أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن الجابري - حوار مع الاديب والشاعر سامي العامري















المزيد.....

حوار مع الاديب والشاعر سامي العامري


فاتن الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 3402 - 2011 / 6 / 20 - 14:45
المحور: الادب والفن
    


الشاعر والاديب سامي العامري
بين تحديات المنفى وافق الابداع
حاورته من ألمانيا
فاتن الجابري


الشاعر العامري , الشاعر المغترب في ألمانيا والذي عبر خطوط النار إلى إيران عام 1984 حيث كان في الربعة والعشرين من العمر وحيث سُحب من مقعد دراسته ليساق إلى الخطوط الأمامية , الشاعر الذي يعرف الكثيرون تجاهل النقاد له عن عمد وعن غير عمدٍ رغم أنه يمارس كتابة الشعر والقصة والمقال منذ أن كان في بغداد , الشاعر الذي يكتب بكبرياء وينقد الشعر وينقد النقد !
هذا الشاعر والأديب ربما لا يعرف الكثيرون كم هو بسيط وسمح
---
ـــ لكل شاعر مؤثرات تلقي بجنونها أو فلسفتها على قصائده القصيدة
بين الإثنين ما هي مؤثرات القصيدة لديك هل هي ذاتية بحتة أم خارجية أم هي مزيج
وماذا عن فلسفة الغربة لدى الشاعر سامي العامري ؟
- شكراً جزيلاً للإعلامية والأديبة المرموقة فاتن الجابري على أتاحتها لي فرصة الإطلالة على القارىء , القارىء وجهي الثاني بتعبير أدونيس ...

فلا بغدادُ تعرفني
ولا الأمجادُ في الصينِ !
نُفيتُ فضاق بيْ نَفيي
ولا سببٌ
سوى
استدعائيَ المكتظَّ من غاباتيَ الثمراءِ
واستنطاقيَ المُلغى من الأشياءِ
حتى هذه الأحجارُ
كالأعنابِ أعصرُها لتسقيني !

نحن كعرب مازلنا نفهم الغربة انطلاقاً من مطلع معلقة امرىء القيس : قفا نبكِ ...! وهنا الفخ فليس في العيش داخل البلدان العربية وخاصة العراق
أي نفع للمبدع المغترب على المدى المنظور لذا فليس أمامه إلا الإحتراق في حاضره وأن يكف عن النواح على الماضي ويلتفت إلى الإمكانات المتاحة له لا سيما في الغرب وأمريكا لتطوير طاقاته ومواهبه ويوسع آفاقه الذاتية ثم يرفد وطنه والإنسان بثمار الفرص التي تهيأت له والتي قد لا تتكرر أما الحنين إلى الماضي فهو حالة إنسانية حميمة تنتاب حتى من يحيا في وطنه ومع ذلك على الفرد أن يؤمن أن الماضي في داخله بشكل أو بآخر لذا فالغربة وفق هذا الفهم لا تحتمل فلسفة وتنظيراً كبيرين بقدر ما هي دموع تتساقط أحياناً لمسح الغبار عن سراج الروح وتنقية أعماق الفرد !
وفي واحد من آخر نصوصي النثرية والذي كان بعنوان : حاضرٌ من شهيق قلتُ التالي :
الغربة تعبيرٌ جاهلي
فمن الحميمية أن تخطو في أصقاعٍ شتى
فتسترجع مع الشمس الجديدة إرثها
ومع حبيبٍ ما شقائقَ نبضه الأول
ويَعبر من فوقك سربا إوَزٍّ
كذراعيْ أملٍ واسعٍ
أو ساقيتين من حليب الجوز .
--
وأما ما بات يطلق عليه قصيدة النثر فسأتطرق إليه في السياق .
بالنسبة لي فأنا أكتب على مستويين : العاطفة والفكر , وحتى إذا تناقرا كديكين فكثيراً ما يأتلفان في وسط الطريق ...
يبدأ هاجس كتابة القصيدة عندي كدبيب ذاتي يبدأ بالترقرق شجيا دامعا مبهما ولا يريد سوى الثناء فأرى الدم يتمايد به حتى يصل مكان ما في تضاريس الدماغ فينتشي ثم يعاود التمايد في سائر الجسد إلى حيث انطلاقته الأولى - القلب - وأما المحفز الخارجي الموضوعي فلا يمكن أن يدفعني للتعبير إلا بعد تذاوبه الحي مع أغوار النفس التي تخفي أسرار الحياة وعريها , وبناء على هذا فالحب والموت هما شغلي الشاغل على أن نفهمهما فهماً عرفانياً
فلا شيء يموت بل يتحول وكما الشجرة التي إذا تيبست فبالإمكان تحويلها إلى نار , ومن معاني النار الألق ...
وأما الحب فهو مبدأ الحياة وغايتها , والحياة تكدح منذ الأزل وفي شقاء ولكن بثقة وإصرار نحو ترسيخه في الوجود , وارتباط الحب بالشقاء يحمل سراً ذلك أن الوجود غير مطمئن لتعبيراته الآنية مهما عظمت لذا فالإنسان الصوفي , الإنسان الشاعر المتفاعل مع الكون هو في حالة ذهول مستمر فهو في كل ساعةٍ إنسان آخر , إنسان أكبر , يتسامى على الألم فهذه الحياة على ما فيها من زلازل وآفات وشرور تلوح لك منها الوردة والفراشة وحفيف الغصن بالمقابل والإنسان ينطوي في داخله على هذا الجدل الحي وليس من الصحيح أن يكتفي الفرد بسب الأقدار إذا لم تقف معه بل يسعى لفهمها وإن كان فهمه لها يعني تبعثره !
والإلهام رفيقي منذ عقود , أعرفه ولا أعرفه لأنه ذو دلال وكل يوم يتخذ هيأة مغايرة غير أنني في كل الأحوال لا أستطيع إلا أن أنسبه للحب وسماواته والرغبة الهائلة الشجية بعناق كل شيء من خلال طيف من نحب :

