أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نبيل عبد الأمير الربيعي - الأنصاري ناصر عواد( أبو سحر) مقاتل من مدينتي الديوانية














المزيد.....

الأنصاري ناصر عواد( أبو سحر) مقاتل من مدينتي الديوانية


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 3408 - 2011 / 6 / 26 - 15:29
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


(( إن المناضلين من أجل الحرية والوطن وسعادة شعبهم هم شمس هذا الوطن , وهم حملة الأحلام لهذا الشعب , وبهم ولهم ستتغنى الأيام))
تميزت الديوانية بالحس والشعور الوطني الذي تشهد له الحركة الوطنية العراقية وما سجله لها من مآثر التأريخ العراقي الحديث, الذي جعل لها اهتماماً لدى السلطات لعمقها ومواكبتها حركة النشاط الوطني, وملاذاً آمناً للقادة الشيوعيين , مكاناً مناسباً لاستعادة تنظيماتها السياسية.
عندما تعيش في هذه المدينة تشعر إن أهلها عائلة واحدة لا توجد تمايزات طبقية واجتماعية , بالرغم من أحيائها البائسة الفقيرة والعتيقة , ولكنها احتضنت كل أسر مكونات الطيف العراقي من اليهودية والقومية الكردية والتركمانية والفارسية والعربية وطيفها الديني من الديانة اليهودية والمسيحية والآيزيدية والمسلمة والصابئة المندائية , فقد كانوا قلبها وضميرها ,يتصف أبناء الديوانية بتلك الطيبة المفرطة , وبساطة الحياة , وقد فشلت السلطات المتعاقبة عبثاً على أن تلغي العلاقات المتينة والمحبه والوئام.
لقد انحاز شباب المدينة الواعي نحو تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي , ومنها منطقة الجديدة والفاضلية وأهل الشط (لسكناهم قرب نهر الفرات) الذي يقسم الديوانية إلى جانبين,ينتسب الشهيد ناصر عواد ( أبو سحر) لمنطقة أهل الشط في نهاية الديوانية سابقاً حيث إنظمت حالياً لتصبح مركز المدينة ,يسكن بيوت أهل الشط عوائل العمال والفلاحين المهاجرين من الاقطاع.
عائلة الشهيد أبو سحر المتعاطفة مع الحزب والمندفعة بثبات وقوة , تمتلك هذه العائلة مقهى لتعتاش علية باسم مقـــــهى ( عواد الشطاوي) , كانت ملتقى الشباب للنقاش السياسي والترويح عن النفس ,كان أبو سحر عامل المقهى ذات الابتسامة التي لا تفارق وجهه , الفتى النحيل الطويل ببعض الشيء , وقد بدأت اهتماماته السياسية من المناقشات وأفكار الحزب الشيوعي العراقي في نهاية ستينات القرن الماضي , دخل المعترك السياسي واختار اسم حركي(مكسيم) , هذا الفتى أحب الشعر الشعبي ويتغنى بقصيدة براءة لشاعر العراق النواب , وبعد خروج الحزب من التحالف مع السلطة الغاشمة , التحق أبو سحر وإثنان من اخوته وأخته نصيرة إلى فصائل العمل الأنصاري في كردستان ومن ثم قدموا أرواحهم للعراق , محققاً أمله وحلمه في أن يعطي روحه للشعب والقضية , وقد أوفى بموقفه وكلمته ورافقه في الشهادة أخيه اقبال.
((يا رفيقي ..أبصرت روحك أطيافا
من العشق المعتق والمعترف
من ألواح الحروف الأبجدية
أيها الصمت الحزين المستعين
أيها النازف جرحك
وتأبط صبرك .. المزمن والعشق الملون
وتطهر بنسيم الصبح حتى تستفيق
من سبات امتد من عنف الولادة
سيذوب الليل حتماً سيذوب..))1
لقد(( صار اسمهُ بهياً ساطعاً فوق المدينة ومحلته وأهله , كان ناصر عواد نحيلاً غير انه كان كتلة من المشاعر والمباديء والقيم, كبير في التزامه وشهادته))2. على ثرى كردستان قدم الشهادة في قاطع بشآشان ليلة الخميس 28-9-1984 حيث توجهة مفرزته الأنصارية وهي تشق طريقها عبر مهاجع الجنود وفصائل المندسين من عملاء النظام وعلى نهر دجلة أقصى الجنوب تعرضت المفرزة بكمين قاتل متسوّر بالقطعات العسكرية الخاصة والمغاوير وخونة العراق وأراذل الرجال , ممن تواطأ مع النظام ... في مكان كردستان إنهمر الدم الشيوعي القاني ... أخذ يلعنون الرفاق طاغية العراق والمجرمين المنتفعين ... سقط أبو سحر جريحاً وراح يعالج سكرات الموت بعد إن انقض عليه أحد عصابات النظام وتم تصفية الأسرى , كان يهمس ويسمع حفيف الأغصان , لمس تربة بلاده الذي ضحى من أجلها .. لم يستطيع الجلوس.. خفتّ الألم باقتراب الأقدام وإنطفيء دفء الحزن الشديد على العراق والفراق , كان اسطورة المناضل الأنصاري.. رحل قبل أن تكتحل عيناه , بعراق حر تسوده الالفه والمحبة والأخاء فوداعاً أبا سحر....
سلاماً عليك يا صديق الروح... لماذا لم تكمل أغنيتك المفضلة ( مرينه بيكم حمد.. وحنه بقطار الليل .. )).. هذه الأغنية التي كنت ترددها في ليالي الواجبات والمسير فصائل على جبال كردستان وتنشد لغد أجمل وأفضل,لماذا تركتهم حائرين في ظل الفجيعة( نصير ونصيرة) ؟ لماذا أخذت معك الأسئلة والرغبات؟ وأبقيت لنا لوعة التذكر؟ ورثت ذكرى متدفقة في روحك العاشقة , وآمال لافق تتطلع اليه ونحن على دربك سائرون, حالمون بغد أفضل, حالمون بقنديل وقناديل الرفاق التي تضيء أرجاء العراق, ستبقى أجراس روحك تفزع حزناً في ليالي الدجى , وأجراسنا تقرع حزناً عليك.
نافذتك على مدينتك مفتوحه دوماً , حتى تنغمر شمس حزب فهد لكل التواقين إلى الحقيقة , والغد الوضاء, وتلك إذن مرآة روحك , فيها نرى رهافة حسك , لا لنسيانك ونسيان الماضي , ولكن لرؤية أمل نقدمهُ إلى شعبنا وإلى العالم كإنسان جميل , إنسان حقيقي بكل المعاني.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) قصيده للشاعر سعد الشلاه
2) مجلة رسالة العراق العدد 84 ديسمبر 2001 القاضي زهير كاظم عبود



