|
علينا بمؤتمر كردي - سوري -
محمود عباس
الحوار المتمدن-العدد: 3395 - 2011 / 6 / 13 - 06:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تباين الآراء والمواقف واضحة في سماء الكرد " كمعارضة سورية " رغم المحاولات المضنية لتقريب وجهات النظر على الأساسيات منها، عديدة هي الجهات الفاعلة لحمل لواء هذه المهمة، ولا يخفى دور القوى الخارجية والوطنية في التلاعب بهذه الجهود، سلباً أو إيجاباً. لكن القوى الكردية السياسية بجميع فصائلها والثقافية بأطيافها والحركات الشبابية بشكل خاص، يخوضون غمار التناحرات بكل أنواعها، في الواقع الكردي من جهة والواقع السوري عامة من جهة أخرى، والنقاشات جارية، إن كانت على مستوى الحركة السياسية أو الثقافية أو الإجتماعية، لكن كل هذه النشاطات ستبقى في عزلة عن الواقع الفعلي إذا لم تتمكن هذه القوى الجلوس على طاولة للتحاور والتمهيد لبناء مفاهيم وأفكار تتلائم والتغيرات، ويركزون على مطالب متقاربة، على أن تعكس مبادئ ومفاهيم الحركات الشبابية، بكل مداركهم، للثورة ومستقبلها، لطرحها بقوة حين الظهور أمام الشعب الكردي أو في المحافل الوطنية أو الدولية. جرت عدة مؤتمرات للمعارضة السورية في الخارج، والذي لفت نظرنا ككرد في أغلبه، ليس ما نتج عنهم من قرارات، بقدر ما لفت أنتباهنا إلى حالة الصراع الكردي الكردي وآرائهم حولها، وصلت بعضها إلى حد التخوين من الجهتين، رغم أن تلك المؤتمرات لم تعكس سوى الفتات من مطالب الكرد، وعند بعضهم وصلت إلى حد التهميش لقواهم بكل أنواعها. رغم المحاولات المتكررة من الكرد والعديد من الإخوة العرب السوريين طَمسْ الثقافة السلبية والمغرضة التي كونتها البعث والسلطات الفاشية في سوريا، وإظهار القوى الكردية كمعارضة معزولة عن النسيج السوري، مختلفة وقائمة بذاتها، إلا أن الواقع الفعلي وما يتبين على الساحة الوطنية في الحاضر من الأيام، يعكس حقيقة مغايرة تماماً، وقد ظهرت هذه الحقيقة، من عدة أوجه في المؤتمرات التي جرت، ومن خلال الإعلام العربي والكردي نفسه أثناء تغطية مسيرة الثورة، وبشكل خاص مسيرات الشباب في شوارع المدن الكردية، ولا يستثنى لهجة الرفض من معظم القوى الكردية لطلب الرئيس بشار الأسد بالجلوس معه على طاولة التحاور في مثل هذه الظروف وتحت مظلة الأوضاع المأساوية التي خلقتها قوى السلطة بأنواعها في سوريا الوطن. نعلم تماماً بانه ليس من السهل القضاء على الثقافة التي زرعتها السلطة والبعث في المجتمع السوري حول الوجود الكردي وقضيته، كما ولن تتمكن القوى المعارضة العربية التخلص بسهولة من تلك الشوائب الفكرية التي غرزت في الإنسان السوري منذ وصول البعث إلى السلطة، وسوف لن تستطيع القوى الكردية تجاوز هذه المفاهيم المترسخة بين الشعبين، كما ولن يكون من السهل إزاحة تلك الترسبات الفكرية لدى القوى العربية المعارضة في فترة قصيرة، ومن الصعب بلوغ هذه الغاية بدون توحيد الجهود مابين القوى الكردية بشكل اساسي، وتقريب الهوة بين الشعبين. ما يحمد له أن النيات تتوضح على التوجه نحو إزالة