|
عالمية التأهيل الهندسي في عصر العولمة ـ الجامعة الألمانية نموذجاً
علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 1016 - 2004 / 11 / 13 - 11:28
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
أدت عولمة العمليات الاقتصادية بما لا مجال للشك فيه إلى ظهور مواطن الضعف في الكثير من المؤسسات و من أبرز الميادين التي تتأثر مباشرة بالعولمة – باعتبارها اليوم حقيقة و حتمية اقتصادية و تكنولوجية يجب عدم إنكارها أو تجاهلها – هو ميدان التعليم العالي و من ضمنه موضوعة التأهيل الهندسي في الجامعات و المعاهد الاختصاصية العليا و ذلك نظراً لارتباط العولمة بشكل وثيق مع التطور التقني و الذي هو أحد بواعث و ركائز العولمة. فبعد عولمة العمليات الاقتصادية و تحول المجتمع الصناعي إلى مجتمع تقديم و بيع للخدمات و المعارف و الأفكار تجري اليوم عولمة العمليات العلمية .. عولمة النظام العلمي .. عولمة سوق التعليم .. و تزداد بالتالي الانعكاسات السلبية و الإيجابية على النظام التعليمي الجامعي و ما قبل الجامعي. يتم التحدث في هذه المرحلة عن سوق التعليم العالي ، عن زبائن التعليم العالي و عن منتجات التعليم العالي و عن قوانين العرض للبرامج العلمية و الطلب عليها. فالطالب (الزبون) يبحث اليوم عن منتج (برنامج علمي مميز) ضمن السوق العلمي العالمي. في عصر العولمة تزداد أهمية التسلح العلمي و تحصين المؤسسة التعليمية و اعتماد المنهج العلمي كأسلوب للإدارة و التخطيط و عليه يزداد احترام البلدان المتقدمة و تلك الراغبة بحجز موقع متقدم لها على خارطة العالم للعلم و العلماء و للتكنولوجيا و الاتصالات و يزداد بالتالي حجم الإنفاق لدعم البحث العلمي و مراكزه و احتياجاته و من أجل تجديد هيكلة المؤسسات العلمية .
إن المستوى الحياتي و جودته في ألمانيا و النجاح الهائل الذي تحققه الصناعة الألمانية يعود في القسم الأكبر منه إلى المستوى العالي للمهندسين و إلى الهندسات الحدثية و انتشارها الواسع و استخدام نتاجاتها من قبل الجميع. إن قدرة الاقتصاد الألماني على البقاء مستقبلاً في حلبة التنافس العالمي و المحافظة على موقعه يمكن ضمانها فقط إذا مااستطاعت ألمانيا بمراكز بحثها و جامعاتها و صناعاتها أن تحافظ على موقعها المتميز علمياً و على الأخص في مجال التأهيل الهندسي باعتباره المحرك الجوهري للتطور الاقتصادي في ألمانيا . لقد حقق التأهيل الهندسي صيتاً جيداً و موقعاً متقدماً على مستوى العالم بالمقارنة مع جامعات و برامج أخرى، بشكل خاص في الدوائر و المؤتمرات الاختصاصية يتم تكريم المستوي الاختصاصي العالي و الجودة العالية للتعليم الهندسي في ألمانيا و لطبيعة العلاقة المتبادلة بين الصناعة و الجامعة . و لأن متطلبات الصناعة و الأسواق تتغير مع عصر العولمة بدأت المهام الملقاة على عاتق مهندسي المستقبل بالتغير أيضا و على التوازي من ذلك بدأت أيضاً شروط تأهيل المهندس بالتغير. الصناعة و أسواق العمل تضع قيمة كبيرة اليوم على مدى وجود قوى عمل أخصائية هندسية و قيادية بتوجهات عالمية و إشباع ثقافي متنوع و على مدى اتقان المهندس للمعارف الاجتماعية و للمهارات المنهجية و ليس فقط إتقانه للمعارف الاختصاصية الهندسية عن طريق التأهيل الجامعي الكلاسيكي و التي لم تعد كافية اليوم ـ رغم أهميتها ـ لتلبية و تغطية متطلبات سوق العمل العالمي و الحاجة لإدارة خطوط العمل الحديثة في المجال الصناعي. إلى جانب إتقان القواعد الأساسية العلمية و التحقق التجريبي في المجال التطبيقي و إدراك العلاقة بين الحلول و البيئة الافتراضية متعددة الوسائط يجب على المهندس التحلي ببعض إن لم يكن كل الصفات التالية:
