جليل البصري
الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 01:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اظهرت الاحداث الارهابية التي وقعت في بعقوبة والتي استهدفت احتلال مبنى مجلس محافظة ديالى والتي تاتي في سلسلة هجمات نوعية من هذا الطراز استهدفت مباني مماثلة في تكريت والموصل ومحاولة فاشلة في كركوك، اظهرت الفوضى التي تعيشها الاجهزة الامنية ودرجة الاختراق العالية للمجاميع الارهابية لهذه الاجهزة مثلما اظهرت تراخي وترهل هذه الاجهزة الحديثة التشكيل وهي امراض اجتماعية وبنيوية انتقلت اليها من الاجهزة السابقة.
التصريح الذي ادلى به قاسم عطا من ان القوى الامنية كانت تملك معلومات عن استعدادات لعمل من هذا النوع سوف تنفذ في احدى المحافظات قول يدعو الى الرثاء خصوصا اذا ما علمنا ان اغلب اعضاء مجلس محافظة ديالى كانوا يتحفظون على الحضور الى المبنى ويتحدثون عن تهديدات بالاحتلال من قبل زمر الارهاب، ولا نستطيع الادعاء ان انباءا من هذا القبيل لم تصل الى القيادة الامنية في بغداد اللصيقة بهذه المحافظة وهو ما ينفي جملة وتفصيلا ما ادعاه عطا في هذا المجال.
والاسوء من ذلك ان اية اجراءات امنية لم تتخذ لدرء الخطر المحدق سواء اخذنا برواية عطا او برواية البعقوبيين بحيث ان تدخل القوات الامريكية كان هو السبب في ايقاف النزيف عند هذا الحد والا فان البعقوبيين يتحدثون عن ان عدم التدخل من قبل هذه القوات كان من الممكن ان يؤدي الى كارثة وان القوات الامنية العراقية كان من الممكن ان تحاق بهزيمة كبيرة.
ولعل كل هذه الدلالات سوف تقودنا الى العودة الى المربع الاول وطرح التساؤل الجاد وبدون مواربة: هل فعلا وحقا نحن قادرون بهذه القوات بعددها وعديدها وتشكيلاتها الانية على مسك الملف الامني في العراق دون مساعدة من احد؟ هذا سؤال لا يجب ان نجيب عليه بسرعة ولا ننطلق في اجابتنا عليه من عواطفنا فنحن حريصون مثل الكثيرين في هذه الحكومة وقياداتها على ان نكون قادرين على ذلك فعلا، لكن هل نحن كذلك؟ وهل ان التساهل في الاجابة على هذا السؤال سوف لن تكون لها عواقب وخيمة على العراق وشعبة وحريته؟ يجب ان نجيب بمسؤولية..
#جليل_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