أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلدون الأسود - الموت أو المذلة أو وحدة المعارضة السورية














المزيد.....

الموت أو المذلة أو وحدة المعارضة السورية


خلدون الأسود

الحوار المتمدن-العدد: 3394 - 2011 / 6 / 12 - 09:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الموت أو المذلة أو وحدة المعارضة السورية
لم يبق الفساد الإداري و والده التغول الأمني في سوريا أمراض عرضية, بل أصبحا العمود الفقري لعلاقات إنتاج فوقية تمكن الطبقة المسيطرة (المالكة للوطن, سوريا الأسد) من معدلات ربح تفوق أعتى الأسواق الرأسمالية, وبسبب علاقة السيطرة التملكية تحول المجتمع السوري إلى مجتمع عبودي من نوع جديد, ربما هذا ما يفسر سلوك النظام قبل انتفاضة الحرية و الكرامة و ردة فعله بعد انفجارها, يوحي جنون النظام الأمني أنه يتعامل مع الانتفاضة كعصيان "عبيد", فهو يتصرف كمالك لا كقائد. و بما أن الفساد الإداري و التغول الأمني لا ينتجان بضائع عيانيه بل يختزلان إنتاج الثروة إلى النهب المجرد عن العملية الإنتاجية الطبيعية, تصبح الدولة الراعية لهما مافيوزية بامتياز, أي أن القمع العاري (كسر العظم) و الإذلال أهم وسائل إنتاج الثروة, من هنا يكتسب شعار الموت و لا المذلة أهمية خاصة كونه يجرد السلطة-المافيا من أهم أدوات جمع المال, أي خوف العبيد الدائم من انتقام رجال المافيا-السلطة. فإذا استعرنا التحليل الماركسي بتصرف, نستنتج أن علاقات الإنتاج المافيوزية أصبحت لست معيقة فقط لتطور قوى و أدوات الإنتاج أي المجتمع بل مدمرة لها موضوعيا, أي أن استمرار النظام السوري يتعارض مع نشوء عملية اقتصادية حقيقية تعتمد على إنتاج فضل قيمة ما يمكن المجتمع من مراكمة ثروات تساهم بإعادة إنتاجه كمجتمع لا كعبيد منفصلين عن بعضهم بحواجز الخوف. لذلك يجب أن تسقط كل المراهنات على قدرة النظام أو بعض أجزاءه على الإصلاح.
لقد مر حتى الآن قرابة 3 شهور على انتفاضة الحرية و الكرامة في سوريا, سطر خلالها الشعب السوري ممثلا بشبابه بطولات أسطورية و رفعوا شعارات الحرية و الوحدة الوطنية بطريقة سلمية. و بدا واضحا أن النظام السوري عاجز عن تجاوز شروط نشأته و بنيته الآنفة الذكر ليتمكن من طرح حلول سياسية تؤدي إلى إعادة السلطة إلى الشعب, المصدر الوحيد لكل السلطات. بسبب الغباء الاجتماعي و السياسي و بسبب موقفه التملكي المتمترس خلف مصالحه الضيقة, لا يمكن للنظام السوري أن يتكيف مع إصلاحات تضمن وجود واستمرار الحراك المجتمعي, و تعيد بناء ما دمره الاستبداد خلال ما يقارب خمسة عقود, أي البنى الضرورية لنهضة تضمن المصالح الجمعية و الفردية في سوريا و تعيد التناقضات الجدلية في المجتمع السوري إلى حلبة الفعل السياسي و سلطة الضبط القانوني بدل العسكري.
