أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - كيف تطهِّر روسيا يدها من الدم السوري؟: رد هادىء على د. إينا ميخائيلوفا














المزيد.....

كيف تطهِّر روسيا يدها من الدم السوري؟: رد هادىء على د. إينا ميخائيلوفا


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3425 - 2011 / 7 / 13 - 17:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحت عنوان –روسيا ترفض الصيد في الماء العكر –كتبت د. إينا ميخائيلوفنا -رئيس المركز الروسي الحديث لاستطلاعات الرأي، مقالاً** اعتبرت فيه أن الثورات الشعبية في العالم العربي، قد كشفت، بشكل واضح، عن التوجهات الحقيقية لسياسات الدول الكبرى في العالم، ومن بينها روسيا التي تميزت – على حد زعمها – بشكل كبير في مواقفها تجاه هذه الأحداث عن غيرها من الدول الغربية، ورغم ما نالته موسكو من انتقادات حادة من بعض شعوب المنطقة، وصلت إلى حد حرق العلم الروسي في إحدى المدن السورية ،وتتابع ميخائيلوفنا قائلة: إلا أن تطور الأحداث هناك يكشف عن مدى صحة الموقف الروسي، وأيضاً مدى حيادية روسيا ،والتزامها بمبادئ القانون الدولي، وعلى رأسها مبدأ احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، و ترى أن تدخل دول الغرب لم يكن لصالح الشعوب، لأن علاقاتها كانت طيبة مع الغرب وواشنطن، ثم قالت :لا نبالغ إذا قلنا: إن توجه وولاء الأنظمة الحاكمة في المنطقة لواشنطن والغرب ... أكثر بكثير جداً من توجهها لموسكو الذي يكاد يكون منعدماً تماماً، بما فيها النظام السوري وأن الأسد الابن نهج منهجاً مختلفاً عن أبيه"؟"، وكان أقرب في العامين الماضيين للغرب منه لروسيا التي هي مصدره الوحيد في السلاح، ولكن موسكو لم تكن تحتل المكانة التي تستحقها على أجندة دمشق الخارجية، بل كانت واشنطن ولندن تتقدمان عليها كثيراً في هذه الأجندة.

