وليد الشيخ
الحوار المتمدن-العدد: 3406 - 2011 / 6 / 24 - 19:48
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
لا أرى أن الوقوف ضد الثورة في سوريا والتشكيك فيها هو مجرد رأي ، إنه مساهمة فاعلة ضد الحرية ، ضد أن يكون للناس خيارات أخرى ، وهو موافقة علنية على أن الواقع العربي والسوري تحديداً لا يحتاج الى تغيير ، فثقافة الاختلاف لا تعني أن تصبح الخيانة وجهة نظر ، والدكتاتورية والتعذيب رأياً والعنصرية خياراً .
***
لم مرت طائرات العدو فوق قصره ، علماً أن دولة الاحتلال تدرك جيداً أن القوة الأمنية للنظام السوري قادرة وحدها على تفكيك اية محاولة او رغبة كفاحية ضد اسرائيل ؟ وتعلم اسرائيل ان المواطن السوري لم يكن ليستطيع ان يفكر بصوت عال او ان يتمنى او ان يشارك في صياغة مستقبل بلده بفضل نظام واظب على حماية حدود اسرائيل منذ عقود ، وفي نفس الوقت باع مفردات الوطنية في أسواق العهر ، فيما سياط جلاديه تنهش اكتاف ابناء وبنات سوريا في ظلام المعتقلات وأقبية التحقيق .
***
إن المثقفين الذين صارت ظهورهم على الحائط تماماً وهم يدافعون حتى " نقرات الكمبيوتر الاخيرة " عن الولد الذي ورثه والده بلداً وشعباً ، يتناسون ربما ، أن نعمة الحرية لا يمكن أن تكون الا لدى شعب حر ، ولا حرية للأرض قبل أن يتحرر الانسان .
إن السوريين الذين يصنعون تاريخ سوريا الجديد الآن في الشوارع ، بالدم والعذابات يمرون خلف جنازات صغارهم ، وفي حارات الشام ، يجمعون الليل والحرية والهتافات ، ويرتبون احلامهم للغد دون قمع للحريات ، ودون خوف من اجهزة أمن كانت وظيفتها الوحيدة أن لا يشعر المواطن السوري بالأمن صباح مساء .
إن السوريين يطلون من نافذة اللحظة المقدسة الى المستقبل ، حيث الحرية شرط الابداع الحقيقي ، والوطنية : شعب حر يمضي لتحرير ارضه مرفوع الرأس واثقاً بالنصر.
***
كلما أتذكر كيف مرت الطائرات (طائرات العدو) من فوق قصر الولد الذي ورثه والده بلداً وشعباً ، وانبرى المنافقون والمنافقات يبررون عدم الرد على ذلك يصيبني دوار ، أو حين يستخدمون قاموسا لغوياً جامعاً لكنه لا يقول في النهاية شيئا سوى بؤس النظام وهزالة كيانه.
سوريا ليست بلداً لولد رحل والده فأجمع القوم ( من اصحاب المصالح وأعداء التغيير ) عليه ، سوريا لشعبها الحي ، الذي خرج مثقلاً بالعذابات ، ليسقط نظام القهر فيما تحرسه زغرودة المرأة (التي مرت لمحة امام شاشة التلفزيون ) و سارت مع المتظاهرين في شوارع دمشق .
[email protected]
#وليد_الشيخ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