أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - قاسم حسين صالح - بطلا تسونامي العرب














المزيد.....

بطلا تسونامي العرب


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3391 - 2011 / 6 / 9 - 11:17
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


بطلا ..تسونامي العرب

أ.د.قاسم حسين صالح

كل الثورات الكبيرة في التاريخ ارتبطت بأسماء اشخاص..زعماء..قادة.. ابطال،الا تسونامي ثورات العرب (يناير،فبراير..، 2011) ما كان لها قائد في المشهد المرأي. لكن بطليها الحقيقين شابان فقيران..عاديان جدا، الأول بائع خضار راح يشكو حاله الى الحكومة لتساعده في قوت أسرته، فصادرت بضاعته ودفرت عربته برجلها شرطية مع صفعه بيدها الى وجهه مصحوبة بتحقير ومسبّه.
ولأول مرّة في تاريخ ثورات العالم،تشعل حالة انتحار بالنار لهيب ثورة احرقت قصور حكّام عاهدوا السلطة ان يبقوا فيها مترفهين الى يوم يخصّهم عزرائيل بالزيارة..فهربوا من قصورهم مذعورين ملعونيين في (جمعات) كانت سودا" على الظالمين بيضا" على المظلومين.
ذلكم هو "بوعزيزي" الشاب التونسي الذي احرق نفسه في 17 كانون الأول/ديسمبر 2010 ،والمعروضه عربته الآن للبيع بالاف الدولارات..وما كان يدّخر منها في السنة دولارا واحدا!.
كاد حدث احراق بوعزيزي لنفسه ان لا يذكر أصلا، فقبله انتحر كثيرون، وأصيب بالجنون كثيرون، وأودع المصحات العقلية مثقفون وشعراء وفنانون ومناضلون، كان الجاني بهم حاكم عربي مستبد..وكانت ادواته شرطة سرية وأمن مخابراتي جرى لهم غسيل للضمير والاخلاق نظّفهم تماما من كل ما هو انساني، حتى صار فعل الشر عندهم سلوكا عاديا، بل واجبا وطنيا!.
وكاد حدث الشاب بوعزيزي ان يمر عاديا لولا شاب آخر كان عاديا مثله يسكن عبر المحيطات اسمه مارك زكربيرغ، لم يكن يملك عملا ايضا لكنه يمتلك عقلا يعادل وزنه ذهبا، بل هو يساوي الآن 45 مليار دولارا!.
كان مارك هذا هو مؤسس الفيسبوك، ابتكره اصلا" لاحساسه بأن منغصات الحضارة جعلت الناس تعيش حالة اغتراب نفسي واجتماعي وأنهم صاروا بحاجة لوسيلة سهلة للتواصل الاجتماعي..وما درى ان اداته هذه ستصبح اقوى واوسع واسرع واسهل اداة في تاريخ التحريض على الثورة.
ففي الثورة الفرنسية(1789) كانت الصحيفة اداتها،التي لا تصل الا الى الآف، وكذا كانت جريدة "الشراره" في ثورة اكتوبر 1917. وأذكر ايام كنت في وارشو عام (1982) كانت غدانسك توزع المنشورات بشوارعها، وكذا كان المنشور السياسي هو اداة التحريض عندنا، ثم تطورت الى جهاز لا سلكي يوضع على قمة جبل ويطلق على نفسه "اذاعة" لا يعبر مدى ارسالها مائة كيلو مترا.
كل ادوات الثورات السابقة كانت مسافاتها اعداد كيلومترات وتعداد مستقبليها الآفا،الا الفيسبوك..عبر المحيطات ومستقبلو رسائله مليارات!..معظمهم شباب بثقافة وطموحات تختلف عن ثقافة وطموحات انظمة حكم صارت خارج الزمن.
وما كان لعزيزي ومارك ان يكونا بطلا تسونامي ثورات العرب لولا ان الحكّام افرطوا في افقار الناس. فالفقر هو محرّك كل الثورات بالتاريخ، اذ يمكن للناس ان تصبر على استبداد الحاكم اذا كان عادلا"، لكن ان يكتنز المليارات ويعيش حياة خرافية عشرين ثلاثين واربعين سنة وشعبه يشقى، فان تراكم كبت القهر والشعور بالحيف يملأ "الحوصلة" فتنفجر بغرزة أبرة..وكانت "عربة" بوعزيزي الأبرة التي فجّرت "الحوصلة العربية". وكان مارك هو الذي اوصل الصرخة التي صاحت بالعرب ما نادى بهم امامهم قبل الف سنة:(عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه) فصرخوا..وأدهشوا العالم بما يصعب تصديقه!.
اليس بوعزيزي ومارك هما بطلا هذا التسونامي المبارك..وان علينا ان نقيم لبوعزيزي تمثالا بميادين التحرير وساحات التغيير في عواصم العرب..فثمة تسونامي عربي يتكون الآن قد يوقظه بوعزيزي آخر ليطيح ليس بحكّام ظالمين بل بحكومات فيها من يجهل أن فساد الحاكم أشدّ من ظلمه في اثارة الشعور بالحيف..وأقسى على الناس حين يشرعن ديمقراطيا!.

[email protected]



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون..وشخصية (اما..أو)
- الشيزوفرينيا..هل هي قدر المثقف الأصيل؟!
- الشيزوفرينيا..مرض وراثي أم ضريبة الحضارة؟
- انتحاري الارهابي...ابن السلطة العربية
- سيكولوجيا الفساد في العراق
- التحولات السيكولوجية في الانتخابات العراقية (2-2)
- التحولات السيكولوجية في الانتخابات العراقية من سيفوز في عام ...
- آخر القمم..أولها
- أبو ليله..و..عادله خاتون
- مظفر النواب..من القلعة الخامسة الى هافانا (لمناسبة مربد 2011 ...
- ثقافة القبح
- مهور الديمقراطية..وخطاياها
- تسونامي..للمثقفين العرب
- الأخصائيون النفسيون العرب ..والسياسة
- الحكّام أم الشعوب..مرضى نفسا؟!
- غباء السلطة ..وخطاياها
- تحليل سيكولوجي لشخصية ونهاية معمر القذافي
- قراءة أولية في مظاهرات جمعة الغضب العراقي
- الحقيقة..دائما عدوّة السلطة!
- في سيكولوجيا الثورة المصرية


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - قاسم حسين صالح - بطلا تسونامي العرب