أفترحلين بدوني ؟
--------
أفترحلين بدوني ؟
أبداً ,
ستلقين الشذا متوسداً
خطواتك السكرى
بوَردِ حنيني ؟


أتسافرين وحيدةً ؟
كلا ,
فمن أيِّ الجهات طلعتِ تطلعُ مهجتي
مثلَ الفنار أمام رَكبكِ ,
إنها تهديك نحوي
في الصِّعابِ
ولا أبالي حين لا تهديني !


أتغادرين حزينةً ؟
كلا ,
فكلُّ فواكهي من أبعد الأقمار
تحملها لكِ الأنهارُ
محضَ مسرَّةٍ
وألذُّ فاكهتي خطابُ جنوني !


أتراهنين على اللقاء ؟
نعم ,
سينهض غابةً
جذلى بألوانٍ من الأفياء
حتى تمنحيني مجدَ كتفكِ هكذا
إغفاءةً
وهناكَ أحيا
حيث يغفو جبيني !
----
طبيعي ليس كل ما نحفظه من الأقوال هو شعر بالضرورة فهناك المقولات الفلسفية وهناك الحكم والأمثال ولكني أريد معك أن أصل إلى فهمي للشعر فأقول وأرجو أن أكون مصيباً في رأيي
من بين كل ما يطالعنا يومياً مما ينسب إلى الشعر أقول : كل ما لا يمكن حفظه من الصور والأفكار عن ظهر قلب وبفرح عميق ليس بشعرٍ سواء أكان موزوناً ومقفى أو منثوراً , والنص المفتوح أو قصيدة النثر والتي أكتبها جنباً إلى جنب مع قصيدة الوزن منذ بداية ثمانينيات القرن الفائت تعترض طريقها إشكالية تعويضها للموسيقى الخليليلة وما يستتبع ذلك من شروط يعرفها شعراء العمود والشعر الحر وهي تستطيع التعايش مع قصيدة الوزن إذا كفت عن إدعائها بأنها البديل الحضاري الأوحد ! وهذا الإدعاء هو إدعاء مَن أخذته العزة بالإثم فألقى على كل ما يكتب مسوح القداسة ! وقد كتبتُ عن هذا في العديد من المرات سواء عبر المقالة أو عبر القصيدة نفسها .
وخاصة مقالتي : قصيدة النثر وبوادر انتحارها ! والتي نشرتها في عدة مواقع مهمة قبل أربعة أعوام ومنها موقع دروب حيث أثارت لغطاً كبيراً وتعليقات وردوداً واسعة وخاصة من شعراء المغرب العربي وكُتابه مما حدا بالمحرر إعادة وضعها أعلى الصفحة الأولى ولسوء الحظ آنذاك حدوث عطل تقني في حاسوبي فألجمني !
ـــ وما هو الحل في تقديرك ؟
- الموضوع شائك بقدر ما هو واضح وأتخيل أن حساسية كُتّاب هذا الجنس الكتابي هي في عدم اعتراف الأكاديميات بما يكتبون كشعر وخوفهم من أن لا يُطلق على أحدهم شاعراً أو على إحداهن شاعرة , طيب هل كان الجاحظ شاعراً ؟ كلا , ومع ذلك تفوق في خياله عبر نثره القوي على العشرات من شعراء عصره إبداعياً ولم يقلل من شأنه أنهم لم يطلقوا عليه شاعراً فها هو اخترق التأريخ بجدارة والأمر نفسه مع أبي حيان التوحيدي وغيره لذا فالحل في تصوري يقع على عاتق كُتاب قصيدة النثر وكاتباته من المحترفين وذلك في عدم تهاونهم بالسماح لمن يسيء لهذا النوع من الأدب , وهم بالمئات , باستسهاله .
هناك الكثير من القصائد الرائعة والنصوص المدهشة التي نقرأها بين الحين والآخر ولكن بالمقابل تطالعنا يومياً نصوص غريبة في كثرتها ولا تعرف من أية غدد تخرج وأية إنزيمات تفرزها ! ورغم ذلك فأنت بالكاد تعثر على فكرة جديدة متميزة أو صورة مدهشة داخل نص عجيب في استغراقه وفي السياق نفسه نرى الشاعر الصوفي والفيلسوف الوجودي المجدد محمود البريكان الذي اغتاله النظام الإرهابي البائد , يقول : أنا أعتبر كل كلمة لا تعني شيئاً هي خيانة ...