• أن يمتلك الإرادة للتأقلم و الانسجام و الاتصال و التواصل مع الآخرين و كذلك القدرة على العمل الجماعي و احترام العمل ضمن فريق و الاستعدادية للعمل المشترك مع الشركاء في المحيط العالمي خارج الحدود الثقافية و الحضارية و السياسية التي يعيش بها .. و إدراك الفوارق الحضارية الثقافية بين أقاليم العالم .. • إتقان استخدام تكنولوجيا الاتصالات و المعلومات الحديثة و الاستخدام الماهر للشبكات المعلوماتية الممتدة عبر أنحاء العالم كوسائل ذكية مساندة لعمل المهندس اليومي. • القدرة على التركيب و التحليل و القدرة على الإدارة الذاتية و الزمنية و التخطيط لمدى طويل. • معارف لغوية بالإضافة إلى القدرة على التكلم و الكتابة باللغة الأم. • قدرة على البحث العلمي و حل المشاكل العلمية و تطبيق المعارف المكتسبة في المجال العملي. • كفاءات قيادية و قدرات اتخاذ القرارات الصائبة و تنفيذ المشاريع بنجاح و إيصالها إلى بر الأمان و دراسة و مراقبة و ضبط النتائج بشكل دقيق. • الاستعداد للمبادرة و التحلي بروح رجال الأعمال . • الوعي بأهمية الجودة الشاملة. • الروح الإبداعية و الاستعدادية للتعلم من جديد و إرادة دائمة بالنجاح.
في زمن العولمة "عولمة الأسواق" في زمن التطور السريع لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات يصبح الشعار (think global and act local ) جزء مهم من الفلسفة الحياتية للمهندس. يتغير المكان الجغرافي التقليدي لعمل المهندس و الذي كان في الماضي أشبه بمخبر الخبير المغلق ليصبح اليوم قادراً و عبر استثمار إمكانيات المولتي ميديا من الاتصال مع شركائه منجزاً أعماله بشكل خلاب من أمكنة تواجده و ضمن فرق عمل موزعة في أنحاء العالم. و هكذا فإن المهندس يقف في الواقع العملي أمام جملة من التحديات الحضارية و الثقافية و التي لا يمكن تغطيتها إلا من خلال إعادة هيكلية التأهيل الهندسي التقليدي الشيء الذي يجب ألا يتم في مكاتب مغلقة بل بإشراك الطلبة و المدرسين و خبراء الصناعة.
هذه التحديات جعلت الجامعة الألمانية تبدأ التفكير جدياً بإعادة جزئية لهيكلة التعليم العالي و بصورة خاصة التأهيل الهندسي بهدف أن تصبح الجامعة الألمانية أكثر جاذبية للطالب الأجنبي و القادم من البلدان المتميزة بديناميكيتها الاقتصادية... و ذلك بغية الدراسة و التخصص ثم العودة إلى بلاده ليتمكن من العمل في الشركات الألمانية خارج ألمانيا. من الأسباب الرئيسة التي جعلت الجامعة الألمانية في الماضي غير مرغوبة من قبل الطلبة الأجانب الذين استطاعوا خلال دراستهم إتقان اللغة الإنكليزية ليختاروا عوضا ً عنها جامعات بحسب الطراز الإنغلوساكسوني هو قلة البرامج التعليمية باللغة الإنكليزية و لأن الألقاب العلمية الممنوحة من قبل الجامعات الألمانية غير مفهومة بالشكل الصحيح في الكثير من أنحاء العالم نظراً لخصوصية التجربة العلمية و التعليمية في ألمانيا. و لأن الشركات الصناعية تحتاج أكثر من ما مضى إلى مهندسين متقنين للغات الأجنبية و على رأسها اللغة الإنكليزية .. لذا فإن الجامعات تمهد الطريق أمام طلبتها و ذلك بتقديم عروض و محاضرات بل برامج تعليمية جديدة ناطقة باللغة الإنكليزية بشكل كامل.. وهذه البرامج تتضمن قضاء فصل أو فصلين دراسيين في جامعات و بلدان أجنبية أخرى و بهذا يتمكن الطالب بدون إضاعة لوقت الدراسة النظامية من اكتساب الخبرة في التعامل الاجتماعي و الثقافي مع دوائر حضارية أخرى و ممارسة تجربة العمل الجماعي المشترك مع طلبة و مدرسين بمنظومة ثقافية و فكرية مختلفة عن منظومته و في الوقت نفسه تعميق معرفته باللغة الأجنبية، و بهذا و ذاك يكون الطالب أكثر