أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - المُؤمنُ يُلدَغ من جُحرٍ عشر مرات














المزيد.....


المُؤمنُ يُلدَغ من جُحرٍ عشر مرات


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3415 - 2011 / 7 / 3 - 00:18
المحور: كتابات ساخرة
    


عزيزي القارئ ، لا تُصّدِق كُل ما تقرأهُ ، ولا تثق بكُل ما تراهُ .. فمن المُمكن ان الشئ الذي تقرأه وتشاهده ، يكون في الحقيقة ، مُعاكساً ، وبعيداً كُل البُعد عن ما هُو مُعلَنْ ... فصاحب دُكان ، كَتبَ بخطٍ كبير وبارز على شوال أو كونية ، السُكَر ... كلمة " مِلحْ " ، ولَما سُئِلَ عن السبب ، قال : لكي أخدعَ النَمل !!... وعلى نفس المِنوال فأن معظم الاحزاب والحركات السياسية ، الدينية منها والدينسزية ، تقوم تقريباً بنفس ما يقوم به صاحب الدُكان أعلاه ... فهو يُحاول بهذهِ الطريقة الغبية ، ان يقشمر النمل ، فلا يقترب من السُكر ، بعد ان " يقرأ " اللافتة المُعلَقة عليه بإعتباره ملحاً .. وما دام نَمل هذه الولاية ، ينخدع بهذهِ السهولة ، فمن الوارد أيضاً ، ان تنجح الاحزاب السياسية ، بتسويق شعاراتها التي لا علاقة لها بالواقع !.
فلا يوجد حزب او كيانٌ سياسي واحد ، يخلو أسمه او شعاره ، من واحدة من الكلمات الأربعة الآتية : الإسلامي ، الوطني ، الديمقراطي ، العراقي . فكُلهم [ حَسب أسماءهم وشعاراتهم ] إسلاميون مُؤمنون خَيِرون ، وجُلَهُم وطنيون أقحاح مُناضلون ، وجميعهم تَخُرُ منهم الديمقراطيةُ خّراً ، ومن البديهي انهم عراقيون حتى العَظُم ... وهذهِ الدكاكين السياسية ، مثلها مثل صاحب الدكان ، الذي كتب " ملح " على السُكَر ... فأن السياسيين يكتبون " عراقيون " ويتصرفون في الواقع اليومي ، مثل أشَد الطائفيين تزمُتاً وأكثرهمْ دعوةً للتقسيم والتشظي .. ويُعلنون " الإسلامي " الذي من المُفتَرَض ان يكون مُسالِماً تجاه الآخرين ، أميناً على الأموال العامة ، مُتسامِحاً مع المُختَلفين معه ، بينما هو ، مُتعّصِب إستئصالي رجعي مُتخلِف ... او يرفع شِعار " الديمقراطية " حيث المُشاركة الحقيقية وسُلطة الشعب وتوزيع عادل للثروات والإستماع الى الرأي الآخر وتَقَبُل بروحٍ رياضية للمُعارضة ، بينما هو دكتاتوري ، يُقّدِس الزعيم والقائد ويعتبره فوق الميول والإتجاهات ولا يَطالهُ القانون ، إحتكاري للسُلطة ومُتمسكٌ بها بالنواجذ ، لايقبل التخلي عن الإمتيازات الخرافية بأي شكلٍ من الأشكال ! .. أو يّدعي " الوطنية " بِما تحمله من قِيَمٍ نبيلة وأهداف سامية مُفْتَرضَة ، بينما هو يبيع الوطن بما فيهِ بحفنةٍ من الدولارات أو الريالات ...
كُل هؤلاء السياسيين المُخادعين المُتاجرين بالشعارات ، نجحوا خلال السنوات الماضية ، في دفع الجماهير العريضة ، للتصويت لهم في الإنتخابات المُتلاحقة ، ورفعهم الى المناصب الكبيرة ، التي من خلالها باتوا يتحكمون بمصائرنا ... وثبتَ ان " المؤمن " يُلدَغ من جُحرٍ مَرتَين ، بل وثلاث مراتٍ أيضاً ! .. فإنتخابات 2005 ، أظهرَتْ ان هذهِ الطبقة السياسية فاسدة وغير جديرة بأن تتولى الامور في العراق الجديد .. وبدلاً مِن ان تُعاقب .. فأننا أي " القطيع " قمنا بتثبيتهم في إنتخابات مجالس المحافظات .. فأزدادوا غروراً ، وضحكوا علينا في أعماقهم .. لأننا نحن النمل ، صّدَقنا بأن اللافتة التي على السًكر ، هي مِلح بالفعل ! ... ولم نكتفي بذلك .. بل اننا في إنتخابات 7/3/2011 .. تَعّمدنا ان لا ننتخب المُرشحين النزيهين ، او المُستقلين النظيفين ، او العلمانيين الصريحين ، او ذوي التأريخ المُشرِف ... بل صَوّتنا للجَهلة ، والمُتزمتين والبعثيين ولمُعتمري العمائم السود والبيض ، وأصحاب اللحى والإنتهازيين والسُراق والحرامية ..
إنتخابات مجالس مُحافظات أقليم كردستان قريبة ، وبعدها الإنتخابات في عموم العراق .. فهل بَقِيَ مُواطنٌ بحاجة الى مَزيدٍ من التجارب المريرة والأمثلة ، على فشل الطبقة الحاكمة والرموز السياسية .. في تحقيق الحَد الأدنى ، من العدالة الاجتماعية ، ودولة القانون ؟ .. إذا كُنا كالنَمل الأعمى ، نُصّدِق ، ان وعاء السُكر ، هو مِلح ... فأننا نستحقُ ما نحنُ فيهِ مِن وضعٍ مُزري !!.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النُخَب المُهّمَشة
- - شالومكي - هو الذي يضرُبنا
- الحكومة ونقود الملا - سين -
- قائدنا .. زعيمنا المُفّدى
- العبرة ليستْ بِطول الخدمة
- انتخابات مجالس محافظات اقليم كردستان
- الطالباني والقفز من فوق المخّدة !
- من ستوكهولم الى أربيل
- الزَوجات الأربعة
- الحكومة .. وترقيم النكات !
- قوى أمنية ومُمارسات قمعية
- ألسفارة .. رمز السيادة المُنتهَكة
- بماذا تُفّكِر في هذهِ اللحظة ؟
- الإنتخابات التركية ..ملاحظات أولية
- عندما يخطأ الكِبار
- علاوي والمالكي ينشرونَ الغسيل القَذِر
- مُظاهرات الجُمعة في العراق
- - عملية تَجميل - للرئيس اليمني
- العراق واُفق المُستقبل
- تقييم المئة يوم


المزيد.....




- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - المُؤمنُ يُلدَغ من جُحرٍ عشر مرات