فكم نحن محاصرون بالخونة إذن !
ويصدق الأمر طبعاً على قصيدة الوزن وما ذلك إلا لضآلة التجارب الحياتية
الروحية والمعرفية لشعرائها وشحوب مواهبهم وتواطؤ ما يسمى
بالنقد مع هذا الشكل من النظم كما تواطأ مع هذا السيل من الكتابات النثرية البليدة ومدحَها ومازال بالمجان
أنا لم ألق على قصيدة النثر ولا على قصيدة الوزن مسوح قداسة , نعم أحاول أن أبقى دائم التجديد ولكن هذا ربما لا يمنعني من أن أحترم تحديد نقادنا القدامى للشعر وتمييزهم له عن النثر وهذا لا يغمط حق النثر ولا يرفع من شأن الشعر فلكل ميدانه الإبداعي ولكني أحس أننا بحاجة ماسة إلى إدراك معنى التخصص
ـــ هل تجد أن هناك صعوبة في تقديم صورة واضحة عن المنجز
الشعري للشعراء العراقيين في المنفى ؟
- هناك صعوبات بلا شك ومنها الكثير من المبدعين المهمين لا يملكون من يدعمهم مالياً ولا من يروج لكتاباتهم بالشكل المُرضي وكذلك فإن الكثير من الذين يضطلعون بالكتابة عن هذا المنجز هم منحازون وما يزيد الأمر سخرية أن لهم رؤوس أموال جعلتهم يمتلكون دور طباعة ومراكز ثقافية ومؤسسات مهرجانات يدعون لها من يناسبهم من الأفراد ليقولوا في النهاية هؤلاء يمثلون الثقافة العراقية في المغترب وما علينا سوى قراءة نتاجاتهم لنتعرف على المنجز العراقي في المغترب !
ومع ذلك وقد أبدو متناقضاً أقول لم يعد هناك شعر الداخل والخارج أو أدب الداخل والخارج فالعالم كما نرى قد التحم مع بعضه والكثير من شعراء الخارج يزورون العراق باستمرار كما أن العديد من شعراء الداخل يسافرون لفترات قد تطول إلى هذا البلد أو ذاك وهذه عملية إيجابية ضرورية كما أرى من أجل التقاط مدى التغيرات وتمثلها لاحقاً .
ــــ هل لمكان ولادتك وطفولتك تأثيرٌ على قصائدك ؟
- نعم وطالما كتبتُ عن طفولتي وكتبتني هي على جدار من الألم والفرح ولكني وهنا العجب لم أعد أحن إليها بقدر ما استفيد مما تقدمه لي من أطياف ورؤىً كلما سرحت بخيالي متأملاً أسرارها مفكراً بأوراقها المتساقطة وكيف تعود إلى غصونها خضراء ثانيةً متسلقة الجذوع كالحلازين
هي غربةٌ
عني وعن كونٍ سمعتُ بهِ
ولم ألمحْهُ إلا من نوافذ جرحي ...
مالي عدا الطفلَ الذي قد كنتُهُ
والطفلُ يعثرُ في رداء الصبحِِ
والشمسُ باضت ضوءَها في السطحِ !
***
ــــ من أطلق عليك لقب راهب برلين وهل حقا إنك راهب يتعبد
في صومعة ؟
- من جميل ما قرأتُ عبارةٌ للكتاب الفرنسي أندريه موروا عن جريرة تأثر المبدع برؤية الناس للأشياء حيث يقول ببراعة : إن من يريد قيادة الأوركسترا عليه أن يدير ظهره للناس !
وأنا لا أدعي بأني أدير ظهري للناس فأنا حامل لأحلامهم وآلامهم بقدر ما أريد القول بأن هناك مغناطيسية هائلة تدفعني إلى العزلة والتأمل وربما كان حدس الصديق الأديب صباح محسن جاسم في مكانه حيث أطلق عليَّ صفة الراهب ! رغم أني إذا اعتزلتُ فأسحب العالم معي فهو في عزلة أيضاً !
وقد قلتُ في آخر قصيدة لي بعنوان خرير الفراشات :

