حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)
الحوار المتمدن-العدد: 1020 - 2004 / 11 / 17 - 11:25
المحور:
الادب والفن
ليلنا رهيب حين يرسم الرصاص في صدورنا أحافير الخلود،
و حين تغدو أحلامنا القديمة جسرا بين ضفاف الفجر،
و يخضّب السهوبَ بدم شمس الأصيل.
و ما أعمق ليلنا! إنه مثل دربنا طويل ، طويل !
و خفقان القلب نهر تسبح فيه الأشواق ، و رؤانا يانعة في اتجاه حقيقة المسير،
و أيامنا جائعة لشمس تدفئ صغار السمك بالنور.
ما أزهى ليلنا! حين يكون التنّين أسيرا في شِباك عيوننا الساهرة.
و ما أجلَّ ليلنا الحزين!
حين تهيم النجوم و الصراخ في السماء ،
و الظلال تبلل السهوب بصمتها الجريح،
وسائرون يرفعون قلوبنا مشاعلَ في دروب رؤى فجر الصامدين،
غادرتم ولم تسمعوا شدو العندليب ، لكنّي أسمع خطى أقدام الصبح آتيا بنسيم النور على العيون.
**** **** ***
دماؤنا تزهر على الثلج خفقاتِ أفئدة الياسمين ،
و تضمخ الحقول بفواح الخبز من التنور ،
و تزرع أقمارا جديدة في سمائنا القديمة،
و ستسكب أنوارا أكثر اشراقا في العيون المذهولة .
دماؤنا مطارق العمال و سواعد الفلاحين ، ورياض الأزاهير و بساتين ،
ومن أنداء جبيننا ينبت القمح ، و تسمو أيادي تزرع في السحاب نجوم الليل الحنين،
و ترسم بسمات على الشجر ، و الصخر ، تتدفق مثل روح العيون.
15/11/2004
#حميد_كشكولي (هاشتاغ)
Hamid_Kashkoli#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