أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - هل القراءة تحتضر.....؟















المزيد.....


هل القراءة تحتضر.....؟


فليحة حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3421 - 2011 / 7 / 9 - 12:06
المحور: الادب والفن
    


• هل القراءة ………تحتضر؟
في أمس طفولتي القريب أتذكر حين كان والدايّ يهمان بالخروج في أيما سفرة وان كانت قريبة للاطمئنان على احد الأقارب أو بعض الأصدقاء كانا يغرياني بالمكوث في الدار بأن يجلبان لي عدداً من أعداد مجلة للأطفال ( مجلتي والمزمار)، وما أن وصلت الى أعتاب المراهقة حتى أهداني أبي ديوان ( قالت لي السمراء) لنزار قباني كهدية تفوق في المرحلة المتوسطة ، وكم من مرة أغواني أبي في القراءة حين كان يصطحبني الى مكتبة مديرية التربية حيث كان يعمل هناك ويطلعني على أسرار كتبها الأمر الذي جعلني ادخل عتبة الشباب وفي حوزتي مئات الكتب المقتناة بتمويلي المادي الشخصي وبلغ بي هوسي في اقتناء الكتب وقراءتها إنني كثيراً ما استبدلت ثمن الحلي الذهبية خاصتي بكتاب ،
وكم كنت وصديقاتي اللواتي تسربنّ الى أخاديد الزمن كلّ في فج مختلف نتبادل الدواوين والروايات فيما بيننا ونستنسخها باليد؛ فدفاتري ذات المائة ورقة مازالت تحفل الى الآن بروايات عديدة متباينة حجماً ونوعاً ومضاناً من أمثال (الصخب والعنف) لوليم فوكنر، (مملكة هذا العالم) لخوانيه كاربنتير ،ديوان المتنبي وحتى الأجزاء السبعة لديوان الجواهري ،
لكني اليوم وأنا المدرسة للغة العربية في إحدى الثانويات يحدث أن اسأل طالباتي عن أسماء بعض الكتب التي تنزّ أسماء مؤلفيها من بين صفحات الكتب المدرسية المقررة فلا أجد جوابا صحيحا لها،
ومرة وقد تبقى من زمن الدرس وقتاً سألتهن عن عدد ساعات القراءة التي تقضيها كلّ منهن بعيداً عن الكتب الدراسية المقررة، فكان الاستغراب يسيطر تماماً على وجوههن وكأني تساءلت عن عدد المجرات التي يتكوّن منها الكون ،ثم يجبن جواباً بدا متفق عليه من قبل الجميع ( نحن لا نقرأ إلا الموضوع المقرر للدرس ) ،
أصابني نوع من الحزن وصرت اكرر سؤالي على المدرسات زميلاتي واحدة تلو الأخرى فلا أجد إجابة تغاير ماسمعت سابقاً ،وكم هو مخيف انك تبحث عن القراءة لدى من يسمى متعلماً فلا تجدها ؛
سحبني الفضول الى دائرة أوسع في البحث والسؤال، حتى وجدت القراءة شيئاً مفقوداً لدى عموم المجتمع بمختلف طبقاته فلا المرأة ( الموظفة – ربة البيت ) تقرأ،
ولا الشاب ( الطالب ، المتخرج ، العاطل عن العمل ) يقرأ، ولا الطفل في سنوات تكوّن شخصيته الأولى يجد َمنْ يهيئه للقراءة ،
وحين اصعد الحافلة ذاهبة أو راجعة الى مدرستي يندر أن أرى من بين ركابها من يمسك جريدة أو كتاباً،فإذا ماصادف وان وجدت واحداً ممسكاً بكتاب أراه مشتت الذهن لايكاد يرى في صفحات ذلك الكتاب إلا خطوطاً مزدحمة بالكلمات ،
فلماذا يحدث هذا؟
وأين يكمن السرّ في الجفاء الحاصل بين الكتاب والمجتمع ؟
هل السر في التكنولوجيا التي اجتاحتنا بأذرعها الأخطبوطية المختلفة؟ - الفضائيات وثقافتها الجاهزة، الانترنيت ومواقعه السهلة النشر والسريعة الانتشار-وغيرها من الأشياء التي استعيض عن القراءة بها؟
أم فينا نحن الذين صرنا نركن الى السهل المتيسر من المعلومات التي يوفرها لنا –مجتزئة ومبتورة - البرنامج المرئي اوالمسموع بدل البحث عن تفاصيل تلك المعلومة لإرواء عطشنا الفكري لها؟
أم في المؤسسات الثقافية – ومنها الجامعة - التي صارت تسمى بالثقافية مجازاً؟
أم بدور النشر التي لم تعد تعتني بتربية ذائقة الفرد انطلاقاً الى تربية المجتمع وصارت تحرص حرصاً شديداً على طباعة كتب التنبؤات والأبراج والأكلات الجاهزة وكتب الاحراز وبأغلفة معتنى بها تجذب الناظر إليها وتأسره من الوهلة الأولى فيقتنيها مسحوراً بها مأخوذاً بما هو مطبوع على أغلفتها؟،
