|
دعوة لفاتحة وجيه عباس
حامد كعيد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 3395 - 2011 / 6 / 13 - 20:38
المحور:
كتابات ساخرة
المتوفى :الإعلامي والشاعر وجيه عباس – رحمه الله - المكان : سرادق ساحة التحرير ، سرادق أماكن تظاهر المحافظات العراقية . الزمان : أي جمعة ، الساعة العاشرة . الحضور : عشاق العراق فقط . منذ فترة ليست بالوجيزة ونحن نتحدث كمهتمين ومثقفين ونقول ، لماذا لا يكرم المثقف وهو حي ليرى حب الناس وتعلقهم به ؟ ، وحقيقة فقد بدأت الآن أكثر من محطة تكرم مبدعيها وهم أحياء ، إتحاد الأدباء والكتاب العراقيين ، نقابة الفنانين ، نقابة الصحفيين ، وأمثالهم كثر ، والتساؤل لم لم يكرم النواب الكبير وهو بآخر محطات عمره النظالي الكبير ، فقد كرمته قلوب عشاق العراق ، وعشاق الحياة قبل تكريم أية جهة رسمية أو غير رسمية ، ولم أرى أو أسمع أن أحدهم كرّم بأن أقيمت له فاتحته وهو حي يرزق ، وهناك طرفة حقيقية بطلها حلي صاحب ( نكتة ) من الطراز الأول ، أنه ( لطيف بربن ) جاوز عمره التسعين حاليا وأمد الله بعمره الجميل ، يقول لطيف رآني صديق لي وصافحني باكيا وهو يقول ( عيني لطيف أشكد بجيت عليك والله كالوا ميت والحمد لله شفتك طيب ومو ميت ) ، أجابه لطيف بسرعة بديهته المعروفة لجميع أبناء الحلة ، ( عيني هسه ميخالف ما جيت للجنازه ، مو أني واكف ثلث تيام أبفاتحتي ، جان أجيت وأقريتلي فاتحه الروحي ) ، ولغرض توضيح دعوتنا بخصوص مجلس الفاتحة لوجيه عباس نقول ، ما هي الفائدة لإقامة مجلس الفاتحة لوجيه عباس وهو شبه حي يرزق ، فائدتها أنه سوف يقف بيننا مكرما ليعرف ويتعرف على من أحبه ومن يكرهه ، وبالمناسبة فإننا منظمي هذا المجلس سنضع ( لا فتة ) كبيرة مكتوب فيها ( يمنع دخول الساسة جميعا لهذا المجلس ) ، متأسين بتلك ( اللافتات ) التي وضعت بعد التغيير مباشرة لمجالس الفواتح التي أقامها أبناء وأحفاد ضحية النظام البعثي المجتث والتي تقول ( يمنع دخول البعثيون القتلة ) ، وسبب منعنا للسياسيين دخولهم فاتحة وجيه عباس أنهم هم أنفسهم من قتلوه ، سنة وشيعة ، عربا وأكرادا وأقليات عراقية أخرى ، ولست هنا لجعل وجيه عباس رمزا عراقيا جديدا فوطنيته تنبي عن عراقيته وأصالته ، ولأني – وهو كذلك – أرفض أن أخلق أصناما جديدة نعبدها اليوم كما عبدت أصناما سابقا ، ونعلم أن هذه التماثيل آيلة للسقوط بأحذية ( أبو تحسين ) وغيره ، وهذه الموضوعة هي الثالثة التي أكتبها عن وجيه عباس ، دون سابق معرفة به إلا حب الوطن الذي جمعني وإياه ، وحين كتابتي للموضوعتين الأوليتين أتتني أكثر من رسالة تشد على يدي ، وأخرى تتهمني بالتعاطف مع بعثي سابق ، شكرت أصحاب الرسائل المؤازرة ، ونبهت أصحاب رسائل الاتهام الى أن وجيه عباس لم يكن بعثيا كما يزعمون ، ولم يمتدح طاغية العصر المقبور كغيره من عشاق موائد وجيوب الطاغية ، رغم مقولة قائد الجمع المهزوم والمجتث ( كل العراقيون بعثيون وأن لم ينتموا ) ، وها أنا أكتب موضوعتي الثالثة عن وجيه عباس - رحمه الله - وما أكثرهم أمثاله من العراقيين الشرفاء