|
الضمير البشري ... صراع بين الخير والشر
شمسان دبوان سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 3419 - 2011 / 7 / 7 - 11:51
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الإنسان بطبيعته الفطرية يظل عالقا بين ما يعمل وما لا يعمل .. ما يشتهي وما لا يشتهي .. بين عمل الخير والشر .... بين عمل السيئات وعمل الحسنات .. يسوق أعذار أقبح من الذنب الذي يرتكبه ... يتوب في الليل ويعصي في النهار .... يعيش في عالم من التيه اللانهائي يتخبط في حياته في صراع بين النفس اللوامة والنفس السيئة في شبكة من الخير والشر. هناك تقصير واضح في بعض المهام سواء بحق الخالق أو بحق البشر ، ويختلف هذا التقصير وأسبابه ودواعيه كما تختلف طرق كيفية التغلب عليه والإقلاع عنه فترك الصلاة لا تعتبر لميمه ولا مخالفة ولا تقصير في أداء الواجب ولكن تعتبر عصيان بحد ذاته ، لكن الإنسان يسوق أعذار ومسببات ويستدل بدلائل لا تقل خطأ عما ارتكبه من ذنب فيقول إن الله غفور رحيم وتارة يقارن نفسه بالآخرين فيقول فلان لا يصلي ولا يصوم ولا.... الخ . فانا أفضل حالا منه . وتارة يقول إن طرق الخير كثيرة فإذا قلت استغفر الله مائة مرة غُفرت ذنوبي وإذا فعلت كذا .... حرم جسمي من النار . وفجأة يوبخ نفسه فيقول كم اسرق وكم أضيع من وقتي في مواقف لا تستحق فما الذي يمنعني من أداء فريضة لا تأخذ من وقتي الكثير ؟ يظل الشاب يكد ويتعب ويمر بمراحل النمو المختلفة فيقضي أوقاته في اللهو واللعب وصحبة رفقاؤه ، فيمشي وقد نظر إلى تلك الفتاة محللا شخصيتها ومقاساتها وملابسها وخطاها .... الخ . في نظرة مطولة حتى يرسم صورتها في ذاكرته ليستدعيها في وقت لاحق ...؟ وبعد نفس طويل يستدرك بالقول استغفر الله العظيم " ثم يستريح هو أو رفيقه بالقول أنها نظرة حلال وهي النظرة الأولى ؟! البعض يقضي أوقاته في الدردشة والكلام والتسلية والضحك والسباحة في بحر الحب . حتى إذا شارف على الغرق تعلق بقشة وأنهى علاقته بها ليبحث عن أخرى . فتصيب المرأة بالإحباط ويشعر الطرفين بالذنب ويوخز الضمير ... لكنهم يستدركون بالقول من حقي أن أحب ومن حقي أن أعيش حياتي كشاب ؟ أنا شاب لا أجد فرصة عمل ولا اقدر على الزواج ... لكنه سرعان ما يوبخ نفسه ، يسأل أسئلة ويجيب عنها في الوقت نفسه . لماذا لا أتزوج ؟ لا اقدر ، الرزق على الله ... المستقبل ما يطمئن ... الخ . يمشي الفرد في الطريق فيرى نقودا أو مجوهرات أو غيره فيسرع بأخذها ، ويباشر التحقيق في التحقيق مع نفسه فيسأل أسئلة ويجيب عنها . هل هذا حرام ؟ لو كنت في موقفه ؟ ربما اقترض هذا المال قرضه ؟ وأسئلة أخرى . ثم يجيب الفقير لا يملك مجوهرات ، الفقير يحرص على فقدان أي شي ، إذا سلمتها إلى مركز شرطة فلم يقوم البوليس بواجبه الإنساني ، ثم يتصرف بها وينسى ما دار مع ضميره سابقا . رسول الله محمد (ص) هو معلم الناس النجاح وهو مخرج الناس من الظلمات إلى النور ولا شك في شخصيته فهو القدوة الحسنة لنا . كان رسول الله ص يصوم ويفطر ويصلي وينام يغضب ويضحك ويمزح ولم يكذب قط . فقد سلك في حياته الوسطية بكل معانيها فجعل من الإسلام دينا للوسطية والاعتدال ، مرنا وصالحا في كل زمان ومكان . لكن هناك أحاديث وردت عن رسول الله ، هذه الأحاديث تحتمل إحدى أمرين ، إما أننا لم نفهم معنى تلك الأحاديث أو أنها لم تسند إلى رسول الله إطلاقا . فالأحاديث كثيرة ومتعددة . فإذا أخذنا مثلا حديث " لا عدوى ولا طيرة " فكم من الأمراض التي تنتقل أما باللمس أو الهواء أو غيره . فالإنسان يظل يقرأ بعض الأحاديث ويقضي معظم حياته في شك وريبة . الكلام على الصحابة والتابعين يعتبر شي مقدس لدى بعض المسلمين بالرغم من طبيعتهم كبشر ، يصيبون ويخطئون . والتاريخ يروي لنا أخطاء بعض الصحابة والتابعين . لكن لا نستطيع القول بأنهم معصومون من الخطأ . ولا يمكن أن نقدسهم بالطريقة التي يتشدد بها البعض . وقد تحدثت آيات كثيرة جدا عن مواقف لبعض الصحابة كمخالفتهم لأوامر رسول الله في غزوة احد ... ومواقف كثيرة ذكرت في متاب التربية الإسلامية في المدرسة . وان كان الصحابة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه إلا أنهم بشر يخطئون ويصيبون . فعلماء السنة ومن يدعون