فواز قادري
الحوار المتمدن-العدد: 3425 - 2011 / 7 / 13 - 21:15
المحور:
الادب والفن
إلى اسماعيل الرفاعي
كدتُ أبكي
بل بكيتُ..حقاُ بكيت
بعد أن قرأتُ "ابراهيم الذبيح" قصيدتك
رفرفت دمعة مذبوحة في عيوني
بكى أفق حسير معي
وطار طائري بعيداً عن سربه
بكيتُ وكان ألْيق بي الغناء
تذكرتُ ساعتها
كم غنينا
لكلّ خطوة صعبة مشتها الأنهار
وهتفنا باسم الينابيع
باسم كلّ عشبة شربت ماء شمسها
حتّى بُحّتْ قلوبنا
للمطر البعيد الخائف في محبس غيمه
حين كانت أرواحنا ضمآنة
لفرح السنابل في أوان رقصها
وأحلامنا كانت مثل وردة ضعيفة في مهب
أحلامنا يا اسماعيل عن الثورة
تلك التي نسيناها نائمة على حجر في العراء
تستقظ الآن
أتذكر يا اسماعيل يا اسماعيل
لم نكتشف هزيمتنا إلأ متأخّراً
بعد أن طارت الفراشات
من أغانينا
وتأرجح قمرنا على مشنقة المساء
والحبيبات لملمن مواعيدهن وانصرفن
كأننا لم نكتب لهن الرسائل
من حرقة في القلب
لم نتماسك بالأيدي
ولم نزققهنّ القصائد
قبلة قبلة
ولم نترك على أجسادهنّ شيئاً من رائحتنا
بعد كلّ عرس وكلّ ولادة
أتذكر كم بكى الطفل الخاسر فيّ ياصديقي
لم يبك على لعبة
أضاعها في معراج الطفولة
ولا على شامة حزن
وشمها الليل على قلبه
إنّما على الشهداء بكيتُ على الشهداء
على الخسارت والأصدقاء وأعمارهم المنهوبة
من زنزانة إلى زنزانة
ومن منفى إلى منفى
هل بكى" الطفل المضرب عن اللعب"؟ *
أم الشيخُ فيّ؟
هل تشهد وصايا جيفارا
المعلّقة على حائظ الغرفة الخرب؟
كيف قاسمنا " ابن الورد "
لفّة الفلافل الوحيدة
وشاركنا بماء غدرانه الكدرة
وشرب من شاينا
وسجائرنا
وبيرتنا الوطنية الرخيصة
وقال: صاربيننا الآن خبز وملح
قبل أن يمتطي حصانه
ويذهب في التاريخ
داعياً للثورة.
*شطر من قصيدة للشاعر
#فواز_قادري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