حميد الحريزي
اديب
(Hameed Alhorazy)
الحوار المتمدن-العدد: 3422 - 2011 / 7 / 10 - 20:11
المحور:
الادب والفن
((عفن النــجوم))- قصة قصيرة
حميد الحريزي
:- على المشمولين من مواليد 1953 فصاعدا مراجعة تجانيدهم خلال ثلاثة أيام لغرض سوقهم لوحداتهم اكرر، اكرر ،أكرر البيان الصادر عن مديرية التعبئة والإحصاء...إنها أم المعارك.
يسقط كوب الشاي من يده، يبتلع وعدا بشراء ملابس لزوجته وأطفاله ، تصاب العائلة بالوجوم والحيرة، تتزاحم الأسئلة في الرؤوس ، كيف تسدد أقساط السلفة، من يدير المحل، من يدفع الإيجار، حليب الأطفال، مشروع الثلاجة...ديون أصحاب سوق الجملة، العملية الجراحية المؤجلة وووو ؟؟؟؟
تحت لهيب شمس آب المحرقة تتدافع المناكب حوول شبابيك غرف مباني التجنيد ،لتأشير السوق، خوف التخلف عن أداء الواجب ((المقدس)).
مئات بل آلاف المجندين في ساحة العرضات،فوق رءؤسهم أصوات محركات الطائرات الحربية وهي تجوب سماء العاصمة، تهتف جدران ساحة العرض
((لا حياة بلا شمس ولا كرامة بلا صدام))((سلاحك شرفك))
الكل ينتظر صدور أوامر التوزيع على الوحدات العسكرية في جبهات ((العزة والشرف))...............
يتبختر السيد النقيب وسط الحشد المترقب ... يخرج من جيبه ورقة ينادي بأسماء الغائبين، ج.م.ح فلان بن فلان تتوالى كلمات النعم سيدي يؤدي التحية ويصطف على جانب ليقدم مذنب ... تكرر اسم احدهم دون جواب ... جن جنون النقيب .. يزبد ويعربد ويتوعد .. فلان بن فلان ... يأتي الصوت قادما من جهة ((الحمامات)) نعم سيدي يشد نطاقه ، يهرول يقف مصفر الوجه ، يتصبب عرقا أمام النقيب مؤديا التحية واقفا بحالة الاستعداد...
بعد سيلا من الشتائم.. يهوي على رأسه بعصاه البلوطية اللامعة .. ينكشف شعره القطني لسقوط البيرية عن رأسه ، بيديه يحاول ان يحمي وجهه من ضربات العصا ، تشظت فوق رأسه ،راسمة بقعاً حمراء خضبت شيبته.. تسري همهمة جبانة بين صفوف الحشد، يأمر النقيب الانضباط بحمله خارجا، يحوم غراب اسود ناعقا فوق المعسكر، يرسل رشقة من ذروقه مغطية نجومه الخضراء ،وهو يتدلى شنقا فوق ساريته الصدئة في ساحة العرض... يستمر العرض على أصوات الأناشيد الحماسية .....
((و حنه مشينه ،مشينه للحـــــــرب ... ياكَاع اترابﭺ كافوري....يايمه البارود من اشتمه ريحة هيل......)).
في الاول من تموز 2011
#حميد_الحريزي (هاشتاغ)
Hameed_Alhorazy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