ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 3403 - 2011 / 6 / 21 - 08:28
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
أن يظهر رئيس العصابة المحتلة ، بعد غياب طويل عن مشهد الثورة السورية ، دام لأكثر من شهرين متعاقبين ، فهو أشبه ما يكون بالمعجزة التاريخية ، قبل أن يكون مصيبة تاريخية ابتلى بها الشعب السوري .
المعجزة ظهرت في العصف الذهني لخطاب بشار ، فلم يكن أحد من السوريين يصدق بعقله ، أن خطاب الوريث القاصر ، يمكن أن يرتقي في يوم من الأيام لخطاب رئيس دولة، كسورية التي يحسب حسابها في المحافل الدولية والإقليمية ، كأحد أهم الدول العربية .
والسؤال هنا ، هل ارتقى بشار بخطابه الأخير لتطلعات الشعب السوري ، وتحقيق ما يريده الآن ؟.
يبدو أن بشار لم يتعلم بعد ، كيف تكون خطابات رؤساء الدول لشعوبهم في أوقات المحن والشدائد ، ومن الواضح أيضاً أنه لم يتعلم ممن سبقوه من الرؤساء الذين عملوا جاهدين على استدرار عطف شعوبهم الثائرة ، لكن بشار عمل بدلاً من ذلك على تأجيج مشاعر الغضب والاحتقان في صدور الشعب السوري .
لقد بدا بشار مهرطقاً في خطابه المتهافت إلى حد الشعور بالعظمة ، ونسي أن شباب ثورة الكرامة مزقوا صوره وحطموا أصنامه ، ونزعوا عنه تلك الهائلة الزائفة من التأليه والتقديس .
وعندما يصنف الثوار إلى مخربين ومسلحين ، ويصر بغباء مزمن على إعادة تصدير نظرية المؤامرة ، ويتناسى إلى أي صنف بشري تنتمي ميليشياته المسلحة التي يقودها شقيقه المسكون بشهوة القتل والانتقام ، يكون قد انتقل من مرحلة الإفلاس الكامل إلى مرحلة الهرطقة ، وهي هنا حافية الهاوية التي يصلها كل طاغية متجبر ، يصر على رؤية نفسه ، من دون أن يرى الآخرين .
لازال الوريث بشار يعتقد واهماً أن الشعب السوري قبل 15 مارس هو نفسه بعد هذا التاريخ ، وأن استنساخ التجارب القمعية وحقن التخدير التي مارسها والده على مدى سنوات تسلطه من شأنها أن تكبح جماح الشعب الثائر وتضع حداً لثورته السلمية التي هزت عرش العصابة وقوضت أركانها ، لكن هيهيات أن يحيد الشعب السوري عن المسار بعد أن عرف طريق الحرية .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