أم في المدرسة التي صارت بها المكتبات مجرد ديكور لا يدخله الطلاب إلا مرة واحدة في العام الدراسي - في أسبوع المكتبات- حين يطلب منهم استقبال المشرف التربوي أو مدير التربية والتصفيق له ساعة قص شريط دخولها،
ولكي لا نبقى ننظر الى الإحصائيات التي توصل إليها المهتمون بهذا الشأن فنحسد غيرنا ونندب حضنا والتي تقول إن " المواطن الأوربي يقرأ مايقارب35 كتاباً في العام الواحد ويقرأ الإسرائيلي 40 كتاباً في العام الواحد بينما يقرأ كل 80 شخصاً عربياً كتاباً واحداً في السنة "
أقول لابد والحال هنا من وجوب مد جسور رابطة بين الكتاب والمجتمع ، وذلك بعدة طرق منها :
1. على المؤسسات الثقافية أن تقوم بطباعة كتب جيب شهرية للمعلومة الثقافية بتوزيعها مجاناً أو بأسعار رمزية بين مختلف شرائح المجتمع وعدم الاقتصار في توزيعها على فئة واحدة فقط أو حزب معين .
2. طباعة كتب فكاهية وقصص مصورة بسيطة وأناشيد خاصة بالتلاميذ تحبب لهم القراءة في سنواتهم العمرية القابلة .
3. عمل ورش دائمية أو شبه دائمية من قبل مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية للمطالعة وخصوصاً في العطلتين الربيعية والصيفية.
4. إقامة المسابقات في الثقافة العامة وبجوائز مادية أو معنوية نافعة تشجيعاً للحصول على المعلومة المفيدة وغرس محبة القراءة والاطلاع .
5. جعل بحث التخرج مشروعاً سنوياً يمتد ليشمل حتى الصفوف المنتهية من المدارس المتوسطة والإعدادية ولو بشكل مبسط محاولة في تعويد الطالب على البحث والاستقصاء .
6. شمول المكتبات العامة – التي لم نعد نسمع بأن شخصاً يرتادها طواعية بعيداً عن تكليفه ببحث تخرج – بالدوام المسائي وتعين موظفين محبين للقراءة بدلا من أن نرى فيها المراقب الذي يرهب المتصفح ويقاطعه بين لحظة وأخرى مشيرا له بعصا انتهاء الوقت.
7. فتح الإعارة الخارجية من قبل مكتبات الاتحادات والمؤسسات التي تعنى بالشباب والطفل والمرأة .
8. تشجيع القراءة من قبل المؤسسات غير المختصة بالثقافة مثل ملاجئ الأيتام والرعاية الاجتماعية ودور المسنين والنقابات العمالية والفلاحية وغيرها عن طريق إقامة مسابقات تعتمد على المعلومة الفكرية التي تأتي من متابعة وقراءة ماهو جديد.
9. عمل مقارنات نقدية أسبوعية أو شهرية تضاف الى الجلسات الأدبية والاصبوحات بين بعض الأفلام والروايات المتحولة عنها بين مرتادي المؤسسات الأدبية ومتذوقيه تشجيعاً لقراءة الرواية المتحول عنها ذلك الفلم خصوصاً ونحن نرى إن الكثير من الروايات قد تحولت أفلاماً مثل ( ذهب مع الريح ،العطر، وشفرة دافنشي ،الحب في زمن الكوليرا وعمارة يعقوبيان) وغيرها
نعم من واجبنا كمحبي قراءة أن لا نجعلها تصل الى مرحلة الموت والتلاشي فيظهر لنا من الفلاسفة من يقول بنظرية جديدة تبشر بموت القراءة ،
ليس من اجلنا نحن كأفراد عاشقين لها بل من اجل من يصلح لقيادة الجنس البشري القادم والذي أشار لهم فولتير بقوله ( الذين يعرفون القراءة والكتابة ).



#فليحة_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر والملك
- المساواتية
- حالة خاصة
- الثقافة والمثاقفة
- جغرافية النص ....أينها؟
- المرأة والشعر
- من يصنع من...؟
- لماذا.... المابعد ؟
- لاعالمية بالمصادفة ؛
- لا كونية عند استيعاب الكون ؛
- عنوانات
- مهرجانات
- الذاتية
- انطباعية ام .....مرآة الناقد؟
- نكتب نطبع نوزع
- القصة القصيرة والنقد
- رواية معاصرة
- موت البطل
- أين المتلقي..؟
- التفاعلية


المزيد.....




- وصف مصر: كنز نابليون العلمي الذي كشف أسرار الفراعنة
- سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون ...
- العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه ...
- إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 ...
- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - هل القراءة تحتضر.....؟