نادر غانم
الحوار المتمدن-العدد: 3402 - 2011 / 6 / 20 - 11:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تدخل الثورة السوريّة شهرها الرابع دون كلل وبلا تراجع ضدّ نظامٍ رجعيّ وسائل حكمه خاوية أخلاقيّاً وأيديولوجيّته ورق نمى فوقه غبارٌ كهل.
ﻻ جديد, كُلنا يرى ويسمع ما يحدث.. ﻻ أحد يمتلك جرأة التصريح بالحقائق أو رمي المشاعر علناً. صمت عربي هائل الحجم – وضيع ومثير للخزي.
توضحت للجميع استبداديّة النظام السوري القائمة على تغليب المصالح الطائفيّة والتوريث العائلي والشخصي دون أي رادع يُذكَر, لكننا -وهنا بيت القصيد- لمْ نستكشف بعد مدى أو بُعْد استبداديّته حتى اللحظة.
ما يجب أن يؤخذ في الحسبان هو أن إصرار النظام السوري على البقاء في الحكم ورفضه أيّ نوع من التنازل ﻻ يدل فقط على طبيعة النظام الإستفراديّة ووحشيّة حكمه, بل أيضاً على خشية النظام من فضح مخاضاته ورهاناته السياسيّة سواء داخلياً أو خارجياً في حال سقط بالفعل. هذا يعني بأن النظام يحمل في طيّات مشروعه السياسي تفاصيل ذات طابع سِرّي تتعارض مع صورته الورديّة المُروّج لها باسم “الممانعة ضدّ المصالح الأمريكيّة والإسرائيليّة في المنطقة,” وذلك سيكون بمثابة فضيحة سياسيّة من النوع الثقيل. هذا ما يمكن به تفسير البارانويا الهائلة التي تضرب أركان نظام الأسد بطوله وعرضه.
الثورة السوريّة سوف تغيّر دراماتيكياً شكل ووزن الديبلوماسيّة الخارجيّة في الشرق الأوسط. وأهم سوف تحدّد وجهة “ربيع العرب” ومدى انتشار عدواه -إيجاباً-.
الإنتفاضة في سورية – مع تفادي عامل الزمن و حجم الدماء السوريّة الثمينة, ماضية نحو انتصارها. أمّا النظام السوري سيُقتلع من جذوره, وستطفو رواسب مستنقعه لنرى حينها وجه الممانعة الحقيقي (الذاتي فقط) لذلك النظام الفاشيّ.
#نادر_غانم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