أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - حصار يفرضه المثقف على المثقف ...















المزيد.....

حصار يفرضه المثقف على المثقف ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 3409 - 2011 / 6 / 27 - 15:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اشكالية تعد الأبرز ’ تكون فيها المواقف المستقلة اسباب تعرض اصحابها الى ورطة ومأزق ’ ليس من قبل السلطات كما هو دارج ’ بل من قبل الآخر الذي تعود ان يتعامل ايديولوجياً فقط مع الواقع المتغير ’ واذا كان سياسيي العراق هم اسباب ازمته السياسية ’ فالمثقفون هم من بين ابرز اسباب ازمته الثقافية ’ ومثلما نرحب بجيل جديد من السياسيين غير مصابين بأعراض الأنظمة الشمولية الدكتاتورية ’ نرى من الضروري ايضاً ان يتصدر الثقافة الوطنية جيل جديد من المثقفين ’ يتسع افقه للرأي الآخر وغير مجيشاً بالأيديولوجيات المضادة .
تلك الأشكاليات الضاغطة على المواقف المستقلة ’ تحاصر الآخر داخل معادلة لاخيار لتجنبها الا اذا التزم الصمت السلبي ولعب دور المتفرج الأخرس على مجزرة الحق والحقائق ’ وهنا يكون الأمر على حساب القناعات كمخرج وحيد للهرب عن مواجهة المترصدين من ادوات الباطل .
نتذكر اثناء الحرب العراقية الأيرانية ’ حيث اصبح الموقف الشائع ’ اما مع عراق صدام حسين ( وطنية وقومية وجهادية !!! ) واما مع النظام الأيراني عمالة وخيانة وتبعية ’ اما الحق فقد تراجع في حينه تحت ضغط الأعلام المحلي والأقليمي وكذلك الدولي ’ وكان تيار الباطل جارفاً ’ اما الدعوة لأيقاف الحرب وتجنب الكارثة ’ فتعد جريمة تستحق التخوين والتكفير والتحقير والأعدام ’ الأمر ذاته تكرر اثناء دخول القوات العراقية الى الكويت وسنوات الحصار .
الآن تواجه المواقف المستقلة ضغطاً اعلامياً غير عادي ’ خاصة الموقف من قضية اسقاط الحكومة الراهنة والمظاهرات التي ابتدأت حصراً في 25 / شباط / 2011 واستمرت تراوح في مكانها الى يومنا هذا ’ في جميع الحالات كانت ماكنة الأعلام البعثي تتصدر عملية الضغط تشويهاً وتسقيطاً والغاءً وهي المتفوقة مادياً وصاحبة تجربة وخبرة وحرفية واختراقات متشعبة وقدرة على تجنيد الأخرين ليؤدون رسالتها نيابة عنها احياناً ’ الى جانب خلط الأوراق والأستئثار بجواكرها لأدارة اللعبة على حساب اللاعب الأخر ( الحليف ) ’ فالتظاهرات الشباطية الأخيرة اخذت صيغ عديدة ’ جمعة الغصب وجمعة الندم وجمعة الرحيل وكذلك الأسقاط واشياء اخرى كيدية ثأرية ’ وبعض الشعارات والهتافات التي انحرفت بعيداً عن الأهداف والمطاليب المشروعة للحركة الشعبية .
من حيث المدأ ’ خاصة اذا نظرنا الى مساويء نظام التحاصص والتوافقات والمشاركات القائم ’ واتساع دائرة الفساد والثغرات الأمنية وتردي الخدما وانتشار البطالة والأمية والأستفزازات المليشياتية لحريات المواطنين وكرامتهم وامنهم ’ فالمتظاهرون يملكون كامل الحق في التعبير عن رفضهم وشجبهم ودفاعهم عن مصالحهم وحقوقهم المشروعة عبر المظاهرات والأحتجاجات والأعتصامات وغيرها ’ ويجب في هذه الحالة الوقوف الى جانبهم بلا تحفظ ’ اما اذا شاهدنا الباطل يضع السرج على ظهر الحق ويتسلق عليه ليلوي عنقه بأتجاهات مغلوطة وشريرة تهدف الى اسقاط ما هو قائم والغاء ما تحقق من انجازات على الأصعدة الأمنية والخدمية والمعاشية وهامش الحريات والتحولات الديموقراطية بغية العودة بالعراق الى ازمنة الموت والدمار والخراب الشامل لجمهوريات البعث الدموية ’ فتلك قضية اخرى مثيرة للريبة والفزع والحذر ’ يجب التوقف عندها بحزم والعمل ــ واجباً ــ على انزال الباطل عن ظهر الحق وتحرير وعي وارادة الناس وادوارها في اعادة تنظيف اهدافها الوطنية والأجتماعية والأنسانية وحقوقها ومطاليبها المشروعة من اوحال اختراقات قوى الردة الظلامية .