أنهم الفرقة الناجية يشنون حربا هوجاء على علماء الشيعة بأنهم يسبون الصحابة يلعنون الصحابة .... وعلى العكس من ذلك نقرأ في كتب الشيعة إطراء ومدحا للصحابة وربما بعض الفرق التي لها اتجاه معين في الدين وهو من باب الاختلاف . لكن الذي نرى أن الشيعة وصلوا إلى مراتب ربما تعيد للإسلام هيبته من العلم . فهم يرهبون أعداء الله من اليهود والنصارى ، بينما السنة يختلفون على صيام أول يوم من رمضان وان رأوا الهلال مرة واحدة وهو الشهر الذي يختلفون فيه من بقية الشهور . السنة يميلون إلى الحاكم ويعتبرون جزء لا يتجزأ من الحكم والفساد أيضا . فيستخدمون الدين في الدعاية الانتخابية والترويج للبقاء على الكراسي وهذا ما لا نجده في الشيعة ؟! إذن الكلام على التناقض وطبيعة النفس البشرية في الغموض وعدم التفريق بين الحق والباطل مشكلة لا يحل طلاسمها إلا العقل والمنطق فالحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات . فالصلاة واجب على كل مسلم بالغ عاقل ، والزواج واجب على كل شاب يقدر عليه ، وهذا لا يعني انه من لا يقدر على الزواج حق له التلاعب بمشاعر الآخرين . الغنى وكثرة المال لا يأتي بالالتزام الديني وتطبيق مبادئ الدين صغيرة وكبيرة ، الرزق يقدره الله لعباده بغض النظر عن دينهم وأصلهم وعرقهم ، فكم من الملياردير جاحد وفاسق ويعاني من أمراض نفسية وربما ينتهي بالانتحار ؟ وكم من متعبد زاهد ورع عن محارم الله لا يملك قوت يومه يعيش في أعلى مراتب السعادة ؟؟ ليس كل ما قيل عن رسول الله صحيح فهناك أحاديث تم الترويج لها لخدمة شخصية ما أو الترويج ربما لبضاعة ما وهي أحاديث موضوعة والإسرائيليات كثيرة في هذا الجانب . الصحابة بشر عاصرو رسول الله وعاشوا معه وهم أدرى بأصول الدين ، لا يمكن أن نأخذ مكانة الصحابة لإثارة الجدال المذهبي بين المذاهب الإسلامية المختلفة . فالتشدد والغلو مرفوض مرفوض مرفوض . ولا يمد إلى الإسلام بأي صلة . فالي أي طريق نسير وفي أي منعطف نتوقف ؟ فالحياة ليل ونهار فقد يطول الليل أو النهار وقد تشرق الشمس لساعات معدودة ونعيش حياتنا في الظلام ؟؟؟
#شمسان_دبوان_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التشدد والغلو في مذهب السلفية وال سعود
-
التربية والتعليم حصاد للمعرفة أم المؤهلات ؟
-
المرأة السعودية تصنع أفاق التغيير
-
صالح في نظر الموهوبين ؟
-
أيوب طارش رمز من رموز الوحدة اليمنية
-
الانسان قيمة اجتماعية أم بشرية؟
-
اليمن - ثورتنا ثورة سلمية
-
الجنة الحلم الضائع لدى الفرقة الضالة
-
نداء عاجل - السفاح صالح يبحث عن اقرب الطرق إلى الموت
-
رياح التغيير
-
عندما تتحول العلاقة الزوجية إلى حرب أهلية – الجزء الثالث
-
نظام آل سعود وإثارة الفوضى في البلاد العربية – اليمن أنموذجا
-
عندما تتحول العلاقة الزوجية إلى حرب أهلية – الجزء الثاني
-
آل سعود - النظام الداعم لقمع الثورات العربية ضد الظلم والفسا
...
-
عندما تتحول العلاقة الزوجية إلى حرب أهلية – الجزء الأول
-
صالح يصف شخصيته ومنجزاته في ميدان السبعين
-
السفاح صالح بين جمعة التصالح.... وجمعة الفرصة الأخيرة
-
الحرب ضد النسوان.... أخر وسيلة لبلطجة الحاكم
-
لو كان الفقر رجلا لقتلته
-
عرض سعر لإصدار فتوى تحّرم إختلاط الرجال
المزيد.....
-
اصطدمتا وسقطتا في نهر شبه متجمد.. تفاصيل ما جرى لطائرة ركاب
...
-
أول تعليق من العاهل السعودي وولي العهد على تنصيب أحمد الشرع
...
-
بعد تأجيله.. مسؤول مصري يكشف لـCNN موعد الإفراج عن فلسطينيين
...
-
السويد: إطلاق نار يقتل سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي احرق
...
-
حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وسيطلق سراحه اليوم.. من هو زكريا
...
-
مستشار ترامب: نرحب بحلول أفضل من مصر والأردن إذا رفضتا استقب
...
-
الديوان الأميري القطري يكشف ما دار في لقاء الشيخ تميم بن حمد
...
-
الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية في الضفة الغربية ويق
...
-
بعد ساعات من تعيينه رئيسا لسوريا.. أحمد الشرع يستقبل أمير قط
...
-
نتانياهو يندد بـ-مشاهد صادمة- خلال إطلاق سراح الرهائن في غزة
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|