صبري هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 3411 - 2011 / 6 / 29 - 13:09
المحور:
الادب والفن
***
إلى جميل الشبيبي
***
نُحدِّقُ في الظلامِِ
فنرى السّكونَ
يُعَرِّي جسدَ امرأةٍ غارتْ في أدغالِ ذاكرةِ الحيِّ
نراه يَتَشَهّى شِفّةَ القتيلة
نحدِّقُ في الظلامِ
فنرى جمرةَ سيجارةٍ تَخْفَقُ مِن بعيدٍ
تلوحُ وحيدةً
فنقول : ها قد جاء الشبيبيُّ
مُحمّلاً بالأُلفةِ وتأريخِ المدينةِ وبعضِ معارفَ كنّا
بها نتراشقُ نحن الشّبّان كلّما عصفَ بنا المُلتقى .
نَتَفَرّسُ في غرابةِ شَهْقَتِنا الأولى :
أيّ الأغوالِ تأكلُنا فيما لو قررنا العبورَ ؟
ونحو ضفّةٍ على خدِّ نجمةٍ كانت وجهتُنا
نحو ساحلٍ افترشتْ رمالَهُ ضحكةُ قمرٍ
كانت وجهتُنا
وكانت أمامَ دهشةِ المراكب حيرتُنا
هل تقلُّنا ؟
أيُّهما بنا سيجتازُ العَتَبَةَ
أو يقفزُ فوقَ موجةٍ عاتيةٍ ؟
أيّ المراكِبِ التي لا تَرْمي للحيتانِ ألواحَها ؟
أيُّها الشبيبيُّ
حين يخنقُنا الليلُ نهربُ نحو ليلٍ آخر
وهكذا نظلُّ نُحدِّقُ في الظلامِ
لكي نراك تشحذ همّةَ سيجارةٍ لا تنطفئُ في ليل
**
لم تنم الليلةَ فاتنةٌ في صبخةِ العرب
فثمة طيرٌ مُغْتَلِمٌ في سماء
وأمام البابِ أنفاسُ غريب
لم تنم امرأةٌ غادرها حبيب
باتت ترعى النجمَ وهديراً يأتي مِن بعيد
وهناك وراء الباديةِ المُسوّرةِ باللامنتهى
يبدو الرحيلُ طويلاً
يحملُ نحو المشتهى أحلامَ فتيةٍ
لم يعرفوا عالماً ورقياً
ولا موجَ كرستال
لم ينم شيخٌ حكيمٌ تركَ البابَ مواربةً
لعزيزٍ سيأتي في آخرِ الليلِ ثملاً
أو لعابرٍ سيأتي راجلاً
وقد أضاعَ صهوتَهُ في معتركِ الطريقِ
سنظلُّ في الظلامِ نُحدِّق
نُتابعُ شهوةَ السكونِ وشهيقَ جمرتِكَ الفريدة
28 ـ 6 ـ 2011 برلين
***
#صبري_هاشم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