أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نبيل الحيدرى - حقوق المرأة بين الشعار والممارسة














المزيد.....

حقوق المرأة بين الشعار والممارسة


نبيل الحيدرى

الحوار المتمدن-العدد: 3420 - 2011 / 7 / 8 - 15:15
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


إن المرأة قد عانت على مر التاريخ بأنواع مختلفة من الظلم والإضطهاد والقهر والإستعباد والإستغلال. وقد تم تجاهل بعض الحقوق فى الكثير من القوانين والتشريعات على مر التاريخ، رغم أن قوانين حمورابى تضمنت 92 قانونا يخص المرأة من مجموع 282 فيها حقوقها للبيع والتملك والتجارة والوراثة والتوريث كما وصلت ملكة سمير أميس فى العصر البابلى إلى السلطة خمس سنوات، وفى عصر الفراعنة تميزت المرأة ووصلت للحكم والسلطة مرارا وتكرارا وحصلت بما لم تحصل عليه غيرها فى الحضارات السابقة، ولكن بعض الثقافات والديانات قد وضعت عناوين غير سليمة لانتقاص المرأة والنظر إليها كرمز للشر والعورة والفتنة والبلاء. وقد كان لذلك أسباب دينية ثقافية إجتماعية تاريخية، فقد وردت فى الأحاديث والروايات مثلا (النساء نواقص العقول والإيمان) (إن النساء همهن زينة الحياة الدنيا) (إياك ومشاورة النساء فإن رأيهن إلى أفن وعزمهن إلى وهن) (خيار خصال النساء شرار خصال الرجال) (المرأة شر كلها) (المرأة عقرب حلوة اللبسة) (إنما النساء عى وعورة فاستروا العورة بالبيوت واستروا العى بالسكوت)، وإن كنت قد ناقشت سابقا هذه الروايات المأثورة ورددت كل هذه الأحاديث من حيث السند والرواة أولا، وكذلك من جهة دلالاتها بعد دراسة الظروف الموضوعية وقصص وقوعها لو صحت، فضلا عن تعارضها مع القرآن كآيات سورة النساء وغيرها، والسنة النبوية والوقائع التاريخية الكثيرة لمن راجع معاملة النبى مع زوجاته كخديجة بنت خويلد التاجرة المعروفة وعائشة بنت أبى بكر وحفصة بنت عمر ورملة بنت أبى سفيان وزينب بنت جحش وزينب بنت خزيمة وسودة وهند وصفية وبرة وميمونة، وبناته كفاطمة، والنساء الأخريات وقصص قرآنية كثيرة كخولة بنت الأوس التى حاججت النبى واشتكت إلى الله حتى أنزل أحكاما لعلاج تلك المشكلة الكبيرة وهى ظاهرة الظهار حتى قال الله فى قرآنه (قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركماإن الله سميع بصير. الذين يظاهرون منكم من نسائهم ماهن أمهاتهم إن أمهاتهن إلا اللاتى ولدنهم) وقد وصل رفض الله لهذه الظاهرة لدرجة قوله تعالى (إنهم ليقولون منكرا من القول وزورا) وهكذا كانت هذه المرأة وموقفها الشجاع سببا فى حل معضلة كبيرة وظاهرة خطيرة ضد النساء
كذلك فى الغرب فقد حصلت المرأة فى أمريكا مثلا على حق الإنتخاب عام 1924 وفى بريطانيا عام 1945 وغيرها لكنها تجاوزتها وقد تطورت الأمم والثقافات والتشريعات خصوصا بعد الإعلان العالمى لحقوق الإنسان فى 10/12/1948 حيث بدأت المرأة تأخذ حقوقها شيئا فشيئا حتى وصلت مثل السيدة ماركريت تاتشر إلى رئاسة حزب المحافظين سنة1975 ثم منصب رئاسة الوزراء منذ 1979 وحتى 1990 فترة طويلة متميزة ولقبت آنذاك بالمرأة الحديدية وأثبتت قدراتها السياسية والإدارية فقد أصبحت أول قيادة سياسية فى تاريخ بريطانيا تكسب ثلاثة إنتخابات وطنية متتالية ومتلاحقة.