استعداداً و تجهيزاً للعمل لاحقاً في بلاد أخرى غير بلاده الأم . في بعض الجامعات الألمانية و التي استلمت الدور القيادي في طريق الانتقال إلى مجتمع العولمة مع المحافظة على جودة العلم و التعليم و التعاون العلمي ضمن كليات الجامعة الواحدة و فيما بين الجامعات على امتداد الأرض الألمانية أصبحت هذه التوجهات حقيقة ملموسة و في بعضها الآخر ما زالت في طور التردد رغم وعيها لأهمية هذه التوجهات. المحللون المهتمون في إعادة بناء أنظمة التعليم ما زالوا متفائلين لأنهم يثقون بالقدرات و الكفاءات التجديدية للجامعات الألمانية و في قوة و أهمية سوق التعليم المتنامية. استطاعت الجامعات الألمانية إيجاد الحل الصحيح للأزمة الكلاسيكية القائمة في أنظمة التعليم الهندسي على مستوى العالم و المتمثلة بالصراع بين التوجه النظري الصرف للدراسة الهندسية كما هو الحال في الجامعات الفرنسية و التوجه التطبيقي كما هو سائد في الجامعات الإنغلوساكسونية و مدى أولوية إحداهما على الآخر. تمحورت الاستراتيجية التي تبنتها الجامعات في ألمانيا و التي لاقت التأييد و الدعم المادي من قبل الجانب الصناعي حول التشاركية التوافقية المحققة للتوازن بين الأسس النظرية و الأسس ذات التوجه التطبيقي. تم اليوم في الجامعات الألمانية بقرار من وزارة التعليم العالي و بعد مشاورات و اجتماعات موسعة مع الرابطة الألمانية لهندسة بناء الآلات و المنشآت الآلية و كذلك مع الرابطة الألمانية للهندسة الكهربائية و صناعة الألكترونيات اعتماد أكثر من 400 برنامج تعليمي جامعي جديد موجه عالمياً و خاصة في مجالات هندسية و اقتصادية و قانونية، و بمساهمة من جميع المشاركين تم تطوير و بلورة مقترحات لضمان الجودة المتكاملة للتأهيل الهندسي المتدرّج و التي تضمن إدخال البرامج و الهياكل التعليمية الجديدة إلى الجامعات بسرعة و بتكاليف مناسبة و تعتمد هذه البرامج نظام الامتحان المرافق للدراسة و نظام تنويط الاستطاعات الدراسية و يتم في هذه البرامج كدرجة علمية منح شهادات البكالوريوس و الماجستر و الدكتوراه
BSc ( Bachelor of Science ) MSc (Master of Science ) PhD للدراسة العلمية المعمقة نظرياً والمؤهلة لمتابعة البحث العلمي و كذلك شهادات
BEng (Bachelor of Engineering) MEng (Masterof Engineering) للدراسة العملياتية المعمقة تطبيقياً و المؤهلة للعمل مباشرةً في القطاع الاقتصادي الصناعي. تبلغ مدة الدراسة النظامية لبرنامج البكالوريوس سبعة فصول (ستة فصول للدراسة النظرية و المرتبطة بمشاريع جزئية و الفصل السابع و الأخير من أجل التقدم بمشروع التخرج و الذي يجب أن يكون بمستوى علمي جيد) و لبرنامج الماجستير أربعة فصول (ثلاثة منها للدراسة النظرية و الفصل الرابع و الأخير من أجل التقدم بمشروع التخرج ضمن المعهد المراد التخصص فيه أو في إحدى الشركات الهندسية و إشراف علمي من المعهد الجامعي) وخلال دراسة الماجستير هذه يستطيع الطالب الراغب بإنجاز أحد الفصول الدراسية في جامعة أخرى في بلد آخر. شهادة الماجستير التي يتم منحها بعد الدراسة الناجحة تعادل شهادة الدبلوم الألماني و الذي تستغرق دراسته النظامية عشرة فصول. بقي أن ننوه بأن المواد العلمية التي يقدمها برنامج الماجستير هي مجموعة مواد مترابطة فيما بينها بشكل وثيق جداً من ناحية المحتوى العلمي لتشكل في النهاية الاختصاص المطلوب. يستطيع الطالب على سبيل المثال ضمن اختصاص هندسة التصميم دراسة المجموعة التالية: (الاقتصاد الصناعي، الرياضيات العالية، فلسفة التصميم و الإنتاج، التصميم بواسطة الحاسب، تخطيط الإنتاج باستخدام الحاسب، مواد التصميم المعدنية و اللامعدنية، التصنيع