أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مسعود محمد - ابتسم أبو أنيس انها نسمات الحرية















المزيد.....

ابتسم أبو أنيس انها نسمات الحرية


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3411 - 2011 / 6 / 29 - 08:14
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


أبو أنيس، هكذا كان يناديه رفاقه، تأتي ذكراه السادسة على وقع ثورات تغييرية تهز العالم العربي من مشرقه الى مغربه، وهو الذي جعل التغيير هدفا له ولحزبه. تعامل مع التغيير بجرأة حتى في ظل الهيمنة السوفيتية على الأحزاب الشيوعية، وتعاملها معها بصيغة ستالينية خلاصتها الأمر لي.
"جورج حاوي" هذا المناضل الذي لم يتعود التعب وهو يعمل على ارض الواقع ارض الوطن من اجل إيجاد الصيغ والحلول المناسبة مع رفاق دربه للخروج من الأزمة اللبنانية الى بر الأمان. ساهم في تطوير الفكر الماركسي، وكان مع نظرية تطويع الايديولوجيا لصالح القضية، بما يتناسب مع الواقاع المحلي والوطني. لم يناسب هذا الأمر السوفيات وحاولوا اقصائه بالتعاون مع خالد بكداش عن قيادة الحزب، والصقت به تهمة مفبركة العمالة للامبريالية، الا انه نجح ورفاقه بفرض واقع جديد في المؤتمر الوطني الثاني للحزب الشيوعي في العام 1968 شكل أول ضربة مسمار في نعش الستالينية المستحكمة بالحزب، مما شكّل ولادة جديدة لليسار اللبناني وأسس لحالة تغييرية في اليسار العربي، حيث أعيد تأسيس اليسار اللبناني بصورة شبه جذرية، وأخرج من التقوقع والعزلة والتحجّر الفكري والسياسي والتنظيمي، ليشكل رافعة لليسار العربي عامة، وأسس لتحريره من نهج قيادي تابع بشكل أعمى للقيادة السوفياتية، التي همّشت تلك الأحزاب وفرغتها من مضمونها الثوري، وجعلت منها دمى متحركة تدور على مسرح لعبتها الدولية بموجب ايعاز يصدره مايسترو، من خلف جدران الكريملين دون أن يأخذ بعين الاعتبار مصلحة شعوب تلك الأحزاب، مما خلق حالة انفصام فيما بين تلك الأحزاب وشعوبها، وكان الشهيد حاوي يعبر عن تلك الحالة بنكتة يقول فيها " كان بدنا نكون بطليعة الشعوب مشينا أمامها الى أن طلعنا منها فصارت هي بدفة ونحن بالأخرى" تلك النكتة تعبر عن مدى بعد الأحزاب الشيوعية العربية التقليدية التابعة للمركز السوفياتي عن قضايا شعبها ومجتمعها وقواه الحية، مما أبقاها قيد الإلحاق والتبعية بمركز الانتماء الشيوعي خارجياً، وإملاءاته. أهم التغييرات التي فرضها المؤتمر الثاني من خلال حاوي وخلية عمله التي كانت تضم مجموعة من أبرز القيادات التاريخية في الحزب كريم مروة، غسان الرفاعي، جورج البطل، نديم عبدالصمد هو تصحيح النظرة من القضية القومية، باعتبار انها ليست قضية حكر على البرجوازية فللطبقة العاملة أيضا نظرتها القومية لقضاياها ولا ضير في تحالفها مع البرجوازية الوطنية في سبيل قضايا الوطن، وبالتالي التعامل مع تلك القضايا القومية بمنظور محلي وطني. اعتبر حاوي وفريقه بعكس النظرة الالغائية في الأحزاب الشيوعية للوطني لصالح الأممي، بأن الأولوية هي للمسألة الوطنية على القضايا العالمية.
بظل هذه الثورات التي تعم العالم العربي والهجمة على ثورة الأرز لاجهاض انجازاتها، تفتقد الساحتين العربية واللبنانية، الشهيد حاوي بفكره ونهجه ورسالته الوحدوية سواء على صعيد النضال او على صعيد القضايا الوطنية اللبنانية، حيث كان الشهيد يرى الواقع من داخل حلمه لا على الأرض فقط كان مشروعه الأساس وحدة وطنية شاملة ضمن اطار وطن، سيد، حر، ومستقل. واعطى مواقفه السياسية قدرا من الرؤى والتأمل الاستراتيجي رافضا اي تنازل عن الثوابت الوطنية، كما كان إيمانه عميقا بالدور القومي في عملية الصراع العربي - الصهيوني وأسس مع حزبه الشيوعي العام 1982 بالتعاون مع حليفه في منظمة العمل الشيوعي محسن ابراهيم ثاني حالة مقاومة شعبية عربية (الأولى لعزالدين القسام في فلسطين)، وأطلق شعارها الشهير "المقاومة وجدت لتنتصر وستنتصر" انتصرت المقاومة الوطنية والحقت اول هزيمة باسرائيل وفرضت عليها اول انسحاب من اراضي عربية محتلة، فانسحبت من بيروت والجبل على وقع ضربات المقاومين الوطنيين المنطلقين من كل الوطن الى كل الوطن. هذه الحالة المقاومة شكلت ثاني خلاف استراتيجي فيما بين سوريا وحاوي، فالخلاف الأول كان رفض التدخل بلبنان، العام 75 وأخذه القرار بمواجهة القوات السورية التي دخلت الى لبنان، باعتبارها قوة معيقة للتغيير الذي