أما مجتمعاتنا العربية فلازالت هنالك سلطة ذكورية وثقافة ذكورية فيها تمييز ومحاباة للرجل ضد المرأة وهذا ما أظهرته أيضا الدراسات الأدبية فى القصص والروايات والتراث الكاشفة عن الإزدواجية فى التعامل مع المرأة، كزوجة وحبيبة تارة، وكبش فداء وملك فردى أشبه بالإستعباد تارة أخرى. فشتان بين أمينة عند إحسان عبد القدوس وأمينة عند نجيب محفوظ، وكتابات طه حسين وقاسم أمين وهدى الشعراوى ومصطفى أمين وشبلى شمل، لذلك نقد محمد قطب رواية (اللص والكلاب) لنجيب محفوظ فى جدلية الخير من خلال الشر وحركته فى الرواية حيث تسوق المتابع إلى التعاطف مع الظروف والمحنة. وإذا نظرنا إلى التشريعات الحديثة بصالح المرأة نظريا فإن الممارسة منقادة للتقاليد والأعراف فى التمييز ضد المرأة لذلك لاتصل المرأة إلى المناصب العليا رغم الحديث المطنب عن أهميتها ودورها وقدراتها. وقد أجبر الواقع حتى المتشددين والمتطرفين ومن لايؤمن أصلا بحقوق المرأة، بالحديث عن حقوق المرأة لكى لا يرمى بالتحجر والإنغلاق والتخلف الذى ترفضه الحياة والعلم والواقع والمدنية، مما يثير كثير من الأسئلة حول مصداقية الشعارات التى يستخدمونها حول المرأة وحقوقها وحرياتها.
فى العراق مثلا حيث أجبرت الظروف الموضوعية وضع كوتا للمرأة حتى تشارك النساء فى البرلمان بنسبة معينة لكن هؤلاء السياسيين أنفسهم عندما جاؤوا يتقاسمون الوزارات المترهلة جدا لعدد يزيد على الأربعين وزارة فيها أكثر من 16 وزارة بلا حقيبة وزارية ليس لها مثيل فى أكثر دول العالم فى محاصصة تثقل كاهل الخزانة المالية، لكنهم جميعا تجاهلوا النساء فى جميع الوزارات حيث أن جميع الأحزاب وقياداتها الرجولية حتى المدافعين ظاهرا عن حقوق النساء، قد رشحوا رجالا دون أى إمرأة أبدا رغم اعتراض مؤسسات محترمة تدافع عن حقوق النساء ودورهن الريادى فى المجتمع العراقى
ومن أغرب الغريب فى الواقع المعاصر هو حقيقة ماذكره على الوردى من التناقض بين القول والعمل لظاهرة بعض المثقفين والليبراليين المطالبين بحقوق النساء بقوله (يدعو إلى حرية المرأة فى الصحف والمجالس لكنه يحجر عليها فى البيت) وكذلك تفريقهم بين الزوجة والعشيقة وتعاملهم مع الجسد الأنثوى والمقاسات مختلفة مما يكشف ازدواجية المعايير بين القول والفعل، الوهم والواقع، الشعار والممارسة، الشكل والحقيقية



#نبيل_الحيدرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طهارة الإنسان ونجاسة الفقيه
- التقليد والإستحمار الدينى
- المجلس الأعلى الإسلامى العراقى فى الميزان
- جدل التفكير والتكفير


المزيد.....




- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...
- الكويت.. مراسيم جديدة بسحب الجنسية من 1145 امرأة و13 رجلا


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نبيل الحيدرى - حقوق المرأة بين الشعار والممارسة