هذه الشوائب ومحاولة التوصل إلى تقارب ما، على الأقل بأستمرار فتح مجالات التحاور والنقاش من مبدأ تقبل الآخر والتعامل بشفافية للوصول إلى نتيجة مرضية لأغلب الأطراف المعارضة، رغم وجود قوى عربية معارضة " ليست دينية فقط بل بعضها تدعي العلمانية " لا تزال متزمتة تجاه القضية الكردية وذلك تحت حجج متنوعة لا تتلائم والمسيرة الحالية للثورات في منطقتنا، وكأننا نرى من خلالهم طيف مفاهيم البعث عن الآخر، الكردي خاصة. لهذه ولغيرها من الأسباب الملحة الآن على الساحتين الكردية والسورية عامة، نجد بأنه من الضرورة الملحة إقامة مؤتمر كردي سوري شامل في الخارج، وقد درست فكرة هذه المبادرة من قبل " المجلس الوطني الكردستاني – سوريا " من كل أطرافه، على أن يشمل المؤتمر جميع أطراف الحركة الكردية في سوريا، السياسية والثقافية والمستقلين وأغلب أطياف الشعب الكردي، يوحدون فيها قواهم على بعض النقاط الإستراتيجية المطلوبة لهذه المرحلة، يؤكد فيه بأنه يقام لا لإقصاء شرائح المجتمع السوري الأخرى، بل لخلق بنية نوعية جديدة من التعامل والتفاهم والتقارب، مغايرة لمفاهيم ثقافة البعث العنصرية، بين القوى الكردية والعربية والأقليات الأخرى المكونة للمجتمع السوري، والمؤتمر سيكون لجمع كلمة الكرد على مثل هذه المبادئ، وتبيان حقيقة مهمة وهي أنه لا بديل عن الشارع السوري. كما ولا نستبعد دعوة بعض القوى العربية والأثورية كضيوف، حيث المؤتمر سيكون كردياً، يبحث في القضية الكردية والتعامل بين قواه، ومنها ينطلق للبحث في الثورة الشبابية السورية، وسويات التعامل مع القوى العربية المعارضة على اختلاف سوياتها ومفاهيمها ونظراتهم إلى القضية الكردية في سوريا.
د. محمود عباس الولايات المتحدة الأمريكية [email protected]
#محمود_عباس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أوباما يبحث عن المعارضة السورية
-
جدلية بين الإيمان والإيمان
-
مع من وعلى ماذا ستحاور السلطة السورية؟
-
ماهرالأسد للحجاج تقمصاً
-
فرض اللاإنتماءات على الكرد
-
ماهية الوطن و- الأنا - المقدسة لدى الأسد
-
هل سيلغي بشار البعث من الدستور، حفاظاً على السلطة؟
-
مقدمات ترحيل بشار
-
الصراع ضمن الثورات
-
للشنكال عهد مع الأزل
المزيد.....
-
رأي.. عمر حرقوص يكتب: وداعاً قصة -الحرة-
-
ترامب يصف جولة رئيس الصين بجنوب شرق آسيا بأنها فرصة -للعبث-
...
-
مبعوث ترامب: المحادثات مع إيران تركز على -التحقق- من برنامجه
...
-
الأول منذ 30 عاما.. اكتشاف مضاد حيوي يواجه سلالات مرض السيلا
...
-
من هو الداعية نبيل العوضي الذي سُحبت جنسيته الكويتية مرتين؟
...
-
عاصفة رملية تتسبب بأكثر من ألفي حالة اختناق، وإغلاق مطارات ج
...
-
بيربوك: -الموت حاضر في كل مكان في أجزاء واسعة من السودان
-
وارسو: لا مساعدة لأوكرانيا دون أن نتربح منها
-
فرنسا تقدم مساعدات للجيش اللبناني (صور)
-
مراسل RT: مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في جنوب لبنان
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|