أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سعيد رمضان على - تراث السلاطين في حكم الشعوب














المزيد.....

تراث السلاطين في حكم الشعوب


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3423 - 2011 / 7 / 11 - 17:13
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


مقولة عمر سليمان، عن عدم استعداد الشعب المصري للديمقراطية، تلك المقولة التي أثارت ردود فعل واسعة بالداخل والخارج ، وأدت إلى غضب الجماهير.. هي جملة مشابهة لمقولة " الديمقراطي كافر " وكلاهما يكشفان عن تراث السلطة في الحكم .. تراث يحرض الناس على الجهل ، بدلا من تحريضهم على التفكير الحر .. والفهم الصحيح لمعاني الديمقراطية .. تراث يستعدى الناس على الناس .. وعلى المثقفين والمطالبين بالحرية.
وقد سقط النظام، الذي هدد سلامة الوطن، لكن تراث السلاطين لم يسقط، لأن هناك من يقوم بعملية تجنيد للتطرف والغباوة والجهل .. فما زالت عمليات التكفير للديمقراطية تتردد على الألسنة .. مؤدية لمداخل الظلام .. بدلا من مداخل الاستنارة المؤدية للنهضة ..
ومن الغريب أن طه حسين " الكفيف " كان مستنيرا ليرى أهمية العلم في عصر، لم يكن فيه كمبيوتر .. وليدرك خطر الجهل على المجتمع المصري ، أما الآن ونحن في عصر أكثر تقدما، عن عصر طه حسين ،عصر الفضاء والنت، يستخدم البعض العلم ليدعو للجهل .. والوسائل المتطورة ليطالب بالتخلف.. وهم يمضون قدما لمحاولة توجيه مصر كلها في طريق الضلال .. محاولين قتل أعظم ثورة بأيديهم .. عبر فقهاء يفتون بأن المخالفين كفرة وبرابرة وملحدين وخارجين عن النظام .. كما كان يفتى فقهاء السلاطين بأن الشعب خلق بلا حرية ولا عقل .. غير قادر على التفرقة بين الحلال والحرام .. مأمور لا يفكر .. محكوم لا يمكنه الاختيار.. يقاد بواجبات دون حقوق .. !!
وإذا كانت الثورة تريد التغير ، عبر تنظيم سلمى ، يستهدف إسقاط تراث السلطة المعشش في أجهزة الدولة كالسرطان .. فقد ردوا على الثورة بإشراع أسلحة الحرب والدمار .. وإذا كانت الثورة تعنى موت الطاعة المطلقة، فقد ردوا عليها بكشف الوجه القبيح الذي أخفى تحت أقنعة مزورة ، فظهرت وزارة الإعلام بتراثها المروع في خداع الجماهير ، كوزارة جوبلز في عهد هتلر.. وإذا كان هتلر انتحر ، لأنه كان يملك البعد الذي لا يتحمل العار ، فسلاطيننا لا يملكونه .. بل هم مستمرين في غيهم وضلالهم .. يصرخون في أذاننا كل يوم بأننا متهمين وعملاء وخونه وكفرة .. والسخرية المرة أن المتهمين من الثوار هم من أبناء شعب مصر .. شعب لا يحتاج إلى دفاع .. فهو يقف نبيلا في عظمة .. لأنه شعب أنتج ثورة لا تتكرر في الزمان مرتين .. تملك الشجاعة والشرف ..
وإذا كانت الثورة ليست ثورة كما يقولون ، وإذا كان المطالبة بالحرية ، لاتكشف عن ضميرا معبىء بالحرية .. وإذا كانت الرغبة في الديمقراطية لا تكشف عن نفس مؤمنة بالشورى .. فلماذا يهاجمونها ؟ ولماذا يكفرون ناسها ؟ ولماذا يتهمون ثوارها بأنهم وراء تعطيل مصر المعطلة من عقود ؟
ولعل أول مايستلفت النظر في هؤلاء وهؤلاء، الذين ورثوا تراث السلاطين في حكم الشعوب، أنهم من شهور قليلة في يناير وفبراير ، كانوا أعلى الناس صوتا ضد ديكتاتور مصر .. وأكثر الناس تهويلا في خطايا النظام المنهار .. ثم انهم كانوا يؤكدون انهم يقفون وقفة رجل واحد مع شعب مصر .. ثم هاهم وللغرابة، يقفون وقفة رجل واحد ضد ثورة مصر التي فجرها المصريون .. ثم هاهم أكثر الناس تهويلا في خطايا الثوار الذين هم من شعب مصر ..
أن الذين ظهروا فجأة فوق الأكتاف، وهم يهتفون ضد الديكتاتور .. هم أنفسهم الذين يظهرون الآن ليكفروا هؤلاء الذين قاموا بثورتهم ضد ذات الديكتاتور.
ومع ذلك يريدون أن نصدقهم .. !!!
يريدونا أن نصدق أن ذلك الفقير الجائع عندما يطالب بحقه في العدالة الاجتماعية فهو كافر .
يريدونا أن نصدق أن المقهور، الذي أودع زنازين أمن الدولة، بدون اتهام وبدون محاكمة عادلة ، عندما يطالب بحقه في الحرية السياسية فهو خائن .
يريدونا أن نصدق أن شباب مصر الذي تقهره البطالة، عندما يطالب بحقه في العمل فهو خارج عن النظام .
لكنهم واهمون .. فجسد مصر - الذي أفخر بأن أكون منه - يملك قلبا خصيبا ، ينبض بالحياة .. قلبا يدافع عن الحياة ضد من يدافعون عن الموت .



#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة والسلاحف
- الثورات، وبهاء لحظات الميلاد
- ميادين التحرير
- تبرئة حسنى مبارك
- 8 يوليو وتصليح المسار
- صمت الليل – الجزء الأول
- صمت الليل – الجزء الثاني
- البدو
- الدستور بين المواطنة والدين
- فشل الثورة المصرية
- حق الإضراب والقمع التنموي
- حق إسرائيل في الغاز، وحق مصر في الكلام
- الدستور، البيضة أولا أم الفرخة ؟
- ديكتاتورية الديمقراطيين..!!!
- استيراد البطيخ و نماذج الحكم..!!
- الإعلام، منظومة تزييف أم حقائق ؟
- مطالب الثورة، وحركة التغيير
- مدافن النساء
- منال الشريف، وسياسة التزييف
- الثورة، وأبعاد المواجهة


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سعيد رمضان على - تراث السلاطين في حكم الشعوب