أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - العدميون في بلادنا














المزيد.....


العدميون في بلادنا


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1013 - 2004 / 11 / 10 - 11:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العدميون في بلادنا
(الحاضر القديم)
...الاستنتاج الوحيد المنطقي والمتعقّل، هو أن العرب بحاجة إلى أن يجدوا طريقة للتعبير عن هويتهم ومصالحهم في عالم ينشغل كل قطب فيه ببلورة هوية لم تكن موجودة قبل بضعة عقود أو سنوات، بينما يتجاهل العرب هوية وإرثاً وحضارة وتاريخاً شكّل لهم كياناً ولغة وثقافة ساهمت برفعة الإنسانية جمعاء. والبداية هي في أن يشعر كلّ عربي أنه مسؤول عن مصير هذه الأمة، وأن يفكّر بمساهمة فاعلة لوضع أمته في مكانها السليم بين الأمم، ولا توجد أسرار ولا مستحيلات، بل إيمان عميق بالهوية يترافق مع رؤية واضحة وعمل جماعي دؤوب يرتفع فوق الأشخاص والحدود. هذه هي الرسالة الهامة التي يمكن لنا أن نستخلصها من الانتخابات الأميركية وتوقيع الدستور الأوروبي.(خاتمة مقالة للكاتبة الوزيرة بثينة شعبان في الشرق الأوسط)
...لا يمكن أن نختتم قراءة المحتمل في المرحلة البوشية المقبلة، من دون فهم المرحلة المنصرمة من حكمه. فلا تخطئ العين ملاحظة أن بوش رجل ذو عزيمة وصاحب بأس لا يهاب اتخاذ القرارات الخطيرة مهما كانت الظروف المعادية المحيطة به. وقلة من الساسة يمكن أن يغامروا مثله بحرب في العراق، وحشد كل تلك القوات في وجه معارضة عالمية واسعة. أيضا لا يمكن أن نفهم حرب أفغانستان ومسلسل غوانتانامو إلا بفهم عقلية الإصرار التي نراها غلظة غير حضارية وعيبا أساسيا في طريقة حكمه، ويراها مواطنوه ضرورة لرجل المرحلة، وتوجوه رئيسا مرة ثانية بناء عليها(مقدمة مقالة للكاتب عبد الرحمن الراشد في الشرق الأوسط) المقالان منشوران بنفس العدد 8112004.
في كلا التيارين الصاخبين لا أجد نفسي,وإن كنت أميل إلى رأي عبد الرحمن الراشد وأشاركه في التوجه العام, الذي ينحو باتجاه الحوار مع الآخر والرغبة في معرفته.
المشترك بين خطابي عبد الرحمن الراشد السعودي وبثينة شعبان السورية, هو "المسكوت عنه" في الخطابين(السعودية وسوريا, بشرا وسياسة واجتماعا) المشترك بينهما كذلك"موقع الكاتب" المتعالي على الوجود الواقعي ليس للأفراد فقط, بل حتى على الدول, باختصار المختلف بينهما هو الموقف والميول الشخصية فقط, وفي الخطابين تكرار وتكريس لثنائية الصواب والخطأ التي تختزل الثقافة العربية بمجملها.
هل من أمل أو إمكانية فعلية لإنشاء خطاب مختلف,يستبدل العناوين,والكليّات بآخر يقوم على الواقعي المتعيّن والذي يمكن تحديده وفهمه, ولا يلغي الخطاب الأول, بل فقط يجاوره وحتى يعيش على هامشه!؟ هل هذا ممكن في الزمن الواقعي!؟