كثير من الكتاب الوطنيين’ اشاروا الى تلك الأشكالية وتجاوزوا ارهاصاتها وانحازوا الى جانب الحق ’ وذهب البعض منهم الى تشخيص التداخل المريب بين الأوراق حيث القاسم المشترك هو اسقاط الوضع القائم ( الحكومة ) حتى ولو كان الطوفان بديلاً .
لو تجاهلنا تظاهرات المناطق الغربية وتصدر العلم البعثي وصور الدكتاتور المقبور وبعض الممارسات التخريبية والأرهابية ’ فهل نصدق ان تخرج هتافات استفزازية مثل " يا مالكي طم عارك ــ سويه مثل مبارك ... يا مالكي يزباله ـــ نص الشعب بطاله ... اليوم سلميه ــ وباجر قتاليه ... صبحه جابت اثنين ـــ المالكي وصدام حسين " اين نضع كل ذلك من المطاليب المشروعة لولد الخايبه .
اننا لانعلم تحديداً عدد واسماء الذين تزوجوا او ( تزوجتهم ) صبحه طلفاح ’ لكننا نعرف ان صدام هو ( ابن ابيـه ) ’ فهل يعقل ان تجد مثل تلك الهتافات مكاناً لها بين المطاليب المشروعة للناس ... ؟؟؟ .
انا واثق ’ ان المتظاهرين الوطنيين المطالبين بالحقوق المشروعة لبنات وابناء شعبهم ’ لاتصدر عنهم مثل تلك البذاءات ’ لكنها مع الأسف صدرت عن تظاهرات كانوا شركاء فيها ’ وكان عليهم ان يبادروا لأستنكارها ورفضها وادانتها ورفع غطائهم عن المندسين والكيديين والمشبوهين الذين تصدروا تلك المظاهرات ’ ليبقوهم على جلدهم وعظمهم البعثي ’ ان هكذا امر لم يحصل والأوراق لازالت مع بعضها ’ وهذا محزن .
يذكرنا الأمر بأضراب السواق وتظاهرات بعض طلبة الكليات والثانويات التي سبقت ومهدت للأنقلاب الدوموي على النظام الوطني لجمهورية 14 / تموز / 1958في 08 / شباط / 1963 رغم ان شعارات ولافتات وهتافات الأضراب والتظاهرات هي غير المخطط لـه في مخيلة الأنقلابيين ( وهنا يجب االا تفوتنا استحالة المقارنة بين حكومة التحاصص والتوافقات الراهنة وبين الحكومة الوطنية للشهيد الوطني عبد الكريم قاسم )
البعث يلعب على اكثر من حبل ’ فهو علماني ليبرالي ديموقراطي ’ وبذات الوقت يتصدر نشاط السلفيين والتكفيريين ويخطط ويشارك في جرائم القاعد وماهر في تجنيد المفخخين والمفجرين واستيراد البهائم الأنتحارية ’ وصيده دائماً ملون من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ’ والناس ازاء هذا المسلسل الدامي ’ لاتريده ان يتكرر فتن وكراهية وتباغض واقتتال ودماء تبحر فيها قوى الردة نحو المصير الأسود للجميع بما فيهم المتحالفون .
لو افترضنا ان شباب شباط استطاعوا بقدرة قادر اسقاط الحكومة الراهنة ’ فمن هو البديل المتوفر او المخطط لـه في مخيلتهم ... ؟؟؟؟ ــ اعتقد ــ
1 ــ ان يشكل الحكومة الدكتور عادل عبد المهدي عن المجلس الأسلامي الأعلى ’ وهذا امر غير وارد ’ خاصـة والرجل خسر اكثر من رهان وانتكس في نتائج الأنتخابات الأخيرة ’ ولا اعتقد انه الآن يفكر بمحاولات غير مجدية .
