامل الجو ...
- ماكيافيللى ... أنى للمديح ان يفى هذا الاسم حقه
- امنعوا زواج القاصرات لان زواج النبى من عائشة وهى بنت 9 سنين ...


المزيد.....




- العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب ...
- ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا ...
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م ...
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح ...
- باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا ...
- شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
- أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو ...
- زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
- مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - اثيوبيا ليست خنجرا فى ظهر مصر كما نظن