بواسطة الحاسب، نمذجة و محاكاة العمليات الإنتاجية، ضمان الجودة الشاملة، استراتيجيات تطوير المنتج، التصميم و الإنتاج بمراعاة التكاليف، التصميم و التصنيع بمراعاة الشروط البيئية). تعول الجامعات كثيراً على التعلم ضمن مجموعات مؤلفة من ثمانية طلاب و ذلك لحل مشاريع صناعية جزئية تتطور بدءاً من الفصل الأول لتعطي نتائجها في نهاية الفصل الرابع متجسدةً بمشروع صناعي متكامل. يتناقص عدد طلاب المجموعة ليصبح بدءاً من الفصل الخامس مؤلفاً من أربعة طلاب و الذين يبدوؤن بمعالجة مشاكل هندسية تقنية أكثر تفرعاً و عمقاً و تطوير استراتيجيات لحلها وهذا ما يسمى بالدراسة الهندسية الموجهة حسب المشاريع. في الفصول الدراسية الأربعة الأولى في عملية تأهيل المهندس يتلقى الطالب و بشكل مكثف أساسيات العلوم الفيزيائية و الرياضياتية و الكيميائية و بجانب ذلك عموميات الأسس الهندسية التقنية. في الفصلين الخامس و السادس يبدأ الطالب بتجميع مهارات هندسية كمرحلة فاصلة واصلة بين الفصول الأربعة الأولى و الفصول الأربعة الآخيرة حيث تبدأ عملية تحضير و استيعاب العلوم الهندسية الاختصاصية الموجهة تطبيقياً و المتمثلة بالمشاريع التطبيقية و زيارة الوحدات المصنعية و استخدام البرمجيات العالية و اختيار المواد الهندسية التي يجد فيها الطالب رغبته و توجهه و أحلامه الهندسية المستقبلية و حيث أنه هناك فضاء واسع جداً للإنتقاء. فعلى سبيل المثال و في الجامعة الألمانية التقنية في درسدن و في كلية الهندسة الميكانيكية بالتحديد يجد الطالب الإختصاصات التالية: (هندسة الأتمتة ، هندسة القياس، هندسة اقتصاد المصانع، الأمن الصناعي، هندسة السيارات، هندسة الآلات و عناصرها، هندسة عناصر و أنظمة التحريك، هندسة التصميم باستخدام الحاسب و تطوير المنتج، الهندسة الهيدروليكية، هندسة آلات البناء، هندسة الرفع و النقل، هندسة الآلات الزراعية، هندسة آلات التعبئة و التغليف، هندسة اللدائن و التصاميم الخفيفة، هندسة الميكانيك التطبيقي، الهندسة البيئية، هندسة التشكيل و آلاته، هندسة التشغيل و آلاته، هندسة معالجة السطوح، هندسة الربط، هندسة القطارات، هندسة الطائرات و المركبات الفضائية، هندسة محركات الاحتراق، هندسة الورق و آلاته، هندسة الأخشاب و آلاته، هندسة المواد الغذائية، هندسة الأساليب الحيوية، هندسة النسيج و الملبوسات الجاهزة، هندسة التدفئة و التكييف و الصرف الصحي، هندسة المعالجات الحرارية و الكيميائية و الميكانيكية, هندسة المواد المعدنية و السيراميكية والزجاجية). يواجه الطالب من بلدان العالم الثالث عموماً مشكلة مضاعفة عند دخوله ألمانيا للدراسة الاختصاصية. الأولى تكمن عند دخوله الجامعة الألمانية و بيده شهادته الممنوحة له باسم بكالوريوس حيث يتم الاعتراف على هذه الشهادة التي حصل عليها من جامعات بلده بنسبة لا تتجاوز 45% وهكذا يجد الطالب نفسه في البداية مرغماً على دراسة خمسة أو ستة فصول دراسية و اجتيازها بنجاح كي يمتلك الحق بمتابعة الدراسة التخصصية، مع العلم بأن المدة النظامية للدراسة الهندسية في الجامعة الألمانية لا تتجاوز إحدى عشر فصلاً و التي بموجبها يتم تأهيل الطالب المتخرج لمتابعة دراسة الدكتوراه وهي المدة عينها التي يمضيها الطالب في جامعته ليحصل في النهاية على شهادة البكالوريوس و من بعد ذلك يتوجب على المتخرج في حالة توافر الرغبة و الاجتهاد دراسة أخرى مدتها فصلين ليحصل بموجبهما على شهادة دبلوم و من ثم خمسة فصول دراسية أخرى كحد أدنى ليحصل بعد ذلك على شهادة الماجستير ليتمكن بواسطتها من التسجيل كطالب دكتوراه، أي أن الطالب الدارس للهندسة من بلدان العالم الثالث