أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - علي الأمين السويد - الاغتصاب الجماعي بين الإشاعة و خشية العار في سورية















المزيد.....

الاغتصاب الجماعي بين الإشاعة و خشية العار في سورية


علي الأمين السويد

الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 19:47
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


تناهى إلى الجميع ، على ما يبدو، القصص المروعة التي تروي تفاصيلاً عن اغتصاب جنود سوريون ممن أمنوا المحاسبة كما أمنوا العقاب للنساء والفتيات بفظاظة مبعثها إيمانهم بالنجاة من أي عقاب بسبب الحصانة التي يتمتعون بها. لقد روى اللاجئون السوريون القادمون من مدينة جسر الشغور شمال سورية ممن عبروا الحدود إلى تركيا وممن يمكثون في المنطقة الحدودية في شمالي سورية العديد من قصص الاغتصاب المثيرة للاشمئزاز.
لقد خطف الجنود عدة فتيات جميلات من جسر الشغور و اقتادوهن إلى معمل السكر واغتصبوهن و أبقوهن عاريات يقدمن لهم القهوة والشاي لإرضاء غرورهم. حتى أن هنالك قصصاً أفظع عن قيام بعض الجنود بقطع أثداء بعض الفتيات بطريقة سادية. إلا أن القليل من الناس قابل تلك الضحايا والقليل أيضاً يعرف أسماؤهن.
يعتبر الاعتداء الجنسي أمراً قاسياً في أي مجتمع ولا سيما في المجتمعات الريفية العربية المحافظة كتلك الموجودة في شمال سورية -- حيث يرتبط غالبا شرف العائلة بسمعة نسائها. إن مجرد تعرض عفة النساء أو الفتيات للخطر حتى و لو تم ذلك عن طريق الخطف، فإن ذلك يعتبر وصمة العار، مما يجعل الضحية و عائلتها منبوذين . وقد أكد اللاجئين على الجانب السوري الذين تحدثوا عن هذه الأفعال أنهم سمعوا أنه تم وصول بعض من تلك الضحايا إلى معسكر تركي خاص و أن بعضهن يقيم بينهم في نفس مخيم اللاجئين.
ليس من الصعب عادة الوصول إلى مخيم للاجئين، ولكن في هذه الأيام، يصعب تغطية الأحداث في سورية بسبب السيطرة المحكمة على وسائل الإعلام الذي تفرضه الحكومة السورية حيث اضطر الصحفيين الأجانب إلى الاعتماد على المكالمات الهاتفية ، وتويتر، و فايسبوك ، و يوتيوب وأشرطة الفيديو وشهادات العيان من هنا وهناك حيث تتم محاولات لربط تلك الشهادات بعضها ببعض البعض مع بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت في منتصف مارس أول مرة.
لقد مثل نزوح السوريون إلى الحدود الجنوبية لتركيا مؤخراً فرصة للتواصل مع اللاجئين وجهاً لوجه وسماع شهاداتهم و مقارنتها بما كنا قد علمناه مسبقاً. لقد منعت الحكومة التركية وسائل الإعلام من الولوج إلى داخل المخيمات في مقاطعة هاتاي جنوب تركيا بذريعة حماية خصوصية الـ 9500 لاجئ سوري هناك.
في 16 حزيران ، استطعت التسلل مع زميلة لي ناطقة بالعربية إلى المخيم مدعين أننا أقارب أحد اللاجئين الذكور الذي أصيب بعيار ناري وقد انطلت الحيلة على حراس البوابة التركية الذين كانوا يعرفون الشاب وزوجته اللذين كنا نقصد. سُمح لنا بالدخول إلى مقربة من الجدار. كل هذه المخاطر تكبدناها فقط من اجل تحقيق أملنا في التحدث مع إحدى المخطوفات والمغتصبات وجها لوجه.
