حُجرةُ الشّاعرعبداللطيف الحسيني
الحوار المتمدن-العدد: 3404 - 2011 / 6 / 22 - 09:13
المحور:
الادب والفن
تسونامي .
عبداللطيف الحسيني .
أبو آرتا – أبو فاطمة : إليهما .
إنّهُ تسونامي ,لن يتمكّنَ المرءُ - أيّاً كانَ - صدّه أو الوقوفَ أمامَه لمنعه أو تقليل شأنه , أو وقْفه في الوسط , وهو الذي هَدَرَ,وسمعَ هديرَه المرتعبون , أو الذين ارتعبوا لأنه جاءَ مُطهِّراً, وأيُّ تطهير!
المرتعبون – الفاسدون شاءوا البطءَ فيه على أكثر تقديرٍ , أو ثباتَه عند حدّ رغبوه هم , و لم يدروا أنْ لا شفاعة عندَ تسونامي الذي أقبلَ ومعَهُ سنينُ قهر ٍ مكثَتْ سنين عددا عندَ مَنْ لقوا أثناءَها مرَّ الحياة و عندَ مَنْ قبّحَ دنيانا حلوَها (هنا المفارقةُ بينَ مَنْ يحسُّ بتغيير نمط عيش ). تلك السنواتُ قالتْ صمتاً وقهراً وكبتاً , ولم يعلم المنتفعون أنّ ذاك الصمت أوالقهر أو الكبت سوف يتفجّرَ لاحقاً . هذا ما يقولُهُ تشظّي (الإنسان المقهور) حينَ يغلي , وأيّ غليان .
رُكِلَ عهدُ الحياد الجبان عندَ حدّ تسونامي وتفتّت , لن يقبلَ أبناءُ وأحفادُ تسونامي حيادَ القائلين بحياء أو بدونه : لن يجرفني أو يمسّني عهدُ تسونامي هذا القادمُ بغير أنْ أتهيّأَ له !, لكنْ مَنْ ظنّ ظنوناً كتلك , عليه أنْ يراجعَ سوءَ أفعاله أو ظنَّه أنّ الثباتَ سنّّةُُ الحياة الأوحد واهماً نفسَه ومَنْ حولَه ممّنْ ابتغى نمطاً وحيداً أو لوناً رماديّاً للعيش تحتَ كنف (ربّ الأسرة ) , وقد قيلَت تكرارا تلك الصفةُ علناً وبصفاقةٍ دونَ حياءٍ بصوتٍ يعلو ليسمعَه الإلهُ الغضوب .
تفكيرٌ مشلولٌ , أليسّ كذلك ؟
تمكّنَ الشللُ منّا وأقامَ و طابَ له المقامُ زمناً قضمْنا فيه (أنيابنا) , وسطع نجمُ الخجل وخفوت الصوت ليصلَ إلى حدٍّ الهذيان الداخليّ و نقد العقل , فلا إمامَ سواه بعد تسونامي الذي فاضّ وشتّتَ شمل اللون الواحد .
إنّه تسونامي : فلا تغلقوا الأبوابَ والثغورَ التي ستُسوّى بالأرض , جاءَ (تسونامينا) بتعقّلٍ , "فكلّ عقل نبيُّ " كما أراده المعرّيّ وأردناه .
===========
[email protected]
للمزيد : http://httpblogspotcom-alhusseini.blogspot.com/2011/06/blog-post_19.html
#حُجرةُ_الشّاعرعبداللطيف_الحسيني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