أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عقاب يحيى - إلى روحك الطاهرة : الصديق سامي هابيل














المزيد.....


إلى روحك الطاهرة : الصديق سامي هابيل


عقاب يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 20:29
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


إلى روحك الطاهرة : الصديق سامي هابيل ..
..
كم افتقدتك والصدق عملة صعبة، وكم تذكّرتك شباباً جامحاً يحمل ملايين الأحلام الجميلة فيهدهد ليلنا حديثك الهادئ، لكنه الرصين، العميق، المتأمل..فنغرف منك نحن الأصغر ببضع سنين، نتعلم منك صبر تكوين الرأي، فندخل الأغوار لنلقي بالسطح للمسطحين، ونلتهم القراءة وعداً بالعطاء .. وإذ بالثقافة بحراً متسعاً متلاطماً لا تكفي السباحة فيه عبور بعض الجمل، والتزيّن ببعض المقولات والشعارات.. أنت الذي كنت تقرف الشعارية وترتجف كلك من وقع سياط التزلف، والتشدّق فتصمت، وقد يمتدّ الصمت قروناً فلا يفهمك الكثير من المقربين الذي اعتادوا المباشَرة، وضرب الحصى في بحيرات الاستنقاع لإحداث صوت الارتجاج والتمتع بفعل الاسترجاع ..ونمعن القراءة فتتسع الفجوة فينا لنصبح شخوصاً متلاطمة ..
ولأننا لم نكن نملك سوى أحلامنا العامة الجموحة، البدوية غير المعقلنة، اليعربية الطافحة بالمعلقات السبع والعشر والعكاظيات، وسيوف النصر والفتح، وأقوال الرسالة الخالدة والشعارات التي تملأ الفم والرأس الصغير.. كان على وعينا أن يحفر في مجرى أعمق نكتشف فيه المعاني والمداليل، فندخل حقول الجدل، والفواصل، وترتيب الأفكار، ويأتي اليسار علاجاً ومخرجاً، وركوباً.. فتمتدّ نقاشاتنا إلى ساعات متأخرة حين يختلط خيط الظلمة بأول انبثاق الفجر، وفجرنا مروحة تتأرجح بين أمنيات المسك وبين النقد.. وكأننا نحن الحزب، والثورة، والأمة، وكأن الغياب عن اجتماع، أو حمل بندقية الاستنفار سيُنزل الهزيمة بثورتنا العملاقة، فنكثر من الاجتماعات، وتثقلنا فنغطس، وكثيرنا يتعلم السباحة في مياه متلاطمة.. وفي أخريات الليالي تفتح كؤوس المتي، وبعض كؤوس العرق(في حالات الترفيه) أحضانها للحكي بالأزمة، وبتلك المفارقة التي وعيناها مبكراً بين ما نقرأ وما نعيش، بين أحلامنا الكبرى والواقع، بين الشعارات والإمكانات، وبين اليمين واليسار، واليسار واليسار، والماركسية والتعريب، والخصوصية والنرجسية.. فيمتد الليل أطول من صبرنا، ومع ذلك نقاومه ( لم نك نعرف بعد شيئاً عن مصطلح الممانعة، والمربع الأول) لأن مصطلحاتنا معهودة، جازمة..ولأن الأماني في كمشة العشق المدمن ..

نكبر معك، وتسبقنا إلى العاصمة..وبالذهن أن العاصمة اختلاف، هناك الوعى المنقى، واليسار المصفّى، والنضال المشفّى.. وتكتشف قبلنا أن الأزمة في البنية، والبنية نتاج قرون التكلس والتخلف ، وأن الثورة ليست ثورة، وتحتاج ثورة، وأن الأداة أصغر من أبسط الشعارات، فتقضم أظافرك وأعصابك.. وعندما يلتحق بعضنا بك .. تنزاح غيومنا الوردية، فتكثر غيوم الصيف الراكضة، ويقعد التحسّر في كرسي جلساتنا..وبين الممكن والممكن يحدث نوع من فراق العناق لما كنا نتصوره حزب الثورة، وحامل الحوامل..

في اللاذقية تترك بصماتك محافظاً لها يختلف عن كل السابقين بنظافة اليد، واللسان والسلوك، وتواضع من خرج للتو من بحر الشعب الصادق.. فيستغرب مألوف المعتاد لشاب أقرب للصوفية يتعبّد في محراب التوحّد فيرضى الضمير، ورضا الضمير في عالم السلطة والمكاسب والقنزعة والمَظهرة ليس سهلاً، ولا يحافظ عليه إلا قلة الأوفياء.. وكنت منهم ..

