|
المجرمون همُ المتاجرون بآلام الشعب
ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)
الحوار المتمدن-العدد: 3401 - 2011 / 6 / 19 - 10:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
" حَدّث العاقل بما لا يُعقل فإن صدّقَ فلا عقل له . "
حاشا أن أكون مدافعاً عن المجرمين الإرهابيين القتلة ، الذين إرتكبوا المجزرة التي كانت ضحاياها المشاركون في زفة بنت الدجيل . إعترف المجرمون بأفعالٍ يندى لها جبين الإنسانية ، وبإسم الدين ، وأنّهم كانوا يؤدون الجهاد الإسلامي بقتل جميع الرجال والأطفال وإغتصاب وقتل جميع النسوة المشاركات في العرس وبالتالي إغتصابهم العروس بعد أداء الصلاة ، في حرم الجامع ثم قتلهم لها وزوجها ورميهما في النهر . لا ينتمي إلى الإنسانية مَن يشفع لهؤلاء ، وقد إعترفوا بجرائمهم ، والإعتراف سيد الأدلة .
إن كانت وسائل الإعلام الرسمية تعرض علينا هذه الأيام مسرحية إعترافات المجرمين ، مقرونة بنشر ملصقات جدارية في شوارع بغداد بكثافة تجمع أياد علاوي ببعضهم ، فإن العاقل يدرك أنّ وراء الأكمة ما وراءها ، ويدعوه إلى التساؤل عن أسباب إثارة هذا الموضوع الآن وبعد خمس سنوات من إرتكاب الجريمة ، إذ أنّ الجريمة كانت قد وقعت في عام 2006 وتم إلقاء القبض على رموز العصبة الإرهابية ، وكشفت أسرار الجريمة بتفاصيلها من إعترافاتهم في ذلك الوقت . فما الذي دعى الجهات المسؤولة إلى التكتم على كل ذلك خلال الخمس سنوات الماضية ، وما الذي حدث الآن ليجعل الحكومة تنشر هذا الغسيل القديم بهذه السعة ؟
منذ ساد الفكر الصدامي التآمري في ممارسة السياسة كانت عملية الإحتفاظ برهائن القوى السياسية الأخرى هي الورقة التي يلعب بها جميع الأطراف العاملة في الساحة السياسية . وإننا نذكر مناسبات التفاوض حول حل القضية الكردية ، إذ كان يسبقها تبادل رهائن بين الطرفين لتكون ضمانة على سلامة الوفدين المتفاوضين . وقد صادف أن إحتفظ صدام حسين بالرهائن كورقة ضغط على الطرف الآخر ، وحين لم تلبّى مطاليبه قام بإعدام الرهائن . هذه الأفكار الجهنمية الصدامية لا زالت تمارس كورقة ضاغطة لإبتزاز التيارات السياسية الأخرى . ومن الواضح أن المخاض الذي تمر به العملية السياسية بعد الإنتخابات العامة في السابع من آذار 2010 ، وما تبع ذلك من تآمر بعض القوى السياسية بلملمة صفوفها لتكوين كتلة سياسية أكبر من الكتلة السياسية التي فازت في الإنتخابات ، والإلتفاف على حقها الدستوري في تشكيل الحكومة ، فإن نفس العقل التآمري إستمر في منع إلتئام الوحدة الوطنية . وهذا ما أوصل التفاهم إلى طريق مسدود ، وبالتالي لجأت الحكومة ، وقد أصبحت بين مطرقة كتلة أياد علاوي وسندان الشعب المنتفض في ساحة التحرير إلى إستخدام ورقة الرهائن إستخداماً مزدوجاً . أولهما محاولة إسقاط أياد علاوي سياسياً بربطه بشخوص متورطة بمجزرة عروس الدجيل . وثانيهما إدخال عناصر من أزلام رئيس الوزراء بين المتظاهرين في ساحة التحرير والمطالبة بإعدام المجرمين علناً في ساحة التحرير ، بقصد حرف تلك المظاهرات عن جوهر مطاليبها المعلنة إبتداءً .
نحنُ ، كعراقيين غيورين على قيمنا الإجتماعية والإنسانية نستهجن أفعال تلك الزمرة الإرهابية المجرمة . وكأناس نؤمن بالقيم الحضارية ، نعلم أن إيقاع القصاص بأولئك المجرمين هو من مسؤولية القضاء العادل . ولكن شخص رئيس الوزراء ، قد أراد المتاجرة بهذه القضية . المتاجرة لكسب أكبر تنازل من الجهة التي ينتمي إليها هؤلاء المجرمون . المتاجرة بأعراض عراقيات بريئات وارواح أطفال أبرياء و رجال لم تكن لهم جريرة سوى المشاركة في عرس . خمسُ سنوات تسوّف من قبل الحكومة لأسباب غير مبررة ، مكشوفة لدى العاقلين . خمسُ سنوات لا يساق فيها المجرمون إلى المحاكم . والآن ، ولغرض في نفس المالكي ، تتسابق وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة لنشر إعترافات المجرمين ، من دون الإشارة إلى المسؤولين الذين طمروا المعلومات طوال هذه المدّة .
تُرى هل نظل نقصر إلصاق الإجرام بأولئك الإرهابيين فقط و ننسى مجرمين يحكموننا وهم المتاجرون بآلام الشعب ومصائبه من أجل أن يحتفظوا بكراسي الحكم ؟
#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)
Yelimaz_Jawid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العقوبةُ الرادعةُ
-
مُبَرّراتُ غزوِ العراق
-
صفحةٌ أخرى منَ الذاكرة
-
هَل جخيور خالدٌ ؟
-
مشروعُ قانون الأحزاب
-
صفحة من الذاكرة
-
الأكرادُ الفيليون ... إلى أينَ ؟
-
بناءُ الوحدة الوطنية
-
كُلّهم صدّامٌ .. وصدّامُ منهم
-
الحزبُ باقٍ
-
الثورةُ لا تُستَورَد
-
أنبذوا الإنعزاليّة وأدعوا للديمقراطية
-
رسالة ثانية إلى آية الله العظمى محمد اليعقوبي
-
التحليلُ الجدَليّ
-
حَذارِ من مفرّقي الصفوف
-
طبقةُ الفلاحين أساسُ بناء الديمقراطية
-
تذكير
-
شجاب الغُراب لأمه ؟
-
اللعنةُ ... المحاصصةُ
-
تواطؤٌ ... توافقٌ لكنهُ هزيلٌ !!
المزيد.....
-
بضمادة على أذنه.. شاهد أول ظهور لترامب بعد محاولة اغتياله وس
...
-
بلينكن يعرب لمسؤولين إسرائيليين عن -قلق بلاده العميق- بعد غا
...
-
الجيش الأمريكي: الحوثيون هاجموا سفينة تملكها إسرائيل في البح
...
-
نتنياهو أمر الجيش بعدم تسجيل مناقشات جرت -تحت الأرض- في الأي
...
-
فرنسا دخلت في مأزق سياسي
-
القوات الجوية الأمريكية ستحصل على مقاتلات -خام-
-
7 أطعمة غنية بالألياف تعزز فقدان الوزن
-
مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس.. كيف ينظر إلى الحرب بغزة؟
-
ناسا تنشر صورة لجسم فضائي غير عادي
-
الدفاع الروسية: إسقاط 13 مسيرة أوكرانية خلال 24 ساعة في عدة
...
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|