*
اخترت نماذج راقية من نصوص"المثقف الخارجاني" الذي ما زال ينتج الأفكار والقيم والممارسات أو على الأقل يحرس استمراريتها,والتي تقوم في جوهرها على طمس الوجود الفردي, وتعمل على تكريس وتعزيز الانفصال المتزايد بين التفكير والفكر واللغة والحياة,ذلك الانفصال أحد روافد العدمية في الثقافة العربية, حيث يتسع المكبوت والمسكوت عنه والمهمل والهامشي,تارة بسبب التعالي النظري عليه وغالبا بتجاهله وإنكار وجوده بالأساس,والنتيجة التي نعيشها وتصدمنا بشكل دائم طغيان ثقافة الموت, حتى في النصوص والمواقع التي تدعو صراحة للتفكير واحترام العقل.
الوهم اللذيذ بفهم العالم!يمثل عدمية متجددة,ويدرك عارفنا ومفكرنا وأديبنا ومثقفنا,بينه وبين نفسه في لحظة صفاء وصدق,انه عاجز عن فهم بيته و أهل أسرته, لا بل عاجزا عن فهم نفسه, وليس أسهل من الالتفات إلى العالم حيث لا حسيب ولا معيار. لو أجرينا إحصاء لما كتب في سوريا والسعودية عن الانتخابات الأمريكية مقارنة بما كتب عن البلدين,وقرأنا النتيجة بعقل محايد,لو يتم ذلك؟. الأغلبية الصامتة في البلدين كما في سائر البلاد العربية تابعت الانتخابات كما تتابع مباراة في كرة القدم.والتعليقات والخطب حول الانتخابات لا تختلف عن التعليقات الرياضية بعد المباراة.
أزعم أن الأغلبية الصامتة أو الخرساء تحتاج وربما تنتظر كلاما آخر يخصّها ويعنيها,أما كيف؟ فذلك ما أدعو سادتنا وأساتذتنا للتواضع قليلا والالتفات إليه.

*
العدمية قد تكون فكرا أو ممارسة أو موقفا, في التفصيل الجزئي أو في النظرة إلى الوجود,قد تكون في انسداد الأفق وانعدام الأمل,لكن ما يشغلني ويؤرقني, العدمية المباشرة والملموسة, التي تنتجها سائر مؤسسات ووسائل التعليم والإعلام والمتمثلة في تجاهل وإنكار الوجود الفردي(السوري والسعودي وجواره) الذي تحول إلى حطام, يتلاعب به تجّار الموت يمينا ويسارا.
سكان الطوابق العليا في بلادنا,نسوا وتناسوا أن الأقبية وسكانها هي مصدر عيشهم ورفاهيتهم الدائم, ويمكن أن تتحول إلى مصدر قسوة ورعب,واعتقد أن التحول الفعلي قد حدث وانتهى الأمر. الجحيم اليومي الذي يعيشه أفراد هذه البلاد:المرأة والطفل والفقير والمريض وكل مختلف,هو متغيّر وليس ثابتا أبدا, والنيران المشتعلة في الأقبية, صارت مصدر تسلية للمحرومين,ولا يمكن إطفائها إلا بتغيير قواعد اللعبة وأسسها, والسؤال متى يكفّ المثقفون الكبار في بلادنا عن ألعاب السحر والشعوذة!!؟

اللاذقية_ حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات مفتوحة
- في سوريا السعيدة
- خوف
- حول تجربة التجمع الليبرالي في سوريا
- كي لا ندفن فكرة وتجربة - التجمع الليبرالي في سورية - مرتين !
- بيتنا
- الموءودون
- لا صوت يعلو
- الوقف الليبرالي السوري
- الفردية والانتماء
- مكاشفة - الانتماء الحر رأي فرد عضو في التجمع الليبرالي في سو ...
- سؤال الوجود
- التجمع الليبرالي في سوريا
- حالات
- الليبراليون السوريون في الميزان
- نحن لا نتبادل الكلام
- الارهاب واليأس
- لا تتركوا الارهاب يخطف الاسلام
- المشي على القدمين
- المهرجان والانسان الصغير


المزيد.....




- إخلاء ركاب طائرة على جناحها بعد اشتعال النيران بمحركها في مط ...
- أحمد الشرع يستقبل -اتحاد علماء المسلمين- المدرج على قوائم ال ...
- النيابة السعودية تصدر قرارا حول مخدر -الشبو-.. إليكم ما يحصل ...
- سوريا.. جدل على مواد الإعلان الدستوري الجديد بعد توقيعه
- الزواج وتأثيره على الوزن.. دراسة تكشف مفاجآت جديدة
- بأدلة علمية وتاريخية.. عالم من ناسا يدحض نظرية -الأرض المسطح ...
- روسيا.. وضع برنامج حاسوبي لتحليل تخطيط القلب الكهربائي
- قضى 43 سنة في سجن صيدنايا.. أردوغان يكرم الطيار السوري رغيد ...
- الولايات المتحدة.. اندلاع حريق بطائرة ركاب بعد هبوطها (فيديو ...
- كيف يستغل ترامب الأوقات العصيبة؟


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - العدميون في بلادنا