أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام صابر - بغداد هي الأبقى














المزيد.....

بغداد هي الأبقى


وسام صابر

الحوار المتمدن-العدد: 3417 - 2011 / 7 / 5 - 22:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"فهذا الوطن الممتد من البحر الى البحر، سجون متلاصقة سجان يمسك سجان "
هذا البيت من قصيدة للشاعر مظفر النواب الذي قضى معظم سنين حياته مشرداً من بلد لبلد، لأنه حرص على نقاء كلمته ولم يستطع طغيان الجلاد ولا إغراءاته في التأثير عليه ولو ببيتا واحدا يمدح فيها من لا يستحق المدح. فقال هذا البيت بعد ان مر بالكثير من الدول العربية ولمس ما يحدث هناك من اضطهاد وكبت للحريات ، بحيث يتحول البلد الى سجن كبير لا تستطيع الافلات منه حتى لو كنت بريئا حد السذاجة ، فبقيت قصائد المظفر خالدة ترددها الشعوب العربية قبل العراقيون، لأنها عبرت عن دواخلهم وغضبهم من الحكام الذين كانوا بيادق بيد القوى الأكبر!.
بل هؤلاء الحكام كانوا سجانون لشعوبهم، حكموا بلادهم وحضروا المؤتمرات والندوات والقمم بصفتهم رؤساء ، وحصلوا على كل الاحترام الذي يستحقه أي رئيس ، فمعظمهم قد دفع الأموال ، التي هي مال الشعب وكان من المفترض ان يبنون ويعمرون بها البلاد ، دفعوها للشعراء والصحافيين لتلميع صورهم امام شعوبهم وامام العالم ، منهم من صدق (جهلا) وقد حرص هؤلاء على زرع الجهل في كل زاوية وركن ، ومنهم من صدق (طمعا) لانهم بذلو لهم الاموال والهدايا ، فمثلا في الاردن بنى صدام حسين حياً كاملا ومن احسن طراز واسماه (حي الصحفيين) فهل سيجرؤ أي صحفي يسكن في هذا الحي على إدانة صدام حسين وحكمه؟.
اعترفت قبل مدة، المطربة الأمريكية المشهورة (بيونسيه) مع بعض المطربين الآخرين ، اعترفوا بأنهم غنوا للقذافي وابنه في الكثير من الحفلات والأمسيات ، ومن شدة استيائهم وخجلهم بعد ان شاهدوا حقيقة من غنوا له ، قرروا التبرع بالأموال التي حصلوا عليها من تلك الحفلات ، بينما نذكر كلنا ، بعد فضح ممارسات نظام البعث لاسيما بعد غزوه للكويت ، انتقد الكثيرون الكاتب المعروف يوسف إدريس على قبوله لجائزة صدام ، وطالبه البعض بإرجاع أموال تلك الجائزة احتجاجا ، أو التبرع فيها كما فعلت بيونسيه الآن ، لكنه رفض وقتها!
كل القصائد والمقالات التي مدحت هؤلاء السجانين كان مصيرها سلة المهملات ، فلا احد يسمع الآن ولا أغنية من الأغاني (وهي كثيرة جدا) من التي كتبها او لحنها او غناها خيرة الكتاب والملحنين والمطربين العراقيين لصدام ، خلال حرب القادسية او خلال الحصار، بل أصبح من العار التغني بتلك القصائد والألحان.
بينما لو نظرنا الى المطربة الكبيرة فيروز والاغاني التي غنتها لتمجيد بغداد او دمشق او مصر ...الخ ، هذه الاغاني لا تفارق مسامعنا ولن نتوقف عن ترديدها لانها غنتها بحب للحضارة والناس جميعا. اما اغاني وديع الصافي ووردة الجزائرية وسميرة سعيد وغيرهم الكثير من الذين غنوا لصدام حسين مقابل الاف الدولارات ! فلم يعد لها وجود ولم تعد لها قيمة ، بل انها قد تكون صفحة سوداء بتاريخ هؤلاء المطربين الذين يحاولون نسيانها وطيها ، وليت الذي حصل يكون درسا لكل من وهبه الله موهبة الكتابة او التلحين او الغناء ، ليحافظ على موهبته ونعمة الله عليه ، من النسيان والمهانة ، وليحافظ على انجازه وأعماله ، ويجعلها للناس وللشعب الذي هوالأبقى وليس لشخص معين ، فكل الناس زوال ولن يدوم الا الذكر الطيب والعمل الصالح والشجاع .



#وسام_صابر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس النوام وصحوة العراقيين
- الرجل والخطيئة
- المنقبات
- الوحده العربيه
- هل من نهاية لهذا المسلسل؟
- صراع الأنتخابات
- كلمات ليست كالكلمات
- حتى انت يابروتوس


المزيد.....




- عراقجي يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى عدم الخضوع للض ...
- -أونروا-: مخازن الأغذية في غزة أصبحت فارغة والقطاع على شفا م ...
- قوة الردع الخاصة في طرابلس تعلن إنجاز أكثر من 800 قضية خلال ...
- الاستخبارات الخارجية الروسية: الفاشية الأوروبية هي العدو الم ...
- اكتشاف طريقة معالجة الدماغ البشري للمشاكل الجديدة
- علماء صينيون يطورون روبوتات مجنزرة على شكل حلزون
- نظام غذائي يحمينا من الالتهابات المعوية الخطيرة
- تجربة واعدة تحدد -الوقت المثالي- لاستخدام بخاخ الربو الوقائي ...
- -كوفيد الطويل الأمد- والخرف المبكر.. تحذيرات من علاقة محتملة ...
- فان دام يعرب عن محبته لبوتين ورغبته في القدوم إلى روسيا ليصب ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام صابر - بغداد هي الأبقى