حسين عوض
الحوار المتمدن-العدد: 3415 - 2011 / 7 / 3 - 16:47
المحور:
الادب والفن
التحدي
جبال تخترق السماء , سهول بلون الربيع , بيارات الموز والبرتقال تتنفس ببطء , حجارة كبيرة وصغيرة
تنتشر هنا وهناك, حفر طبيعية واصطناعية, بحر بلون السماء فيه خطوط بيضاء متجعدة ترتفع وتنخفض في حركة آلية.. كانت شمس أيار ترسل خطوطا ملونة بلون الفسيفساء تميز فيها الخطوط الدموية التي تأخذ لون النار, كان اليوم ربيعيا يرسم ابتسامات على الشفاه, وقطرات ندى على الجفون.
صعد خالد الجبل بعد أن طوى السهل تحت قدميه, تعب, استراح ثم هبط بينما كان كلبه يجري في كل الاتجاهات, جلس خالد وأخذ لفافة من التبغ, اقعى الكلب وأخذ يحدق بصاحبه, ينظر إلى الجبل, السهل, الأشجار, الوادي يسرح بصره يصطدم بدبابة مرعبة لا تبتعد كثيرا .. كانت رائحة البرتقال تمتزج مع رائحة الدم والتراب, يعدو الكلب ثانية وتأتيه رصاصات من اتجاهات مختلفة, يعود ثانية إلى حضن صاحبه خائفا .
ابتعد خالد, اقترب من الماء, جلس خلف صخرة, إنها متراس جيد, سدد بعد أن كتم أنفاسه أطلق, الكلب يجري ويجري, انتظر خالد, شرب الماء, رقص, غنى, بكى, نادى الكلب, فعاد وهو يئن من الألم لقد أصيب بطلقات في جسده .
لف الظلام الدنيا, اتجه خالد صوب النهر, صوب الجبل, السهل, الحفرة الطائرات تحوم فوق رأسه, الزوارق راسيات فوق الماء, وقف, احترس, تقدم, تراجع, انبطح, وضع أخمص البندقية على كتفه, جاء صوت من الخلف, صار خالد يتلذع كالمجنون أأطلق النار أم انتظر ؟ ولِمَ أطلق النار ولِمَ انتظر ؟
رأى نفسه ضمن دائرة صغيرة, أصوات ترتفع ثم تتلاشى, وقع أقدام تتقدم ثم تختفي وجد نفسه في حفرة, تمنى خالد أمنيات كثيرة, أن يرى وجه حبيبته, أن يكون نسغآ في شجرة برتقال في ليمونة في زيتونة في معمل في ذرة تراب ..تساءل أين سيتوجه, ولكنه أصر على الصمود, امسك شظايا الشمس ووجه البروق والرعود, وعرف كيف يجعل المطر يغسل وجه حبيبته, عندها كره الغربة والدماء الآسنة والانفاق .. فتح ثغرة وفوق جبل عال أشاد متراسا قويا ومن كل مكان جاء التصفيق وجاءت مع التصفيق رصاصات غريبة, ولكنه قبل التحدي.
#حسين_عوض (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