صحيح أنك لست جماهيرياً، ولعلك لا تحسن الخطابة، وركوب الأكتاف.. لكنك عندما تتحدث تدخل الأعماق يغلب التحليل منطق الشعبوية.. وقد لا يصفق لك كثير لكن وقع كلماتك وآثارها أبقى من خطباء الجعجعة، ومحاربي طواحين الوهم، والاصطناع ...
******
كان طبيعياً لمن يعرف خصالك أن تركل السلطة والامتيازات بقدمك، وتعلن وقوفك ضدمن فعس الحزب وداس عليه ببسطار ثقيل، ولم يفعلها كثير المحافظين.. لأن غواية السلطة أفقدتهم حليب أمهاتهم، فركبوا مع الراكبين.. وأبيت .. وصرت في عداد المغضوب عليهم ..

تحاورنا كثيراً وطويلاً في مجاهيل، ولا عقلانية الذي حدث.. في الماضي والقادم، في التجربة والبدء، في النقد والملاحظات.. وكنا متفقين بالإجمال، وتدفعنا ضغوط الضمير والواجب، وأصوات الرفاق المعتقلين من القيادة إلى وضع العقل في براد التجميد، والاندفاع في مراهنة العمل التنظيمي.. وكان يجب أن تكون أحدنا في قيادة القطر.. لكنك، ولأسباب طارئة اعتذرت..فواصلنا نحن مشوار المحاولة.. وكان الذي كان ..

***
حين جنّ جنون النظام في معركته مع الحركة الدينية.. ووقف الوطن على شفير الهاوية (مثل أيامنا هذه تقريباً).. وحين كنا نواصل الليل بالنهار لبلورة وتجسيد المخرج، أو" الخط الثالث" بالتعاون مع القوى الوطنية، وبعد توقيع ميثاق" التجمع الوطني الديمقراطي" الذي كنا طرفاً رئيساً مؤسساً فيه.. كنت على الموعد ونحن نبحث عن الرفاق والأصدقاء لتوسيع الأطر، والمشاركة المباشرة في محاولة إنقاذ الوطن من أخطار ماحقة.. فالتقينا طويلاً ..كنت خائفاً عليّ شر الاعتقال، والجرثمة الداخلية..فاستعدنا قعدات المتة.. وليالي الحلم.. وودّعتك بأمل اللقاء.. ولم نلتق ..فقد جاء الاغتراب مشوار القسر.. فامتدّ عقوداً.. كنت ما أمكن أحاول متابعة أخبارك، وأعلم أنك راسخ في موقع المعارضة، وأنك ستسهم في ثورة شعبك.. وسيستفيق حلمك ـ حلمنا.. شاباً يدعونا للإسهام حتى وإن كنا على العكاكيز..

******
ما تخيلت فقدانك بعيداً، وأني لن أراك، وأني أفقدك دون وداع كما رفاق وأصدقاء وأحبة كثر.. وأن الوطن، وطننا الجريح يبكي أبناءه بحرقة المكلوم، لكنه يشمخ إباء.. فيدعوك..
يدعوك.. وأنت الأصيل.. فتلبي.. وما عرف الكثير أنك تعاني، وأن الموت يغتال الأحبة في غمضة عين، فتجمد الدموع مآقي الصبر.. وتنحدر إحداها مرغمة تستعيدك أيها النقاء، الصدق، العمق..

وداعاً من مسافات الانتظار.. وكان الحلم يقترب بلقياك..

لكنك ذكرى متجددة.. وبصمة فينا نحن أصدقاؤك.. وصحبك.. ومحبوك
..



#عقاب_يحيى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في طائقية النظام
- ستبقى الثورة سلمية
- من يصدق أن رأس النظام غير مسؤول ؟..
- للسقوط وجوه كثيرة
- قليل الرجال كأنت (عزاء بالرئيس امين الحافظ)
- - تسونامي- حصاد الفوات ..
- المعارضة، وبعض من قصتها مع الديمقراطية


المزيد.....




- «المحكمة العسكرية» تحبس 62 من أهالي سيناء لمطالبتهم بـ«حق ال ...
- منظمات دولية تدعو السلطات المصرية للإفراج عن أشرف عمر
- متضامنون مع الصيادين في «البرلس» و«عزبة البرج» الممنوعون من ...
- تأييد حكم حبس الطنطاوي وأبو الديار عقابًا على منافسة السيسي ...
- متضامنون مع “رشا عزب”.. لا للتهديدات الأمنية.. لا لترهيب الص ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عقاب يحيى - إلى روحك الطاهرة : الصديق سامي هابيل