الطيبين ، يقول وجيه عباس بأن الساسة عاتبوه لأنه ( غسل) يديه بماء وعلى فضائية الفيحاء الرصينة ، وسبب ( زعلهم ) ليس أن وجيه عباس غسل يديه ، لأنهم يعرفون أن العراقيين جميعا قد غسلوا أيديهم من مثل هؤلاء وحماقاتهم وتعطشهم لشم ريح الخزائن العراقية المليئة ، بل جاء ( زعلهم ) لأن الغسل أتى على مرآى ومسمع الكثير ممن سوف يجرئهم وجيه بفعلته النكراء هذه ، وأقول لك يا أستاذ وجيه عباس ، أن غسلت يديك بماء فأنا قد غسلت يدي منهم وكما أقول في أحدى قصائدي التي عارضت بها الرمز العراقي الكبير النواب فأقول ( أبسبعة قوالب غسلت / صابون سبعه وسبعه / وخايف تسولف صحبتي / حاقد طموحه الرجعه / أشجم هافي يتشلبَه البخت / وبيده يطيّح ربعه / للفيل شدوله جنح / وبسمانه طار ورفرَف / والشاذي جا معله ربع / وللهجع يركُص بالدف / لا تظن بيبانك أدك / وعن طلبتك أتعفف / لا غرشه عندك لا تتن / لا أمزبنايه ولا لف / أيام المزبن كضن / دكضن يا أيام اللف ) ، نعم أيها السيد الجليل فهذا هو واقع العراقيون اتجاه أناس تسلقوا السلطة بغفلة من التاريخ والجغرافية والرسم والنشيد ، والأغرب من ذلك كله هذه اللحمة غير المتجانسة بكل شئ ، ذباح مع ضحاياه ، علماني مبتدأ مع أسلامي متطرف ، نزيه مع لص ومزوّر ، بعثي قاتل مع برئ مقتول ، فيا لصبرك يا عراق ويا لصبركم أيها العراقيون المبتلون ، وأنا للعراق ، وأنا له غير راجعون .
#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
( غرك الجذاب ومحد صدكه )
-
لا أدافع عن ( هناء أدور ) بل أنتصر لنفسي
-
روحي هامت
-
( كبل المئة يوم ، بشرى ساره )
-
( أسمع كلامك أصدقك ، أشوف أفعالك أستعجب )
-
الحكومة العراقية وبرلمانها يطلقان النار على المرجعيات الديني
...
-
( خل يا كلون !!! ما طول خالهم طيب )
-
عرض كتاب ( أضواء على الهروب من سجن الحلة )
-
للبيع !!! جنسية عراقية
-
لتبرهن القائمة العراقية عراقيتها
-
شذى البنفسج
-
مؤتمر القيام بالأعمال في محافظة بابل
-
من الجحيم الى الجحيم
-
من الهدم الى الهدم
-
( مغنية الحي تطرب )
-
بابل تستضيف الشاعر فالح حسون الدراجي
-
( أرحمونا لا يرحمكم الله )
-
من الصبر الى القبر
-
( الملح ما غزر ) و العاقل يفتهم
-
( وجيه عباس ) لسان ناطق فاقطعوه
المزيد.....
-
أسلوب الحكيم.. دراسة في بلاغة القدماء والمحدثين
-
الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم
...
-
التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
-
التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
-
بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري
...
-
مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
-
مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
-
مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب
-
الكويت توزع جوائز الدولة وتحتفي باختيارها عاصمة للثقافة العر
...
-
حتى المواطنون يفشلون فيها.. اختبارات اللغة الفرنسية تهدد 60
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|