الثورات، وبهاء لحظات الميلاد

سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3420 - 2011 / 7 / 8 - 15:10
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

ما أن تبدأ أماني العمر بالسير فوق أرض الوطن مع أبن الوطن ، حتى تقف وتتخلف .. وتترك رفيقها يسير وحده بدون أماني.. ولا حتى أحلام .. وإذا كان التاريخ يكشف لنا الانكسارات ، التي تترك على الأرض أحلام ميتة .. فالتاريخ يؤكد لنا أن الأحلام الميتة تعود لتعيش في أحلام جديدة ، وتستعيد الحياة لحظات البهاء الأولى .. كفجر يشرق لأول مرة على الكون ..
وسط النزيف تنشد الروح ، ووسط الدمار تنشد المقاومة .. ووسط القهر تنشد الثورة .. أناشيد الحياة،التي تمزق ستار الليل الطويل، وتسحق مراثي الموت وتدفع الظلام لينسحب ..
وفى الثورات يتوقف الزمان ويندهش ، ويتوقف التاريخ ليقرأ السطور التي يسطرها الشهداء بالدم .. والثوار بالتضحيات .. شهداء يقهرون الليل .. وثوار يقهرون القهر .. وتنقلب أناشيد الأحزان التي تتلو في مراثي الليل الطويل .. لتشدوا بالفرحة مع أول خيط من خيوط الفجر.
وفى الثورات تنكشف لنا عظمة الإنسان، عندما ينتصر على وضعه .. ليس بالتغلب على الطغاة .. بل بالتغلب على الخوف .. والانتصار على القهر الذي يفرضه على نفسه .. والتغلب على الأنانية التي تغلف حياته .. وعندما يدرك بأنه يقوم بالثورة من أجل الجميع وليس فقط من أجل ذاته .. حينها يشعر بأنه يتألق مع تألق ثورته .. وأنه يرتفع معها لعنان السماء .. وعندما يذوب في الجمع المتحد للثوار ، فهو يكتسب عظمته .. ويكتشف أن الإنسان الذي كانه اختفى .. وولد إنسان جديد من تحت الرماد .. كطائر الفنيق الأسطوري الذي يكتسب الخلود من المعاناة .. وكالبسطاء من الناس ، هؤلاء الذين يتقاسمون رغيف خبز لا يملكون غيره .. فهو يشارك جمع الثوار حياته التي لا يملك حياة غيرها .. وقتها تتألق روحه كأنها تملك ألف شعاع من النور .. ويقدم يده للآخرين بكل الحب والود .. دافعا عنهم الأذى .. مرحبا بهم في قلبه .. وليس مهما عنده من هم هؤلاء الآخرين .. لأنهم بنضالهم من أجل الكرامة، اكتسبوا الحق بأن يكونوا بجواره وفى حياته .. مستعدين أن يموتوا من أجل الأيمان الذي يؤمن به .. ومن أجل مستقبل يؤملون به ، مثلما ما يؤمل به ..انه ذوبان أحلام الجميع في حلم واحد .. وذوبان حيوات الجميع في حياة جماعية في مكان واحد ووقت واحد .. حياة ثورية تحرر الإنسان من الخوف .. ومن الرغبات التي تقهره .. حياة تصهر الإنسان من خلال المعاناة.. وتدفعه ليعزف بكل الجمال الخلاق، موسيقى الخلود على أوتار لا تعرف الصمت.
فتحية للشهداء والثوار في كل بلد وكل مكان .

#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات