أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان يوسف رجيب - مظاهرات الحكام















المزيد.....

مظاهرات الحكام


عدنان يوسف رجيب

الحوار المتمدن-العدد: 3399 - 2011 / 6 / 17 - 19:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




لابد لنا أن نقف لتحليل التوجهات المتدنية التي يقوم بعض الحكام بهدف إظهار تأييد مريدون لهم للوقوف بوجه المعارضة العريضة في بلدانهم. نجد في هذا المضمار أمثلة في ليبيا واليمن وسوريا، وقبلا حصل في مصر وربما في تونس واللتين قامت فيهما ثورتاهما الرائعتان ونجحتا ولم ينفع حشد التأييد البائس الذي امر به زين العابدين بن علي وحسني مبارك.
إشترك في الجوقة الآن نوري المالكي محشدا مريديه ليهتفوا له ضد الجماهير التي تطالب بالإصلاح السياسي والإجتماعي وإنهاء مظاهر السوء الإداري والمالي، والمطالبة بالعمل والعيش الكريم وإنهاء المظالم.

ليس من الغريب على الحاكم في مركزه الإداري - السياسي أن يكون له مريدين، أولئك اللذين يكثر فيهم المنتفعين والخائفين، وهم عادة كثر. هنا نتوضح إن وجود مريدين للحاكم لا تعني بالضرورة إن هناك مؤيدين له ولتوجهات حكمه. لكن المؤكد إن من يخرج بمظاهرة ضد الحاكم مؤيدا الجهة المعارضة يكون أكثر صدقا في تأييد المعارضة، لأن التظاهر ضد الحاكم تعني التضحية، قد تكون بالنفس خصوصا في منطقتنا العربية والإسلامية، في وقت إن تأييد الحاكم قد تعني الحصول على مصالح وفيرة.

لماذا تخاف السلطات الحاكمة من مظاهرات الناس المنكوبة، ألا ينبغي على السلطات الحاكمة أن تقوم بكل ما من شأنه رد الحيف الذي لحق بالمواطنين وتقديم الخدمات وتثبيت حقوق الإنسان، وأن تكون مظاهرات المواطنين عبرة للسلطات لتلمس النواقص والأخطاء لكي يتم تلافيها. السبب الوحيد الكامن وراء الخوف من المظاهرات وبالتالي قمعها هو الإستمراء في غمط الحريات والتسلط على الناس والتشدد في إهمال مصالحها.

بالنسبة للحكم العادل الوطني تكون المظاهرات المجتمعية ظاهرة إيجابية لنواحي شتى ، فهي من جهة تشير للخلل الذي يقع فيه الحكم وضرورة التوجه لتداركه وتدل من جهة أخرى على الرأي الآخر الذي يمكن أن يكون محفزا ويأتي بالجديد المتطور في لمسيرة الدولة والشعب ، وكلا الأمرين إيجابي للحاكم الذي وضع خططه بإتجاه سيادة العدالة الإجتماعية والمساواة وسعادة المجتمع الذي يحكمه. حتى المظاهرات السلبية لأولئك اللذين يتوجهون بإصرار للطعن بسميرة الجماهير الهادفة للخير، فإن هكذا مظاهرات تفيد في تعرية توجهات القائمين بها وبالتالي عزوف الناس عنهم وعزلهم عن المجتمع.

نجد في الدول الغربية، ومنها التي تتمتع بشئ من الديمقراطية، إن المظاهرات هناك لا تقمع ويجري السماح للمواطنين بالتعبير الحر عن آراءهم، بل أن بوليس الدولة الذي يحيط بالمظاهرات يهدف لحماية حق المتظاهرين بالتظاهر وبنفس الوقت لمنع أي أعمال شغب قد يقوم بها البعض. هذا ما شاهدناه في بريطانيا مثلا، في مظاهرات كانت تدين الخروقات و التوجهات الضارة الحكومية، سواء في سلطة حزب المحافظين أو العمال. ويعود بعدها المتظاهرون إلى بيوتهم دون خوف من إعتقال أو إدانات أمنية. ورغم إن حكومة المحافظين لم تكن ديمقراطية وخصوصا في فترة حكم ماركريت ثاتجر، لكن المظاهرات الكثيرة الهادرة المناوئة لحكمها كانت تقوم على قدم وساق في فترات طويلة دون خوف وفزع قد يلحق بالمتظاهرين، حتى بالنسبة لنا نحن الأجانب اللذين كنا نشارك البريطانيين همومهم في التظاهر معهم حينما كنا طلابا.

حكامنا الجائرون والمتسلطون خائفون حتى من فكرة تعبير الناس عن إعتراضهم على ما يجري ضد المصالح العامة. لذا ينتاب الحكام الهلع والرعب فيعمدوا لقمع المظاهرات بكل ما أوتوا من قوة وشدة. وهذه ظاهرة عامة في منطقتنا وأهم ما يريدون هو إظهار إن حكمهم هادئ وليس ثمة ما يعكر الصفو ، وهو ما يحمل من الزيف الشئ الكثير.

التوجه القديم المستحدث هو تجنيد الحكام لمرتزقة وبعض مريدين للقيام بتظاهرات تأييد، زائفة، للحاكم لمواجهة مظاهرات المواطنين الصادقة المعبرة عن حقيقة مشاعرهم ضد الحكام. في هذا الجو المريض حشد القذافي مرتزقة وخائفين ضد مظاهرات الوطنيين الليبيين في محاولة ساذجة ليخدع الناس أن الشعب يريده ويحبه (!!) ومثله عمد على عبد الله صالح مع بعض مريديه كذلك ولتشارك قوى الأمن اليمنية في الصراع على إنها الجماهير المؤيدة لصالح. ودخل الآن حكام سوريا على الخط، فكان صراخ المجندين عاليا بحياة بشار الأسد. حملوا يوم الأربعاء 15 حزيران 2011 علما بطول ألف وثلاثمائة مترا (؟!!) وعرض 18 مترا, فقد تم إجبار الموظفين والعمال، خصوصا في مؤسسة رامي مخلوف السلطوية، للإلتحاق بالمظاهرة. كل ذلك للوقوف ضد مظاهرات المواطنين السوريين الشجعان التي عبرت بالدم عن رفضها للحكم السوري البعثي الذي خيم على البلاد عشرات السنين ناشرا الظلم الجائر والفساد المالي والإداري والفقر والتسلط الإرهابي على الناس. ولا زالت في الأذهان مظاهرات الزيف التي كانت تخرج لتدعو لصدام حسين وتفديه بالروح والدم، بينما الشعب يتضور بالمظالم والحريات تذبح وأموال البلاد تسرق والمفاسد بكل إتجاهاتها تنتشر وسقط المتاع من البعثيين يتسلطون على الرقاب.

تستطيع بطانة الحاكم الجائر أن تجبر أعداد كبيرة، نسبيا، من الناس لتجنيدهم على التظاهر حمدا وتألها للحاكم، العبرة ليست بوجود مريدين للحاكم يتظاهرون بإشارة من إصبعه خوفا وإستفادة بما يحصلون عليه، إنما العبرة فيمن يتظاهرون ضد الحاكم وهم يعرفون المصير القاسي الذي ينتظرهم جراء عداءهم للحاكم.
البعث الحاكم في سوريا مثل واضح في القسوة والعسف والإستهانة بأرواح الناس لمنع أي تململ أو إعتراض على سلوك الحكام، أعداد شهداء الشعب السوري زادت على الألف كثيرا، ولم يرعوي الحكام بل هم ماضون أكثر في عنفهم المنفلت من عقاله. كان صدام حسين وحزبه البعثي سيقوم بمثل هذه الجرائم، إن لم يتجاوزها، وعلنا لو قدر لأبناء الشعب العراقي القيام بمظاهرات ضد حكمه. هكذا هو البعث دائما، قسوة بالغة الشدة، وغطرسة فارغة، وتسلط وسلب لحريات الناس وأموال البلاد وفساد على كل الأصعدة.

العامل الأساسي لخوف، بل لهلع، الحكام العرب والمسلمين من مظاهرات المواطنين يكمن في أن كثير من هؤلاء الحكام جاءوا إلى السلطة بطريقة غير شرعية، بالزيف أو التآمر بالسيف، في وقت إن ما يملكه الواحد منهم هو عدم الأهلية والخبرة وضعف الوعي والوطنية. وهي أسباب جديرة بجعل الحاكم قلقا خائفا من أي نقد بأي طريقة كانت، كون مثل هذا النقد سيفضح خواء الحاكم وتدني وعيه، في وقت إن المزيفون من بطانة الحاكم يحيطونه بالهالة الكبيرة.

وهنا لا بد من القول: إن الجماهير المظلومة لا تخسر بتظاهرها سوى قيودها بينما الحكام يخسرون شرعيتهم والهالة المزيفة التي تحيط بهم.

إننا نقف بشجاعة لنقول للحكام إن من يخاف من مظاهرات المواطنين لا يستحق أن يحكم، ومن لا يستجيب لمطاليب الناس عليه بمغادرة السلطة حالا. فلا تنفع مظاهرات المريدين الزائفة، ولو نفعت لبقي زين العابدين وحسني مبارك في السلطة. والتأريخ سيرينا قريبا كيف سيغادر معمر القذافي و علي عبد الله صالح و بشار الأسد السلطة مطأطئي الهامات.



#عدنان_يوسف_رجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاقد الشيئ لا يعطيه: الحكام العرب يفتقدون للوعي والمصداقية
- تغيير في مسيرة الشعب المصري
- الأوضاع العربية الحالية ومؤتمر القمة القادم في بغداد
- وسقط نظام بن علي الدكتاتوري الهش
- ملاحظات حول مبادرة السعودية في الشأن العراقي
- قيمة الإنسان في شيلي وفي منطقتنا العربية والإسلامية


المزيد.....




- طائرة تعود أدراجها بعد محاولة راكبة فتح باب الطوارئ بالقوة ف ...
- بعد يوم من اختياره رئيسا للشاباك.. نتنياهو يدرس مرشحين آخرين ...
- اكتشاف هام.. تحديد هدف جديد لعلاج ألزهايمر
- نتنياهو يسحب ترشيح أدميرال سابق لرئاسة الشاباك
- -برفقة سليماني-... صورة أرشيفية للقيادي في -حزب الله- المسته ...
- قادة ووزراء غربيون ينددون بالحكم الصادر بحق مارين لوبان
- الجيش الإسرائيلي يطلق إنذارا أخيرا لسكان شمالي قطاع غزة لإخل ...
- التطورات العسكرية بالسودان.. قوات الدعم السريع وعناصر تابعة ...
- الخارجية الروسية: موسكو تعتبر التهديدات الأمريكية ضد إيران غ ...
- ماذا وراء التصعيد الإسرائيلي واستهداف ضاحية بيروت للمرة الثا ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان يوسف رجيب - مظاهرات الحكام