على الرغم من أن الأتراك الذين كانوا يحرسون البوابات تركونا وحدنا مع "أقاربنا المزعومين" لحظة دخولنا إلا أننا وجدنا أن السوريون المتواجدون هناك كانوا مختلفين تماماً، ربما هم مختلفون لأن المجتمع السوري نشأ على الخوف في بلد ينتشر فيه عناصر المخابرات أو الشرطة السرية في كل زاوية كما ينتشر جنون العظمة والارتياب الذي يعتقد النظام أنهما منجيانه من السقوط في الهاوية . أو ربما كان منبع ذلك الشعور باختلاف السوريين بأن المخيمات قد تحتوي على المخابرات المندسين كلاجئين. و على كل حال من الصعب التخلي عن الشكوك المتأصلة في روع البشر.
وقف ثمانية رجال على الأقل على مقربة منا ولكنهم لم يكونوا منتمين إلى تلك الفئة الشريرة أو الفضولية من الرجال التي تبحث عن الفتيات الجديدات في المخيم. لم تظهر عليهم علامات الخجل ولم يكونوا من النوع الذي يشيح بوجهه عنا حتى لو تم طُلب منهم ذلك مباشرة. كانوا مثل الشرطة المدنية التي تنتشر عادة في جميع أنحاء العاصمة السورية دمشق، أولئك الرجال الذين حتى لا يجدون ضيرا من استراق السمع عنوة.
بعد مرور 10 دقائق أو نحو ذلك، ذهب أحد الرجال من ذوي الشعر الأبيض إلى قريبنا المزعوم و ذكَّره بأنه لا يُسمح لأحدٍ بالحديث لأي كان إلا إذا وافق هو على ذلك، وقال أنه سيتم تفتيشنا للتأكد من أننا لسنا صحفيون أو جواسيس لتركنا نمضي في حال سبيلنا بسرعة. و كنَّا قد تخلينا عن الدفاتر و الحقائب، ومفاتيح الفندق، وبطاقات التعريف بنا، وجوازات السفر و من أي شيء قد يوحي بأننا صحفيين، و لكننا قمنا بإخفاء مسجلات صغيرة وكاميرا رقمية في ملابسنا.
تمنينا السلامة لقريبينا المزعومين وأخبرناهما أننا لا نريد التسبب لهما بأية مشاكل وغادرنا باتجاه البوابة بعد أن دسسنا كاميرتنا الصغيرة في حقيبة قريبتنا النسائية وأوصيناهما بأن يبحثا عن النساء المغتصبات و اللواتي بترت أثدائهن. وبالمناسبة فالمعسكر حيث كنا ليس كبيراً جداً حيث يقطنه بضعة آلاف من اللاجئين. و بالرغم من أن البحث والتقصي لم يتوصل السوريين إلى نتيجة في بحثهما، بدا أن الجميع سمع عن تلك القصص و لكن لم يعرف احدٌ ما مكان الضحايا، وقد تساووا في عدم إفادتنا في تقصينا هذا مع أولئك السبعون جريحاً الذين يُعالجون في مستشفى مدينة أنطاكية التركية.
عدت أدراجي إلى سورية سالكةً طرق التهريب عبر الحدود التركية إلى سورية حيث مررت بكروم الخوخ الفارغة تقريبا من النازحين و الذي قضيت فيها أياماً باردة برفقة آلاف النساء والرجال و الأطفال الذين عبروا إلى تركيا. غير أني علمت ممن بقي فيه أنهم يعرفون رجلاً من قرية السرمانية التي تقع على بعد بضعة كيلومترات من جسر الشغور قد تم اغتصاب بناته المراهقات الأربعة من قبل جنود سوريين.
"نعم، إنها حقيقة، لكنني لا اعلم اسم العائلة"قال الطبيب محمد مرهي ذو الثلاثين عاما وصاحب عيادة متنقلة بحكم الظروف الطارئة حيث يقوم بصرف أدوية بسيطة للأطفال كأدوية الإسهال، أو يعالج الجرحى بما هو متاح لديه، ثم أردف " تعلم أننا في مجتمع شرقي ولا نتحدث بهذه الأمور بشكل علني" قال ذلك محاولاً شرح لي سبب صعوبة العثور على الضحايا أو العثور على من يعرفهن.