تلك اعتكافاتي
لكنني اعتكفتْ معي الأكوانُ كلاًّ
فهي حيطاني وساعاتي ...
وحواريَ الثَرُّ الذي
مازال يخترق الجدارَ معي , ونافذتي
فلن آتي
إلاّ وتحملني الرياحُ
كما الحريرِ كما الخريرِ
وكنتُ أصغي
آهِ حتى دون إنصاتِ ...

ــــ أي هاجس ينتابك وأنت تسطر أبيات قصائدك بحضورها
الرومانسي الطاغي ؟
- ربما هو مشاعر الحب الكوني العميق والغرق في تياراته الملونة وهو أول ما يعريني عند الشروع بالكتابة ليُلبسني أثواب العاشق شديد التوهج والذي يحاول إقتناص الحكمة من هذا الجو في ذات الوقت !
وقصائدي وقصصي منذ أكثر من عشرة أعوام تأتي شفافة مرحة كثيرة التأمل جانحة للثناء وأعتقد أن هذا بسبب التصاق المرأة الصميم في مسامات حروفي وكياني ورغبتي الكبيرة في عناق الكون من خلالها !
ـــ هل تمكن شعراء المنفى من اثبات وجودهم على الساحة
الأدبية العراقية ؟
- بعضهم نعم , ولكني لا أعرف إلى أي حد .
ـــ وماذا عن حالة النقد الجاد اليوم وهل هناك
نقاد حقيقيون كالدكتور على جواد الطاهر والدكتور عبد الرضا علي وغيرهما من المنصفين ؟
- النقد !
لا شك أن الناقد يكون ناقداً لأنه عاشق كبير للكلمة الجميلة الشفافة الجديدة العميقة والمدهشة وهو لا يبالي من أي مصدر أتت وله رسالة جمالية ذوقية يريد نقلها للناس , والمشكلة هي أن العديد من النقاد الأكاديمين بات يعتبر هذا مثاليات أو ترفاً أو كماليات فهو عندما يريد الكتابة عن الشعر تراه وكأنه يقتدي بهذا السيل السائب من أدعياء النقد فهو لا يكتب إلا عن معارفه من الشعراء أو ممن له مصلحة مباشرة في تناول كتاباتهم وإذا كتبوا عمن لا تربطهم بهم صلة فهذا يدخل في باب ذر الرماد على العيون وكذلك فالعديد من النقاد الأكاديميين يفتقرون إلى الحس الشعري النقدي في الكتابة الشعرية فأنت لا يمكن أن تتحدث عن بودلير مثلاً وكأنك تتحدث عن جان جاك روسو أو إنك لا يمكن أن تتحدث عن نازك الملائكة وكأنك تتحدث عن علي الوردي وهذه اللغة النقدية التقريرية ذات المصطلحات الأجنبية التي تبعث على الملل تفسد متعة قراءة النص الشعري وفي السياق نفسه نرى أن عدداً معيّناً من خريجي كليات الآداب يباشرون ممارسة النقد بل وكتابة قصيدة النثر أيضاً ما أن يتخرجوا ! فهم لا يعرفون الصبر ولا يوسعون معارفهم وخبراتهم من خلال الإستمرار بالمطالعة والتوسع في المعارف المختلفة بل كما قلت يذهبون بعيداً مستفيدين من سهولة النشر ولهذا السبب وغيره لا نستغرب انسحاب العديد من النقاد المهمين وكذلك الشعراء المهمين والحديث يطول ... أنا أقرأ حالياً على مستوى النقد للدكتور عبد الرضا علي والدكتور عدنان الظاهر وأقرأ بعض الكتابات النقدية الجميلة لنقاد كرماء النفس غير معروفين
ـــ ربما هناك صفتان ملازمتان للشاعر الغرور والنرجسية ! هل توافقني أم لديك قناعة أخرى
لاحظي أرجوك , يبقى الشاعر نرجسياً مغروراً طالما أنه ليس لديه حظ من الحكمة وأما الذي يعتبر الموت هو الأب الروحي لكل عمل إبداعي كبير فهذا الشاعر لا يسعه إلا أن يسمو على مفردات الغرور والنرجسية وعبادة الذات
