أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح عوض - طال أسر القدس..فمن ينقذها؟














المزيد.....

طال أسر القدس..فمن ينقذها؟


صالح عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3391 - 2011 / 6 / 9 - 16:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طال أسر القدس..فمن ينقذها؟
صالح عوض
اربع واربعون عاما على سقوط القدس أين نضع هذا اليوم الاسود في تاريخنا هل نضعه مع سقوط الاندلس امام الروح الصليبية العنصرية ومحاكم التفتيش ؟ ام نضعه مع سقوط القدس على يد الصليبيين وذبحهم لعشرات الاف المسلمين في باحات المسجد الاقصى؟ ام مع مجازر الفرنسيين في الجزائر ومجازر الامريكان في العراق؟
مع بشاعة جرائم الصليبيين والامريكان الفظيعة الا ان سقوط القدس في جوان 1967 كان هو الاعنف ..لانه كان عنوانا لهزيمة الامة كلها على اكثر من صعيد لم يكن يوما مأساويا حزينا فقط ..انه يوم انهارت فيه الانظمة وجيوشها وتكشفت لها اوهام مشاريعها وسراب اهدافها عندما استبدلت منهج الامة وقيمها فسلمت مسجدها الاقصى لاعداء لايرقبون في مؤمن الا ولا ذمة..سقوط القدس يعني بداية مرحلة لازالت مستمرة حتى الان وكل ما لحق بها من كامب ديفد ووادي عربة واوسلو لم يكن سوى نتاجا طبيعيا لتلك النكبة الساحقة.
سقط الاندلس ومع عميق الوجع الذي لايزال ينغص على ارواحنا الا انه سقوط في الاطراف ..وسقط القدس على يد الصليبيين فيما كانت مؤسسات الامة واحدة واصيلة ولم تكن ثقافتها قد شوهت وشريعتها قد استبدلت وهويتها قد تبعثرت فكانت وحدة الامة حاضرة في مكوناتها الاساسية حاضرة ليقود صلاح الدين الكردي عملية التحرير ..ولم تكن محاولات الفرنسيين رغم بشاعتها وعنصريتها الا عملية عبثية على هامش التاريخ اذ ظل الشعب الجزائري هو الحاضر الاقوى رغم عمليات الطمس الجهنمي وفي العراق لم تستطع جيوش امريكا تغيير الجغرافيا واستبدال قيم المجتمع ورغم نهر الدم المتدفق الا ان العراق بقي هو العراق ..
اما يوم 5 جوان 1967 فلقد كان يوما استثنائيا في تاريخ الامة ..فهنا بدأت مرحلة تاريخية جديدة للعرب..هنا انكسرت مقولة التحرير الشامل لفلسطين وهنا انتهت مقولة ازالة دولة اسرائيل من الوجود..وهنا اصبحت فلسطين هي حدود قطاع غزة والضفة الغربية على احسن احتمال بل صارت القطاع والضفة الغربية مع بعض التعديل في الحدود..وذلك بعد ان انسحب النظام العربي من المعركة ووقع الاتفاقيات مع العدو الصهيوني تاركا فلسطين كلها بارضها وشعبها ومقدساتها خلف ظهره.
هناك حقيقة غائبة اثناء الحديث عن نكبة ال 1967 تلك المتعلقة بحرب الاستنزاف التي تساندت فيها الجيوش العربية لاسيما على قتاة السويس للاثبات لاسرائيل وامريكا ان الامة لم تنهزم وبالمناسبة صدر كتاب اسرائيلي مؤخرا تحت عنوان "جنود تحت خط النار" وضعه عسكري اسرائيلي يصف فيه حالة الجنود الاسرائيليين اثناء حرب الاستنزاف ويقول الكاتب الذي عاش المرحلة ان معنويات الجنود الاسرائيليين كانت في الحضيض بل ان الامر امتد الى طلاب المدارس الثانوية الذين رفعوا اصواتهم المستنكرة للحرب تحت ازيز الرصاص والعمليات العسكرية المصرية وارتفع صوت الجنود حول جدوى السيطرة على سيناء.. وهنا نعود الى التمييز من جديد بين مقولة التمسك بالحقوق والثبات عليها ومقولة ليس بالامكان ابدع مما كان..
لقد تنفست اسرائيل الصعداء عندما حيدت مصر من الصراع العربي الاسرائيلي وجمدت الجبهة السورية ووقعت اتفاقية الصلح مع الاردن ..وظنت اسرائيل انها ستطوح بالفلسطينيين ارضا بعد اوسلو وتوزعهم شذرا مذرا على بلاد الناس ..فانشبت جرافاتها مخالبها في الارض والمقدسات والبيوت .
المهم اننا الان في مرحلة جديدة يصاغ فيها المجتمعات العربية من جديد بعيدا عن الانماط التفسيخية السابقة حيث عمد نظام الحكم في الوطن العربي الى تفريق المجتمع الى مكونات بجائية جهوية ومذهبية واتجه نحو تكريس حالة التوتر والقلق والخوف بين كل فريق واخر ..وهكذا تكون الامة قد حققت انجازها الاستراتيجي انها خرجت من حالة التشظي الى واقع انساني يقوم على حق المواطنة ومسئولياتها وهنا نكون قد اقتربنا من فلسطين اقترابا حقيقيا ..اننا بالحريات السياسية وببناء مجتمعات متينة وحقيقية نكون قد وفرنا شرط العمل السليم في تجاه استعادة لياقة الامة وقيامها بادوارها المحلية والدولية.
مالم تعرفه اسرائيل ولن تستطيع ان تعرفه ان فلسطين والقدس تاجها تعيش في وجدان 300 مليون عربي ومليار ونصف مسلم قضية اولى ومقدسة وهي الحي المتجدد ولن يستطيع الصهاينة ان ينعموا بالامن طالما استمر العدوان على الارض والمقدسات والشعب في فلسطين..وما الثورات العربية الا بشارة الازمنة القادمة.



#صالح_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى يكتشف الفلسطينيون من هو العدو؟!!
- عندما تتكلم الجزائر عن فلسطين
- إسرائيل تروج مزاعم عن تنامي القوة العسكرية للجزائر!


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح عوض - طال أسر القدس..فمن ينقذها؟