كانت الحركة الوطنية بقيادة الشهيد كمال جنبلاط على قاب قوسين من تحقيقه. والخلاف الثاني كان كسر القرار السوري الاستراتيجي بتجميد الجبهة مع اسرائيل وذلك عندما ضربت مجموعات من جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية بعمليات نوعية جبش العدو الاسرائيلي على كافة الأراضي اللبنانية بعمليات نوعية موجعة، على امتداد مزارع شبعا كفرشوبا وجبل الشيخ. مما اعتبرته القيادة الاسرائيلية خرقا لاتفاق الهدنة السوري الاسرائيلي التي ابرمت على أثر حرب تشرين عام 1973 وأعتبرت سوريا حصول تلك العمليات محاولة لكسر الهدنة وجرها لحرب مفتوحة مع اسرائيل هي ليست بوارد الدخول بها والتخلي عن مهمة حماية الحدود الاسرائيلية التي لم تطلق منها رصاصة واحدة منذ ابرام اتفاقية الهدنة، كان هدف سوريا وضع يدها على المقاومة وتشغيلها لصالح أهدافها الخاصة البعيدة كل البعد عن الصراع الحقيقي مع اسرائيل، مما دفع القيادة السورية لأخذ قرار تصفية جبهة المقاومة الوطنية وتسهيل اطلاق المقاومة الاسلامية، كما صفت الحركة الوطنية بعدما قتلت قائدها كمال جنبلاط، واستبدلتها بقوى حليفة لها (حركة أمل، الحزب القومي، حزب البعث، وأطراف فلسطينية كالقيادة العامة، والصاعقة) تعمل بايعاز منها وبموجب أجندتها. أسقطت الثورة الوطنية في ظل نسبة القوى الداخليّة وطبيعة القوى الإقليميّة ولم يسمح بانتصار "الثورة الوطنيّة الديموقراطيّة"، فطبيعة الأنظمة العربية ومنها سوريا بالتحالف مع البورجوازيّة اللبنانيّة ذات الطابع الطائفي، لم تسمح لجبهة المقاومة الوطنيّة بالعمل في اتجاهين: الاتجاه الأول نحو مقاومة إسرائيل كقوة محتلة وتحرير لبنان؛ والاتجاه الثاني نحو تغيير المعادلة الداخليّة لتمهيد الطريق لإلغاء الطائفيّة والعمل بنظام انتخابي عصري على قاعدة النسبيّة وإنجاز مهمات الثورة الوطنيّة الديموقراطيّة ببعديها السياسي والاجتماعي. ما أشبه اليوم بالأمس ها هي نفس القوى البرجوازية الطائفية تسوق لضرورة الحفاظ على النظام السوري كونه حامي الأقليات المسيحية والسد المنيع أمام التمدد الاسلامي، وتعمل على اجهاض ثورة الأرز كحالة تغييرية ذات طابع وطني، وتمنع التغيير في سوريا عبر قمع الحركة الاحتجاجية للشعب السوري. لم تحمل تلك القوى الطائفية، والمتعصبة، حرية وووطنية حاوي وايمانه بالوطن وأقصي مرتين، مرة بالسياسة عندما منع من دخول الندوة النيابية بعد اتفاق الطائف لأنه مشي بعكس التيار السوري، وقرر الاجتماع بخصوم الأمس فاجتمع مع سمير جعجع، كخطوة أولى نحو حوار وطني لتثبيت المصالحة الداخلية وتكريسها والعمل على تثبيت صيغة لبنانية جامعة، ومنع الاقتتال الطائفي. وفي المرة الثانية بالموت عندما حدد مصدر الأزمة ودعا متظاهري ثورة الأرز الى التوجه الى بعبدا لاسقاط اميل لحود الممدد له سوريا. طموح حاوي الجارف بالتغيير وكسر القواعد دفعه بتجربة لم يسبقه اليها أحد بتاريخ كل الأحزاب العربية الى تقديم استقالته من الأمانة العامة للحزب والتحول الى عضو عادي بتصرف القيادة وعن أسباب تلك الاستقالة يقول في رسالة إلى اللجنة المركزيّة أن السبب الأول هو " الرغبة في التفرغ للمساهمة في تأسيس حركة ديموقراطيّة وشعبيّة جديدة تقوم على قاعدة وأطر أكثر اتساعاً وانفتاحاً وتنوّعاً وديموقراطيّة، وتعمل على فتح آفاق أرحب أمام توطيد السلم الأهلي، واستعادة السيادة الوطنيّة وتطوير الديموقراطيّة وتحقيق العدالة الاجتماعيّة والتقدم". قال أحد القيادات العربية لأحد أصدقاء جورج حاوي من عاش حياة مثل حياة أبو أنيس لا يليق به الموت في سريره، فامثاله يستشهدون بساحات الوغى وهكذا كان، نم قرير العين يا رجل التغيير فها هي الشعوب العربية التي وهبتها قلبك وفكرك ونضالك تنتفض للتغيير الذي طمحت اليه، وتدعو الى اسقاط الدكتاتوريات الطائفية الأقلوية، لصالح الحرية والديمقراطية، وها هو شعبك اللبناني، وأحرار ثورة الأرز ينادون بصيغة مقاومتك الوطنية، وينادون بفتح أبواب المقاومة أمام كافة أطياف الوطن، ومنعها من الاستمرار بصيغتها الطائفية الفئوية، ومنع توجيه السلاح الطائفي والفئوي لقلب الوطن، وتعزيز الشرعية ونشر الجيش الوطني كافة الحدود اللبنانية (كان حاوي أول من طلب بنشر الجيش في الجنوب بعد التحرير).
لك منا التحية في ذكراك المقاومة الوطنية وجدت لتنتصر وانتصرت، ونسيم الحرية يطل من صباحات العالم العربي، انه التغيير، انها الحرية.