ـــ هل كتابة الشعر قدرٌ ؟
نعم كتابة الشعر قدر لأنها مرتبطة بالموهبة , والموهبة تنشأ مع الإنسان منذ نعومة أظفاره ولا تورث من الأعمام ولا تستعار من الكرام ! على حد تعبير عيسى بن هشام مع اختلاف الغرض , إذن فهي قدر ولكنه قدر فريد في الجمال والألم !
ـــ نعلم أن غربتك عن الوطن طويلة إحكِ لنا عن مراحلها على
مدى هذه السنين ؟
- أجبرتُ على ترك الدراسة الجامعية والإلتحاق بالحرب الكارثية , الحرب ضد الجارة إيران وما بين التخفي في بيتنا في بغداد وبيوت بعض الأصدقاء والذين كانوا رافضين للحرب مثلي وبين الإلتحاق ( نادماً ) كان قراري هو الهرب إلى إيران عابراً خطوط النار وكان ذلك في قاطع بنجوين عام 1984 حيث كنت في الرابعة والعشرين من العمر وفي إيران وتحديداً في أرودكاه كرج شمال طهران وهو مركز للاجئين العراقيين كانت لي فترات دموع حارة وصفاء نسبي في التفكير وهناك تعرفت على العديد من المثقفين العراقيين شعراء وأدباء وفنانين وعلماء والذين أصبح العديد منهم معروفاً كثيراً اليوم ومن طهران وبعد مرور عام وسبعة شهور استطعت النفاذ إلى أوروبا عبر دمشق التي بقيت فيها شهراً تقريباً بعد أن اشتريت جواز سفر مزور مع فيزا من
( كوجه مروي ) أو كوجه عرب وهي شارع خاص بالعراقيين في طهران يلتقي فيها كل أطياف العراق ومنهم بالطبع السماسرة والتجار والمافيات وحتى البعثيون
ــ كم بلغ عدد مجموعاتك الشعرية وعناوينها ؟
في العام 2004 صدرت لي مجموعتي الشعرية البكر ( السكسفون المُجَنَّح ) عن دار سنابل في القاهرة والتي أعدت طباعتها هذا العام .
أما في العام الماضي فقد استطعت طباعة أغلب مؤلفاتي السابقة
وهي كالتالي :
* أستميحك وردًا/ مجموعة شعرية/ سندباد للنشر - القاهرة 2010
* حديث مع ربة الشفاء / رواية بلغةٍ حديثة / دار الحضارة العربية - القاهرة 2010
* النهر الأول قبل الميلاد/ كتاب قصصي شعري/ سندباد للنشر - القاهرة 2010
* العالَم يحتفل بافتتاح جروحي / مجموعة شعرية / مؤسسة شمس للنشر – القاهرة 2010
* أعراض حفاوتي بالزنبق / مجموعة شعرية / سندباد للنشر - القاهرة 2010
----
كما أن لدي مجموعة شعرية باللغة الألمانية تنتظر الطبع بعنوان :
قلادة من جُزُر .
وأما عن مؤلفاتي الشعرية الجديدة والتي تنتظر أن أطبعها فهي :
1- بفضول اللبلاب أعدد شرفاتك
2- حروف مزمارية
3 – موشحات برلينية
ـــ ماهو رأيك بطبع الأديب العراقي لنتاجه الأدبي خارج
العراق ؟
- الأديب العراقي كان يطبع كتابه ويوزعه على أصدقائه ومعارفه عبر البريد وقرّاه طبعاً كانوا من العراقيين المغتربين ومن البلدان العربية وما زال الأمر كذلك رغم شيوع استخدام الإنترنت فلمسة الكتاب الحميمية باليد ما زالت تصرخ : إنني هنا !
وأما عني فلم أجد تجاوباً حقيقياً من قبل كتّاب المنافي مع كتاباتي لأني كنت وما زلت ضد ثقافة المؤسسات والتكتلات وكانت تلك هي السمة في الأعم الغالب !
وقد حسبنا أن الأمر سيتغير بعد زوال النظام الدكتاتوري ومع ذلك لنا أمل يتجدد بالأجيال القادمة .

