أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - حقائق خطيرة في الازمة الاخيرة















المزيد.....

حقائق خطيرة في الازمة الاخيرة


حافظ آل بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 3402 - 2011 / 6 / 20 - 11:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الازمة السياسية الراهنة في العراق استغرقت وقتا طويلا ولابد من حل سريع وجذري ومقنع لجميع الاطراف مع اتخاذ ضمانات لعدم العودة الى نزاع مماثل ، الازمة تخللها الكثير من كشف المظلوميات المفترضة لكن خطرها الحقيقي يتمثل بتآكل شرعية جميع الاطراف الداخلة في النزاع ظالمة أو مظلومة ووضعها في موضع المنتفع والمنهمك بمصالحه ، لذا اصبح حل المشكلة واجبا للحفاظ على مصداقية جميع الاطراف المعنية واعادة ارتباطها بالجمهور . يبدو ان اغلب الحلول التي استخدمت سابقا في حل مشاكل مماثلة كانت حلولا غير جذرية وتميل الى التهدئة وترقيد الانفعالات وتجاوز الازمة مؤقتا مع بقاء عوامل الاختلاف والتناحر لتستيقظ مع ابسط الاحتكاكات بين الفرقاء ، لكن الحلول الجذرية تتطلب مستوى عاليا من الصراحة والوضوح وتجنب الكذب ولعل ابرز ما في هذه الازمة شيوع الاكاذيب بين المتناحرين وعدم تراجع طرف او اكثر عن استخدام التزوير وكتمان الحقائق وقلبها ، وهو تعبير عن البعد الاخلاقي للازمة وما بلغه من مدى . وحتى لو تم العثور على مفردات مبادرة لحل جذري فهذا البلد يفتقر لوجود جهات محايدة تحضى بالثقة المطلقة المهنية او السياسية وقادرة على الترغيب والترهيب لتبني مبادرة ، وفي الدول الحديثة والديمقراطية يعد مجلس النواب الجهة المؤهلة لهذا الدور ، اذ يقوم باجراء تحليل لما جرى ويصدر تقريره ، بشرط ان يتخلى كل نائب ولو ليوم واحد عن التبعية المطلقة لحزبه وينتمي ولو ليوم واحد لقضية وطنه والناخب الذي اختاره ، ولو عمل مجلس النواب عبر لجانه المتخصصة بهذه الرؤية واراد ان يصدر تقريرا عن الازمة وخلفياتها ثم آثارها لخرج بعجائب مذهلة، تراجع دور مجلس النواب في هذه الازمة يعزى جزئيا الى ان اعضاء مجلس النواب ليسوا هم الشخصيات رقم واحد في احزابهم وليسوا اصحاب قرار فيها لذا فهم منقسمون في ولاءاتهم وقراراتهم بين الحزب والمجلس ، المراقبون المستقلون الذين يقدمون جهدا فرديا في المتابعة والتحليل ويتصرفون بحياد كامل ويقفون على مسافة واحدة من الاطراف المتنازعة يتوصلون الى نتائج خطيرة ، فقد يجد المراقب بعد التحليل الدقيق ان الازمة اثبتت هشاشة الوضع السياسي ، وعدم قدرة نظام الحكم على فرض سيطرته على البلد كنظام ودولة بعيدا عن اجندات الاحزاب ، اي ضعف الشخصية المعنوية للدولة العراقية الناتجة عن تأخر مأسسة الدولة ودوائرها المختلفة ، بحيث تستطيع ودائر الدولة فرض انظمتها على الافراد والاحزاب وليس العكس ، وبمجرد ان يحدث التراشق الدعائي بين الجهات المتخاصمة تتعطل الاطر الجامعة للدولة فيتلاشى مجلس النواب ويختفي القضاء العراقي وتنزوي القوات المسلحة بهيبتها المعهودة ويذوب مجلس الامن الوطني ويصبح الدستور في خبر كان ، ثم يلجا المتنازعون فورا الى التخندق الطائفي او العرقي ليقدموا صورة مخيفة لبلد يعيش ماقبل الدولة وما قبل الديمقراطية وما قبل المؤسسات ، هذه النتائج تهدم كل مايبنيه العراقيون في مجال الدولة الدستورية الموحدة وتساعد على التقهقر خطوات الى الوراء ، هذا الكابوس يتكرر لأتفه مشكلة ، كما تثبت الأزمة ظاهرة أخرى مذهلة في السياق وهي الخروج بانطباع سيء وصورة هزيلة لبعض القوى الوطنية العراقية ، حيث وضعتها الازمة في دائرة الاتهام بسبب اسخدام طرق مخجلة مثل الكذب والتزوير والبهتان والتقلب في المواقف وتفضيل المصلحة الشخصية واستخدام التهديدات ، فاصبح ظهر البعض