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد شهداء التغيير ... هل هي ثورات للتغيير
- زمن المعجزات ... مسيحيي لبنان لسوريا
- بين سمير قصير وعمر اميرلاي ..مثقفين بحالة انشطار
- تيار المستقبل والثورة السورية
- الكرد .. الديمقراطية لسوريا.. النظام .. الحل الأمني
- أكراد سوريا ...موقعهم بالثورة ... مطالبهم
- الولد سر أبيه
- ارتدادات الدومينو .. لنصرالله اسحب مقاتليك
- اذا خيرتم بين الحزب والضمير اختاروا الضمير
- ما شابه جنبلاط أباه
- تهويل ... الى الساحات
- هلوسة الصمود وحب الشعوب ... التغيير
- الى شيخ سعد الحريري
- خسارة لقوى الاستقلال والسيادة
- المحكمة الدولية تنتعش على عبق الياسمين
- نواب للأمة أم على الأمة
- عذرا سمير قصير سأقتبس كلماتك .. ليس الاحباط قدرا
- التسوية .... شتان ما بين 2005 و2011
- ثورة ياسمين ...لا اسلاميين ... لا عسكريين
- خوف العسس من سمير قصير في قبره


المزيد.....




- النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و ...
- الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا ...
- -الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
- تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال ...
- المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف ...
- أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا ...
- لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك ...
- بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف ...
- اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مسعود محمد - ابتسم أبو أنيس انها نسمات الحرية