كجوع الريح للمسافات
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*

أنا جوعٌ دون رحمهْ
أترى يرضيكِ أن
أطبخَ غيمهْ !؟
وأنا الفنانُ ,
والحبُّ ارتدى قلبيَ
والألوانُ من حولي
ولا أعرف رسمَهْ
فاصبغي قلبي بما يُكثِر من بسماتهِ
دوماً
كما تصبغُ وجناتِكِ بَسمَهْ
بعدَ هذا لا أبالي
يا جواباً كسؤالٍ عن سؤالِ
بل سأفترُّ هياماً
ومن الشهقات أبني لكِ خيمهْ !



#فاتن_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطة شيرازية
- وطن رقمي
- حلم في ليل كافكا
- الجليد الساخن
- هذيان الاسئلة
- ذاكرة الجدران
- سرير البنفسج
- لكل قبر زهرة
- رقص اخيرا
- نساء على قارعة الانتظار
- ذات ظهيرة
- هناك اضاع عينيه
- الموت بعيدا
- رحيل
- السيد الوزير
- أبعاد قسري
- ليلة الزينين
- أختطاف
- أمرأة الريح
- صباحات مألوفة


المزيد.....




- الحكم بسجن الفنان الشعبي سعد الصغير 3 سنوات في قضية مخدرات
- فيلم ’ملفات بيبي’ يشعل الشارع الاسرائيلي والإعلام
- صرخات إنسانية ضد الحرب والعنف.. إبداعات الفنان اللبناني رودي ...
- التراث الأندلسي بين درويش ولوركا.. حوار مع المستعرب والأكادي ...
- الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن الجابري - حوار مع الاديب والشاعر سامي العامري