أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الهاشمي - لخيانة بعضهم... هل يجوز اتهام كل السياسيين بالخيانة؟!














المزيد.....

لخيانة بعضهم... هل يجوز اتهام كل السياسيين بالخيانة؟!


حسن الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 3406 - 2011 / 6 / 24 - 15:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل أمريء بما كسب رهين، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره، قد يتبادر إلى الذهن إن هذه الآيات الشريفة وما شاكلها تختص بالآخرة، بيد إنها قوانين حضارية يمكن تبنيها في الدول الديمقراطية الناهضة، حفظا للعدالة من الضياع، وإعطاء كل ذي حق حقه، المجرم ينال جزاءه العادل، والمبدع يكافأ ويكرم، والحياة تأخذ مجراها وفقا لقوله تعالى ولا تزروا وازرة وزر أخرى.
أقول قولي هذا لأنه ومع بالغ الأسف نجد أن مسألة التعميم بدأت تستفحل في أوساطنا الاجتماعية، ما جعل الكثير يخوض في الظنون والأوهام والاتهامات دونما تفحص وتثبت وترقب، ما يؤدي إلى التشهير والقذف والاتهام يطال العديد من الشخصيات ربما تكون ضحية تلك الإشاعات التي يطلقها أصحابها استنادا إلى التعميم الذي بات من أكثر المفارقات شيوعا حتى قيل إن الشر يعم والخير يخص.
إذ نجد إن الكثير من الناس يتورطون بالتعميم دون أي مسوغ صحيح، نجد إن البعض حين يذهب إلى دائرة معينة ويلقى معاملة سيئة من موظف يعمم حكمه على كل الموظفين فيقول جميع موظفي الدولة سيئون مستندا في حكمه هذا على حالة واحدة أو حالتين وهو مستند لا أظنه كافيا للحكم على الجميع، البعض حين يرى سياسيا يلف ويدور ويخادع يحكم على كل السياسيين بالخيانة، والبعض حين يرى رجلا معمما لا يتصف بالزهد والتقوى يتهم رجال الدين كلهم بالنكوص عن واجباتهم الدينية، علما إن الذين توافرت لديهم شرائط التقليد من العلمية والعدالة والتقوى طالما يتصفون بالزهد والإعراض عن الدنيا والتوجه لخدمة الدين والدفاع المستميت عن المصالح العامة للناس.
نحن نعلم إن بعض السياسيين انخرط في العملية السياسية وهو يحاول إسقاطها من داخل مؤسسات الدولة لدوافع ربما تكون طائفية أو سياسية أو حزبية، وهذا النمط غريب لاسيما ونحن نضع اللبنات الأولى لدولة ديمقراطية تحاول أن تبني مؤسسات دولة تنفذ طموحات الجماهير عبر القنوات الدستورية، ويعلم ذلك البعض إنه ليس لديه رصيد في صناديق الاقتراع، فعمد إلى تلقي الدعم المادي والمعنوي من دول ديكتاتورية معارضة لما يجري من إصلاحات في العراق الجديد لركوب الموجة ومحاولة تقويض التجربة الديمقراطية وذلك بالتفجير والترويع والإغتيالات، وإنما وصفناه بالغريب لأنه خيانة للشعب والوطن ومحاولة بيعه بأزهد الأثمان لأجندات خارجية مشبوهة.
والوطنيون من السياسيين يعرفون أولئك الذين لديهم تلك الأجندات المخربة وبالرغم من ذلك فإنهم يفضلون السكوت، تارة من أجل المصالحة الوطنية وأخرى للحيلولة دون إحداث شرخ في العملية السياسية وثالثة للتمرير من أجل التمرير والإغضاء مقابل الإغضاء، وكل تلك المبررات المعلنة وغير المعلنة مرفوضة، لأن أمر الخيانة للوطن والشعب خطير ومرفوض ولا يمكن السكوت عنه مطلقا، وعليه يجب وضع النقاط على الحروف وتبيان مواطن الخلل في تلكؤ مسار العملية الديمقراطية دون تحفظ على حزب أو شخص أو جهة مهما تبوأت من مراكز في مرافق الدولة المختلفة، حتى يمكن تخطيها والانطلاق من أرض صلبة لتثبيت دعائم الاستقرار والتطور للبلد.
وبالرغم من كل ما ذكر إنه من الخطأ إسقاط تصرفات المسيئين على الجميع، وفي الواقع إن لهذه المفارقة أضرار اجتماعية وسلبيات كثيرة من أهمها تشويه سمعة الأخيار الذين ربما ينزوون درءا للفتنة وتصدي الأشرار من ليس أهلا للقيادة ممن لا يهمهم سوء النظرة إليهم، وبالتالي تتقوض أركان الدولة والمجتمع شيئا فشيئا وهو إيذان للسقوط والإرتكاس، من هنا إذا ما أردنا دولة ديمقراطية قائمة على أساس العدل والإنصاف، لابد أن نستأصل ظاهرة التعميم الذميمة وأن يكون الحكم على الأفراد أو المؤسسات دقيقا فيذم المسيء وحده، ويمتدح المحسن دون أن يكون هناك ثمة تعميم في البين.



#حسن_الهاشمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلصوا كربلاء من الأزبال والأتربة؟!
- لتكن أرواحنا راقية
- سبيلنا إلى دولة المؤسسات
- صراع النوازع
- إشكالية العلاقة ما بين المكلف والفقيه
- كلا للمناصب الإرضائية والشرفية
- لولا الصدق
- أديم المعارف
- المظاهرات وثنائية الإصلاح والتخريب
- انتفاضة البحرين ليست أول قارورة كسرت في الإسلام
- الثقة بين التفاهم والتأزم
- نفسية المسؤول
- أوهام وحقائق
- الديمقراطية وإرادة التغيير
- أسرار السعادة
- عاشوراء وحقوق الإنسان
- صخرة صماء
- رجولة ما بعدها رجولة!
- تشجير
- هل ممارسات الوهابية تدل على إيغالهم في الدين برفق؟!


المزيد.....




- الإليزيه يعلن استدعاء السفير لدى الجزائر و-طرد 12 موظفا- في ...
- المغرب يواجه الجفاف: انخفاض حاد في محصول القمح بنسبة 43% مقا ...
- كيف رد نتنياهو ونجله دعوة ماكرون إلى إقامة دولة فلسطينية؟
- أمير الكويت ورقصة العرضة في استقبال السيسي
- الرئيس اللبناني: نسعى إلى -حصر السلاح بيد الدولة- هذا العام ...
- مشاركة عزاء للرفيقتين رؤى وأشرقت داود بوفاة والدتهما
- ويتكوف: الاتفاق بشروط الولايات المتحدة يعني وقف إيران تخصيب ...
- ترامب: مزارعونا هم ضحايا الحرب التجارية مع الصين
- مصر.. أزمة سوهاج تتصاعد والنيابة تحقق في تسريب فيديو المسؤول ...
- نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن الروسية يزور الجزائر


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الهاشمي - لخيانة بعضهم... هل يجوز اتهام كل السياسيين بالخيانة؟!