وتعترف الكاتبة أن الثورات الشعبية في العالم العربي لم تكن من تدبير الغرب، وإن الشعوب العربية تعاني غياباً تاماً للديمقراطية والحرية، وإن حقوق الإنسان منتهكة في معظم هذه الدول لأبعد الحدود وإن الشعوب –ماعدا دول الخليج – تعيش تحت خط الفقر، ثم تتحدث عن الفساد المستشري في مؤسسات الحكم والدوائر المحيطة بها، وأن الغرب كان يدعم أنظمة يطالبها بالرحيل، وتجد أن روسيا تريد لعب دور
الوساطة بين الأنظمة وشعوبها، وتخلص إلى القول: لقد كانت روسيا تأمل أن يفيق الغرب من ماضيه الاستعماري البغيض، ويخرج للعالم الجديد الذي تسير نحوه البشرية الآن، لكن أحداث الشرق الأوسط، أثبتت أنهم ما زالوا على عقليتهم الاستعمارية القديمة.
وإذا كانت الكاتبة تصيب في تشخيصها للعالم الغربي الذي ينطلق وفق مصالحه ، وكان بحق داعماً لأنظمة عربية ساقطة، وأخرى آيلة للسقوط، وكانت تتصامم وتتعامى عن انتهاكات حقوق الإنسان الفظيعة في هذه الدول، كما هو واقع سوريا ،وإن أمريكا –على سبيل المثال – لم تقل أن الأسد فقد شرعيته، إلا أن تم الهجوم من قبل بعض الموالين في دمشق على السفارة الأمريكية، وهذا ما لا يتم من دون تدبير النظام، فإن دماء ألفي شهيد –أو يزيد – وتعرض بضعة الآلاف من المواطنين السوريين بجراح مختلفة، واعتقال عشرات الآلاف وحصار المدن ،وقطع الماء والكهرباء والإنترنت والطبابة والتموين، عن ذويها، ودهم البيوت ،والتمثيل بأجساد المعتقلين، وتعذيبهم، كل ذلك لم يحرِّك في السيدة هيلاري كلينتون* دافعاً لقول مثل تلك العبارة التي لا ينتظرها الشعب السوري الذي يروم تحقيق التغيير بنفسه، ليقطع الطريق أمام أي تدخل أجنبي .
إن روسيا لم تكن مبدئية قط، خلال موقفها من الثورات التي تجري في العالم العربي، وعلى سبيل المثال، فقد أذعنت للغرب –المتآمر – بحسب الكاتبة ،لقاء مصالح حالية، أو مفترضة، كما أن موقفها لا يمتُّ قط إلى العدالة وقيم الخير ونبذ القتل والفساد، ما دامت تقف إلى جانب نظام يرتكب كل هذه الفظائع بحق شعبه ،وإن الأسرة الدولية، لا بد أن يكون لها "صوتها" في مواجهة صلف الدكتاتوريات في العالم، ليكون مثل هذا "الصوت" ضماناً للشعوب، ورادعا ًللطغاة، بعيداً عن التدخل المباشر.
لقد فقدت روسيا آخر خيط كان يربطها بالشعب السوري، الذي سيعدّ روسيا على رأس قائمة الدول المناصرة للاستبداد – وهنا الحديث عن النظام الروسي- الأمر الذي سيفقد هذا البلد شعباً صديقاً، وفياً، شهماً، أصيلاً، طالما نظر إلى الروس بأنهم حملة رسالة الخير، والإنسانية، وأنهم مناصرو الحق، وأعداء الظلم والفساد، ولا تزال ثمة فرصة سانحة أمام روسيا، لتطهر يدها من رجس يد النظام الملوثة، بالدم، ولا تكون طرفاً معيناً له، في جريمة قتل أطفال سوريا، وتيتيمهم، وترميل نسائها، ناهيك عن الرجال، وتعدل من موقفها من هذا النظام الدموي، الذي لا مستقبل له، وهو نظام زائل لا محالة، عاجلاً أم آجلا ً ....!.
*قالت لأول مرة و بلهجة انفعالية: الأسد فقد شرعيته.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في -نقد الثورة-:نحو ميثاقِِ وطنيِِّ لمستقبل سوريا
- ثقافة الخوف
- أسئلة اللحظة
- حدود النقد
- المعلّق من عرقوبه إلى الأهلين
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-3-
- المثقف الكردي والثورة السورية:
- عقدة الأخ الأكبر
- أُمثولة عامودا
- التفاؤل في الأدب
- دوار الشمس
- أدب الظلّ
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-2-
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء -1-
- بين الكلمة والصورة
- سوريا ليست بخير سيادة الرئيس*
- ما الذي لدى الأسد ليقوله غداً؟
- العنف في الأدب والفن
- الكاتب والصمت
- خريطة طريق أم خريطة قتل؟


المزيد.....




- ما ردود فعل دول أوروبا على إعلان ترامب رسوم -يوم التحرير-؟
- الحرية الأكاديمية في خطر: قرارات ترامب تهدد تمويل الجامعات ا ...
- غارات إسرائيلية تستهدف مطارين عسكريين في سوريا
- وزير الدفاع الإسرائيلي: العملية العسكرية في غزة تتوسع لاستيل ...
- قائمة بالرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الدول العربية.. ...
- الرسوم الجمركية..قواعد ترامب ترعب أوروبا
- ترامب يلاحظ -تعاونا جيدا- من قبل روسيا وأوكرانيا بشأن السلام ...
- -ديلي إكسبريس- نقلا عن مصدر مقرب من إدارة ترامب: إيران قد ت ...
- الخارجية السورية: تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري وإصابة ا ...
- وزير الخارجية الفرنسي يحذر من صدام عسكري مع طهران إذا انهارت ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - كيف تطهِّر روسيا يدها من الدم السوري؟: رد هادىء على د. إينا ميخائيلوفا