وبشكل مثير للدهشة، كان هذا الشاب الوسيم واحداً من أربعة رجال في هذا المستوصف المتنقل الذين أعربوا عن استعدادهم للزواج بالمراهقات التي تم اغتصابهن بالرغم من أنهم لم يقابلوهن من قبل أبدا.
ياللعجب، ففي خضم ثقافة العار المتوارثة في مجتمعات تُقدس العذرية بحيث لا تسنح فرصة الزواج لضحايا الاغتصاب عادة، يعرب بسام المصري ذو 32 ربيعاً، والذي استشهد أخاه باسل على يد قوات الأمن في جسر الشغور في 3 حزيران أثناء تشييع جنائز المجزرة التي قامت بها قوات الأمن السورية و الشبيحة في اليوم السابق، عن علمه بالقصة وقال " أتمنى أن يحصل لي شرف الزواج من إحدى الفتيات اللواتي تم اغتصابهن" قال ذلك بينما كان الطبيب مرهي يعالجه من إصابة بطلق ناري في أعلى فخذه الأيمن، يقول بسام:" أتفهَّم أن هؤلاء الفتيات عانين الكثير و أنهن أُخذن غصباً و أنا لا يهمني كيف يبدون بقدر ما يهمني أن أقف إلى جانبهن و سأفعل ذلك حباً و كرامة."
أخيراً أخبرنا الشباب أن تلك العائلة المنكوبة موجودة في مخيم غير رسمي على بعد بضعة كيلومترات من هنا لذلك ذهبنا حيث قيل لنا، ولكنه بدا لنا أنه لا أحد يعرف تلك العائلة.
"كلنا نسمع قصص الاغتصاب" قالت أم مصطفى وهي سيدة في الرابعة والثلاثين من القرية الحدودية خربة الجوز والتي تسكن خيمة قريبة من الحدود التركية بالرغم من أن بيتها يقع على بعد عدة مئات من الأمتار. مئات من سكان خربة الجوز فعلوا الشيء ذاته – هجران منازلهم والنوم في الحقول القريبة خوفاً من إمكانية انقضاض الجيش السوري عليهم ليلاً. "كلنا يخشى الاغتصاب" قالت أمٌ لثلاثة بنات تحت العاشرة "لقد سمعنا الكثير من تلك القصص."
لا شك أن الجميع سمع عن هذه القصص ولكن لا احد يعرف بالضبط أياً من هؤلاء الضحايا، ويبقى الفصل بين الإشاعة و الحقيقة أمرٌ ليس بالسهل، ولكن من المؤكد أن مخاوف الناس و احترازهم من إلحاق العار بهم هو العائق الأعظم و الوحيد أمام كشف أسماء هؤلاء الضحايا.
__________________________________________________________
ترجمة علي الأمين
بقلم رانيا أبازيد – خربة الجوز- سورية

http://www.time.com/time/world/article/0,8599,2078622,00.html#ixzz1QH91fTjC



#علي_الأمين_السويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسد و قمع الجراثيم
- مملكة الكذب و أوهام الخلود
- جوِّع أم شبِّع شعبك، يتبعك؟
- نكسة العرب حزيران 1968
- القبور العربية
- المزربَّة القطرية
- مراجعة حيوية
- البداهة الحيوية الكونية
- قوانين إرهابية
- إعتلال بداهة القرآنيين (2)
- إعتلال بداهة القرآنيين (1)
- الشكل الحيوي، والشكل الحيوي في المنطق الحيوي
- العرب وشرف آخر زمن
- إشارات عابرة
- زيف المساواة بين الجنسين
- أمةُ دبِّر رأسك
- الله يلعنك يا إبليس!
- الخطاب المنكر
- الإنسحاب المصري
- القرضاوي الشيخ النووي


المزيد.....




- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - علي الأمين السويد - الاغتصاب الجماعي بين الإشاعة و خشية العار في سورية