أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - التفاؤل في الأدب














المزيد.....


التفاؤل في الأدب


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3412 - 2011 / 6 / 30 - 15:49
المحور: الادب والفن
    






خيل إلى كثيرين، وحتى وقت جد قريب، أن بداية الألفية الجديدة، كانت قد شكلت وضع المسمار الأخير في نعش التفاؤل في الأدب، ولاسيما بعدما شهد العقد الأخير من القرن الماضي تغييرات جذرية، في الخريطة العالمية، في ظل غياب ما يسمى بأحد القطبين العالميين، وبروز مجرد قطب واحد منهما، وتشكل منظومة جديدة من القيم والمفاهيم، في ظل هذه التحولات الجديدة، التي ألقت ظلالها على كل بلد، وكل إنسان .

إن أي نص أدبي، سواء أكان قصة أم رواية أم قصيدة، أم مسرحية، وغيرها، كان يترتب عليه إيجاد بصيص من النور، أو خيط من الأمل، في هذا النص أو ذاك، حتى وإن كان الواقع بحد ذاته أسود قاتماً، وحتى وإن كان شخوص هذا النص يدفعون ضريبة كبيرة، على مسرح الحياة، ولعل سانتياغو بطل رواية “الشيخ والبحر”، قد جَسدّ هذه المقولة، حيث كان يواجه أسماك القرش في البحر، إلا أنه كان مصمماً على الوصول إلى الشاطىء، حتى وإن نالت تلك الأسماك من صيده، و أوصلته إلى حد الإنهاك، إلا أنه لم يرفع يده مستسلماً، بل كان شعاره “الإنسان قد يتحطم ولكنه لا يستسلم” .

لقد كان الأدب، خلال العقود السابقة، على مرحلة التحولات الجديدة، ينوس بين ضربين هما: أدب متفائل وآخر سوداوي، وكان لكل منهما من يدافع عن رؤيته، مبدعاً كان، أم ناقداً، أم متلقياً، إلا أن مثل هذا التقسيم، قد زال في عقدي التسعينيات من القرن الماضي، والعقد الأول من القرن الجديد، وصرنا وجهاً لوجه أمام كتابات جديدة، أقل ما يقال فيها، إنها كتبت من دون مراعاة ثنائية التفاؤل والتشاؤم، بل انصرفت إلى رصد رؤية الكاتب، ونقل الواقع بحرفيته، اعتماداً على بوصلة أخرى، بل إن رادة الواقعية الاشتراكية، لم يواصلوا الذود عن وجهات نظرهم، وسط الانهيارات التي تمت، وكأن بعضهم قد خلد للصمت، وقبل بالأمر الواقع، مادام أنه بات يجد الواقع أكثر سوداوية مما يكتب عنه .

ولعل ما يحدث حالياً، من حولنا، من ثورات شعبية عارمة، استطاع أن يعيد زرع الثقة في النفوس، وهو ما بات ينعكس على الكتابات الجديدة، التي باتت تظهر، حيث باتت تكتب وفق رؤية جديدة، نابضة بالتفاؤل، وحب الحياة، مادامت عودة الروح تتم بحق .

وإذا كنا قد وجدنا بواكير إبداعية جديدة تتأسس على ثيمة التفاؤل، وتشكل قطيعة مع لحظة الاستسلام، أمام الواقع، وإن كانت تحاول أن يكون تناولها للحظة الواقع، وتوقها إلى المستقبل، مختلفاً، خارجاً عن أي شرط مسبق، ما يجعلنا على موعد مع ضرب من التفاؤل، ينبع من صميم ما يجري، لردم الهوة بين النظرية والواقع، بعدما انصرف هذا الضرب من الأدب إلى ترجمة النظرية، من دون أن تكون له أية جذور في الأرض .

من هنا، فإن خصوصية التفاؤل في الأدب، ستكون نتيجة معطيات ملموسة، تجري في الواقع، بقوة، ولن تكون نتاج حالة مثاقفة، وهذا ما سيحتاج إلى تضافر جهود نقاد ودارسين، لتتبع نبض الحالة الجديدة، والسعي لاستمرارية ترجمتها من قبل المبدع، وهو ما سيشكل عاملاً مهماً، للحفاظ على ديمومة ومكتسبات هذه الثورات التي تتم .



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوار الشمس
- أدب الظلّ
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-2-
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء -1-
- بين الكلمة والصورة
- سوريا ليست بخير سيادة الرئيس*
- ما الذي لدى الأسد ليقوله غداً؟
- العنف في الأدب والفن
- الكاتب والصمت
- خريطة طريق أم خريطة قتل؟
- سوريا: جرح نازف وضميرمتفرج معطوب
- الشاعر و-عمى الألوان-
- الرئيس -خارج التغطية-
- الإعلام التضليلي الرسمي في أدواته البائسة
- أمير سلفي جديد وإمارة جديدة
- صدى الكلمة
- في انتظار- الدخان الأبيض- الكردي
- المثقف الكردي: مهمات عاجلة لا بد منها
- -لا تصالح-..!
- تحولات هائلة في الحياة والأدب


المزيد.....




- وصف مصر: كنز نابليون العلمي الذي كشف أسرار الفراعنة
- سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون ...
- العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه ...
- إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 ...
- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - التفاؤل في الأدب