2 ـــ ان يشكلها ( الحكومة ) الدكتور اياد علاوي ’ وهذا سوف لن يحصل ’ فالرجل قصرت قوائمه ولا تؤهله لدخول السباقات ’ وخسر من الناحية الفعلية تمثيله للقائمـة العراقية ’ وقد اسقط نفسه اخيراً في بيانـه ( ليخسأ الخاسئون ) رقم واحـد ’ واصبح مستهلكاً لايستحق كلفـة الترقيع .
كذلك لاتوجد بدائل اخرى جاهزة ( مؤهلة ) في المرحلة الراهنـة .
هنا نؤكد ان المعادلة الداخلية لاتتحمل مغامرة اعادة الأنتخابات ولا تقديم موعدها ’ كذلك المعادلة الأقليمية والدولية لاتسمح بمجازفة تغيير التشكيلة الراهنة لحكومة الشراكة ’ وحتى لو افترضنا ’ ان الأنتخابات ستعاد ’ فما هو التغيير الكبير الذي سيحصل .. ؟؟ .
لاشي على الأطلاق ’ سوى ان بعض القوى ربما ستحصل على مقعد او مقعدين لادور لها في حكومة التحاصص والتوافقات القادمة ’ فالأمر لايستحق كل تلك المعاناة ’ خاصة وان الأنتخابات القادمة لم يبق امامها الا سنتين ونصف السنة تقريباً ويمكن للقوى التي ترغب بأحداث اصلاحات وتغييرات هامة على الواقع العراقي ان تجعل من المسافة الزمنية تلك خارطة طريق لتحقيق ما تحلم به من انجازات وتحولات من داخل صناديق الأقتراع .
هنا قضية ارى من الضرورة الأشارة اليها ’ ان بعض الكتاب يحاولون اعادة فصال مضمون مواقف ووجهات نظر الأخرين على مقاس رغبتهم في التشهير والتسقيط والتخوين والألغاء ’ وتلك الطريقة قد فقدت زمانها ولا مكان لها على ارضية الثقافة الوطنية ’ فمفردات ’ كتاب السلطة ووعاظ السلاطين واشياء اخرى كريهة كمحاولة لسلخ الناس عن حقيقة مواقفهم ومنطلقاتهم ووضعهم في غير مكانهم ’ فتلك قسوة وحالة حصار يمارسها البعض ضد البعض ’ وهي في ذات الوقت عاهـة من الصعب تجنبها ’ حيث ليس بالأمكان ان نطلق ( ثقافة ) على تلك التي تتطفل على الثقافه وتضطهدها .
اننا لاننكر حق الحوار والنقد البناء والدفاع عن قضية او موقف ووجهة نظر ’ لكن ليس على طريقة " اعمل ما تشتهي "
27 / 06 / 2011





#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التيار الديموقراطي وجهة نظر
- علاوي : اللاعب الملعوب ...
- الوحدة الوطنية وخرافة المضمون ...
- الأنسحاب الأمريكي بين الموقف والمزايدة ...
- المالكي بعد مهلة المائة يوم ... ؟
- الكورد الفيلية : قضية حق يعاتب الجميع ...
- ديموقراطية الغالب والمغلوب ...
- فساد في الدولة ام دولة فساد ... ؟؟؟
- اشكالية العلاقة بين السفارات والجاليات العراقية ..
- امرأة في حدث وقصيدة ...
- المالكي : على لوحة الأشاعات ...
- السلاح ليس طريقاً للمصالحة ...
- العراق بين الأمس واليوم ...
- شفت شواربه وتغزرت بيه ...
- ثقافة الغضب ...
- مسان جيتج عشك ...
- نتضامن مع الحزب الشيوعي العراقي ...
- ثورة الغضب : الى اين ... ؟؟؟
- دروس من مظاهرات الغضب ...
- الغضب في الأتجاه المعاكس ...


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - حصار يفرضه المثقف على المثقف ...