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاجعة فرهود اليهود وحركة رشيد عالي الكيلاني عام 1941
- القائد الفلاحي والرياضي كاظم فرهود ورحلة السجون
- أنور شاؤول ....... أديب وشاعر وصحفي
- يهود العراق بين قسوة التهجير وحنان العودة للوطن
- المؤسسة الأمنية ....... وظاهرة اختطاف شباب ساحة التحرير
- المؤسسة الدينية وظاهرة الزواج المبكر
- أهز رأسي ذبحاً ... وتهز رأسك صبراً على نوائب العراق
- أزمة الحكم والصراعات السياسية
- عبد الأمير الحصيري.. شيخ الصعاليك
- بابل تستضيف الاعلامي والشاعر احمد المظفر
- السيد وزير الزراعة العراقي المحترم.. تعسف بحق موظف
- لحركة الاحتجاجية في العراق.............. وثقافة الاستبداد
- حُسين مِردان....... سيّدُ النَدامى
- قراءة في كتاب( كاظم الجاسم ودوره في الحركة الوطنية للباحث مح ...
- القرامطة ...اول حركة اشتراكية في التأريخ الاسلامي
- قانون نقابة المعلمين رقم7 لسنة 1989 ما له وما عليه من مآخذ
- ثورة الزنج والصراع الطبقي في الاسلام
- هل العلمانية هي الحل
- صلاح حسن والجزع البابلي
- بابل تحتفي بالشاعر المغترب صلاح حسن


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نبيل عبد الأمير الربيعي - الأنصاري ناصر عواد( أبو سحر) مقاتل من مدينتي الديوانية