بدأت تظهر مؤخّرا تحركات تحاول تجيير التضحيات الجسام التي دفعها الشعبُ لمصلحة تيارات تدّعي تبنّي الحرية بينما تتبنى نظرية الحاكمية الإلهية التي تتعارض مع مشروع انتفاضة الكرامة و الحرية الطامح إلى بناء الدولة المدنية, و تيارات أخرى لا يضيرها أن تتحالف مع الشيطان نفسه و أن تجلب الدب إلى كرم الشعب إذا كان سيأكل النظام. و بنفس الوقت يسعى النظام لخلق صراع طائفي يمكّنه من الاستمرار حتى و لو على جماجم الآلاف من أبناء شعبه و يفقد انتفاضة الحرية و الكرامة حصان التفوق الأخلاقي و سلطان المبرر التاريخي. استطاع النظام بقصد و أصحاب الحاكمية و حلفائهم الموضوعيين ربما بدون قصد ان يخلقوا لا حالة تواطؤ بل حذر طائفي جعلت فئات كثيرة تتحسب من الدخول في صف أيِ من الطرفين: الشارع المنتفض من جهة و النظام من جهة أخرى. و استطاعت الانتفاضة خلال فترة وجيزة بفضل الفعل الثوري أن تعيد إنتاج اللحمة الاجتماعية الضرورية لعودة المجتمع إلى حراك مدني يؤهب لحراك فوقي سياسي يطيح بالاستبداد بدون رجعة. و بسبب التعارض الحتمي بين استمرار النظام السوري بشكله الحالي والوحدة الوطنية والانخراط المدني، شن النظام حرب (يا قاتل يا مقتول) على الشعب السوري و لجأ إلى العنف- كسلاح أوّل وأخير - منذ البداية تحت راية (عليّ و على أعدائي) غير آبه بما ستحدثه استقالة الدولة من جميع وظائفها المدنية من شروخات قد تهدد الكيان السوري بماهيته حتى الجغرافية منها. في ظل آلة الحرب التي أشهرها النظام بما فيها التشبيح الإعلامي و العسكري الأمني، و بسبب تقطيع أوصال البلاد و قطع الإتصالات لم تستطع حركة الاحتجاجات أن تواصل تطورها الطبيعي نحو إفراز قيادات مدرّبة لتقود اعتصاماتِ و عصيانا و إضرابات و تنظيمِ ينتجُ عنه إتحاد رتم الحركة و اتساعها الذين سيؤديان بالضرورة إلى رجحان كفة الشعب و خروج النظام مهزوما. هذه المراوحة الثورية خلقت فراغا سياسيا موضوعيا تحاول أطراف عدة ملؤه, و يهدد بفقدان البوصلة الثورية و ما سينتج عنه طغيان ردود أفعال مساوية للفعل العنفي السلطوي أخلاقيا و تدميريا.
بدأ الكثير من شباب الثورة من داخل سوريا وخارجها يطالبون بخلق منارة تتجه نحوها أبصارهم و تشكل البديل الذي سيقطع الطريق على محاولات حرف الثورة عن مسارها, و يكون من أهم مهاتها تأطير الجهد الثوري و المقاوم العفوي بفعل جمعي ينتج حركة ثورية تصاعديه تعيد تأكيد المبادئ الثلاث: سلمية, لاطائفية بدون تدخلات خارجية. لذلك شئنا أم لم نشأ ، أصبح من الضروري و بدافع المسؤولية التاريخية أن تجتمع كل التيارات التي توافق على المبادئ الثلاث السابقة – من الداخل والخارج -, تحت سقف هذه المبادئ, من أجل خلق بديل ثالث للموت و المذلة.



#خلدون_الأسود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شرطة تحضر للتحقق من معاملة رديئة لخيول لتكتشف ما هو أسوأ بكث ...
- وزارة العدل الأمريكية تتهم تيك توك بجمع بيانات حساسة للمستخد ...
- استئناف محادثات وقف إطلاق النار في غزة الأسبوع المقبل، وأوام ...
- زعيم المعارضة الألمانية يدعو للاستعداد جيدا لاحتمال فوز ترام ...
- المافيا الهولندية تتمدد في ألمانيا والسلطات تدق ناقوس الخطر ...
- قتلى ومصابون جراء تصادم 13 سيارة بالسعودية (فيديو)
- زاخاروفا: افتتاح أولمبياد باريس فشل ذريع واستهزاء مثلي بالمق ...
- الدفاع التركية: دمرنا 25 هدفا بغارات جوية شمال العراق
- رغم مرضها النادر.. سيلين ديون تغني بأولمبياد باريس وترودو يع ...
- غزة: إسرائيل تقصف بـ3 صواريخ مستشفى ميدانيا بمدرسة تؤوي نازح ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلدون الأسود - الموت أو المذلة أو وحدة المعارضة السورية