منكشفا أمام سهام التسقيط ، والاسوأ من ذلك تصور بعض الساسة ان المواطن العراقي لايفهم ما يدور وانه قابل للاستغفال ، وهم لايعلمون ان الشارع العراقي بدأ يعتقد ان كثيرا من القوى الحالية يجب ان تتلاشى وتختفي وهي مجرد مفردة انتقالية في تاريخ هذا البلد الزاحف ببطئ نحو عصر آخر ، مزيد من العزلة والانزواء والانكماش اصابت بعض القوى الحالية ، والتي قد تواجه أزمتها بخطأ على خطأ عندما تتفتت متحولة الى مجموعة اشخاص كل منهم يحتضن مكتسباته الشخصية مبتعدا عن تنظيمه ، عندها سوف يتضح حجم الفراغ السياسي الذي تتركه القوى المتهاوية والذي لابد ان تشغله مبادرات تنظيمية جديدة مبنية على اسس وحدة الوطن وسيادة الدولة ، كما اثبتت الازمة الحاجة الماسة الى كيانات جامعة قادرة على ان تحظى بثقة الجميع ، كيانات او شخصيات لا تتخندق ولا تهدد ولا تلجأ الى غطاءها الطائفي او المناطقي عندما تدخل في أزمة ، الحاجة الى كيان او زعيم هاجسه العراق ويعمل بقيم مطلقة وسنده الجماهير التي اخذت تفقد الثقة بالجميع ، هناك فراغ زعامة ، التطور البشري في مجال الدولة يسير باتجاه بناء المؤسسات وفرز الشخصية الجامعة وقد تجاوز العالم بناء الدولة الموحدة الى دمج الدول وتكوين التحالفات الاقتصادية والسياسية والعسكرية القوية ، الدول التي مازالت في مرحلة الانقسام الداخلي يمكن تسقط تحت الارجل في المنظومة العالمية الجديدة ، ولا يمكن للعراق ان يصنف ضمن مستوى الصومال والسودان في هذا السياق ، الشعارات البراقة لا يمكن ان تخفي حقيقة ان الدولة العراقية الحالية عمليا هي اضعف شانا من الدول العربية التي تتساقط تباعا تحت ضغط التظاهرات ، دول عربية موحدة يحكمها الاستبداد ، العراق الحالي دولة غير موحدة يحكمها استبداد متعدد لقوى سياسية كل منها يحمل مخاطر دولة ديكتاتورية كاملة ، لذا يصح القول ان دولة مستبدة موحدة هي اكثر تطورا من دولتنا الحالية المؤلفة من عدة قوى مستبدة ! ولم تتوقف الازمة عند هذا الحد بل ادت الى تنشيط هاجس أو اوهام تبعية كل قوة سياسية الى دولة في المنطقة ، هاجس مدبر سلفا يريد الاقناع بأن العملية السياسية في البلد هي مجرد تجمع لمندوبي دول اخرى في العراق ، تبعية افتراضية تنطلق من مغزى نفسي وليس واقعيا ، وقد بدا المواطن العادي وكانه اكثر ثقافة ومعرفة ونزاهة وعقلانية من الساسة ، فهو يفكر بأفق اوسع ويفهم ما يجري غير متاثر بالحملات الدعائية التي توجه الراي العام كلا من زاويته ، فالجمهور شعر انه مغيب عن هذه الازمة وقد نسيت طلباته وازماته وتصدرت الواجهة مهاترات القوم التي لاعلاقة لها بهمومه بل استخدمت بعض المآسي والمظلوميات الشعبية بطريقة انتقائية دعائيا . هذا تقويم مختصر لنتائج الازمة لذا من الافضل الاسراع في الصلح والتفاهم ، والقضية ليست قضية مكسب حزبي او شخصي لاحد على الجميع النظر في افق اوسع ليدركوا ان الازمة السابقة واللاحقة والمتوقعة خطر يهدد الجميع ومعركة ليس فيها منتصر .



#حافظ_آل_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي صحافة وأي عيد ؟
- الصلح سيد الحلول
- وطن المهاترات
- تأملات فدرالية
- قرابين التوبة السياسية
- نهايات متعددة للمئة يوم
- بورصة الاعتقال والتهريب
- تحديات السلم الاجتماعي
- البراءة فوق الكفاءة والنزاهة
- 3 ملفات في دائرة التكهنات
- ثورات العرب وازمة الفكر
- محفوظات وطنية حول المذبحة
- طريقة ثانية لتقسيم الوطن
- بين الشفافية ونشر الغسيل
- دولتنا ... بداية كأنها نهاية !
- ملفات الخلاف الى اين ؟
- اباطرة السجون
- ملف لا يعجب الخطباء
- خبر واحد والف سؤال
- ابواق الفتنة وملف الانسحاب


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - حقائق خطيرة في الازمة الاخيرة