يحتاج كحد أدنى إلى حوالي ثمانية عشر فصلاً دراسياً ليتمكن من التسجيل في الجامعة الألمانية كطالب دكتوراه في الوقت الذي يحتاج فيه الطالب الألماني إلى عشرة فصول دراسية فقط للدخول إلى عالم البحث العلمي بهدف تتويج مرحلة بحثه و التي تستمر بالحد الأدنى مدة ثلات سنوات باللقب العلمي دكتور مهندس، أما المشكلة الثانية التي تعترض الطالب القادم من بلدان العالم الثالث فتتمثل بالصعوبات التي تواجهه في وطنه أثناء تعديل الشهادة التي يكون قد حصل عليها في الجامعة الألمانية و التي تتفوق بمستواها العلمي و الإداري و التنظيمي على الجامعة في وطنه بمرة واحدة على الأقل. إن من بعض الأولويات الضرورية التي يجب مراعاتها في السياسة الجامعية من أجل قدرتها على الاستمرار في وجه التحديات العولمية هي: • التحريك التفعيلي في سوق العلم العالمي من خلال هدم كل العوائق للتبادل الحر للخدمات العلمية و ذلك ببناء طرق الاتصال الحركي بشقيها الواقعي و الافتراضي و المتمثل ببناء و تقوية الاتصالات و جسور المعلومات الحديثة و تهيئة المواطن لقبول التحديات العولمية و استثمار إمكانياتها الإيجابية. • إدخال هياكل تنظيمية و قيادية و مناهج تعليمية موجهة حسب احقياجات سوق التعليم. • معاملة الطلبة كزبائن شريطة أن يتلقون خدمات جامعية ذات جودة علمية عالية تتناسب مع ما يدفعه الطلبة الزبائن. • في الطريق إلى تحقيق عالمية البرامج الدراسية ينبغي تبني الاستراتيجية التي تطرح شعار الاحتفاظ بما أثبت جدارته خلال المسيرة التعليمية و إضافة ما هو جديد و إيجابي و بشكل تدريجي. • إنقاص درجة التعقيد التنظيمية. • الإبقاء على أهداف الجودة الشاملة. • تقوية روح العمل الجماعي ضمن فروع الجامعة الواحدة. • يجب على الجامعات تقديم عروضها (منتجاتها) العلمية بشكل موجه عالمياً و بحسب الطلب العالمي. • بناء استراتيجيات و أدوات تسويقية متماسكة بغية الدعاية الواسعة للبرامج العلمية المطروحة في سوق العلم والتعليم و بالتالي اكتساب الطلبة المناسبين لبرامج الجامعات. • أنظمة التعليم الهندسية الوطنية ينبغي أن تنسجم مع أنظمة التعليم و المعايير العالمية و أن تتوافق معها ضمن تأثير متبادل. • إضافةً إلى ذلك يجب الاهتمام بمناقشة قضية التطبيقات الحاسوبية و استخدام المخابر و تقديم المشاريع الموجهة صناعياً. • يجب أن تكون لغة التعليم لغة مشتركة بين لغة أجنبية (الإنكليزية أو الألمانية مثلاً) واللغة الأم (كمخطط ثنائي اللغة) على أن يتم تقديم كافة المصطلحات العلمية بكلا اللغتين.
شكراً للقراءة.
للمزيد يمكنكم تصفح المساهمة المنشورة في الحوار المتمدن - العدد: 959 - 2004 / 9 / 17 تحت عنوان حول التعليم العالي في ألمانيا.
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول التعليم العالي في ألمانيا
-
السياسة البيئية ومهامها الأساسية
-
الفوائد البيئية و الإقتصادية الناجمة عن معالجة المخلفات العض
...
-
الفوائد البيئية و الإقتصادية الناجمة عن معالجة المخلفات العض
...
المزيد.....
-
لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق
...
-
بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
-
هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات-
...
-
نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين
...
-
أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا
...
-
الفصل الخامس والسبعون - أمين
-
السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال
...
-
رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
-
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|