أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - زهور محطمة لجيم جارموش2005: عندما يرتاح جارموش من عناء الأسئلة والإشكاليات














المزيد.....


زهور محطمة لجيم جارموش2005: عندما يرتاح جارموش من عناء الأسئلة والإشكاليات


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3390 - 2011 / 6 / 8 - 21:43
المحور: الادب والفن
    


زهور محطمة لجيم جارموش2005: عندما يرتاح جارموش من عناء الأسئلة والإشكاليات
فيلم زهور محطمة للمخرج الأمريكي جيم جارموش الحاصل على جائزة لجنة التحكيم الكبرى لمهرجان كان عام 2005 ومهدي لروح الفرنسي جون استاش السينمائي صاحب الأربعة أفلام
(أهمها الأم والعاهرة) والذي مات منتحرا.
يشكل هذا الفيلم نقلة نوعية بالنسبة لهذا المخرج صاحب الرؤية السينمائية الجادة المصاحبة لأفكار فلسفية وثيمات مسرحية وأحيانا اسكتشات ...فالفيلم مختلف تماما عن أي فيلم سابق حققه هذا المخرج(صاحب الرائعة فيلم رجل ميت) فالفيلم يقوم على حكاية بسيطة وقد تكون مكررة ويعتمد فيه على أسماء كبيرة على شاكلة بيل موري وشارون ستون وجيسيكا لانغ الأمر الذي جعل من هذا الفيلم كما هو متوقع أن يلاقي نجاحا منقطع النظير على شباك التذاكر على خلاف أفلام جارموش السابقة لهذا الفيلم.
ولكن وإن كانت هذه الحكاية بسيطة فجارموش لم يكن يفتقد إلى خبرته وحنكته السينمائية المستقاة أصلا من لكنة أوروبية متأثرا بالألماني فندر والمسرحي صموئيل بيكت.
فالتسلسل الدرامي للفيلم كان سلسا ممتعا في مسار ربما يكون غير منطقي ولكنه لا يقع في الميلودراما ولو للحظة واحدة في قصة من الصعب جدا أن تتخلص من هذا المطب لو عالجها مخرج آخر غير جارموش.
بطل الفيلم (Bill Mury) في دور (دون جونستون) يبدو بأنه متقاعد وكلمة متقاعد ستخدعنا على الفور عندما نقول مثلا وخاصة بأننا نتحدث عن فيلم لجارموش بأنه يفكر في النهاية لأن جارموش يريح نفسه في هذا الفيلم من عناء الأسئلة والإشكاليات...يبعدنا عن اللحظات الحرجة الحقيقية ويكتفي بأن يرينا وأن يسرد علينا قصة دون جونستون.
ولكنه وإن كان يبدأ من لحظة متأخرة (حياة متقاعد خمسيني) ولكنه يستطيع أن يختصر كل الحياة الماضية لهذا الشخص من خلال كلمة (عشيقاته) فالحياة السابقة لدون لا تبدو بأنها ذات أهمية بالنسبة إليه خاصة من أنه جمع أمواله من خلال العمل بالكمبيوتر ولكنه الآن لا يمتلك حاسوبا في منزله...فالعلاقة التي كان يقيمها مع عشيقاته في السابق هي اللحظات الأهم في حياته السابقة لرجل يعيش الآن أعزبا كسولا منفردا لا يملك أي أطفال.
شيري عشيقته الحالية تغادر مكتئبة ويتلقى دون رسالة غامضة من إحدى عشيقاته السابقات تخبره بأن له ولد عمره الآن تسعة عشر عاما والولد الآن يبحث عن أبيه.
ومع بداية رحلة دون مسترجعا أهم أربع أو بالأحرى من يمكن أن يكون قد أنجب منهن ليبدأ حدث نهاية العمر... بعد أن أقنعه صديقه (واطسون) بذلك
لنلاحظ أن للكناية الاسمية دور في الفيلم فدون مشتقة من (دون جوان) ولكن دون جوان عابث محاط بالأسئلة على طريقة جيم جارموش, ولا يعرف إن كان يريد هذا الولد أم لا.
وواطسون لا يعرف من مساعد شارلوك هولمز.
والكنايات الاسمية لا تشكل أكثر من تأكيد أن الفيلم هو للترفيه،والكنايات لم تبدو بأنها مقصودة لأكثر من إضحاك المشاهد...
يلتقي دون بأربع عشيقات،لورا (شارون ستون) وإبنتها لوليتا وهي تحتضنه وتعيد معه ذكريات الماضي،ومن ثم دورا (Frances Conroy) التي تقبل ورده على استحياء ومضض على الرغم من إنها لازالت ترتدي عقدا كان قد أهداه لها من الماضي...
أما الثالثة كارمن ماركوسكي(جيسكا لانغ) وسيطة روحانية تعالج إكتئاب الحيوانات ترفض زهوره بأدب أما الرابعة بني ( Tida Swinton) ينتهي لقاءه معها بلكمة.
كل ردات الفعل عالجها موري بقوة وكأن بيل موري فصل خصيصا لهذا الدور،وكانت الميزة الأبرز له هي عدم الاهتمام...عدم الاهتمام بما يفعل ولماذا يفعل ذلك وعدم الاهتمام بكل تلك النسوة من الماضي كله...وكأن الماضي بالنسبة إليه لا يعني شيئا.
يزور قبر عشيقته التي توفيت –بحادث سيارة من خمس سنوات ولا ينسي إحضار الورد.
ماضي مليء بالعشيقات ولكنه ينتهي وحيدا...إنها زهور محطمة...الزهور والعشيقات لا تعني أي شيء لهذا الماضي...لا تستطيع أن تصلح هذا الماضي بالفعل...إنها زهور محطمة.
وعند لحظة المعنى...لحظة الإدراك ولحظة الاهتمام ينهي جارموش الفيلم متعمدا ويبقي النهاية مفتوحة...
هذه الحبكة البسيطة عالجها جيم جارموش بحرفية بالغة وكان مصرا على البساطة ..مصرا على عدم إعطاء أي شيء ذو قيمة أي دور بعيدا عن السرد،وحتى الموسيقى الهادئة التي استخدمها كانت توحي أيضا بأن الفيلم هو من النوع الخفيف.
فيلم خفيف الأمر الذي جعل من جارموش حتى هذه اللحظة يتساءل لماذا حقق هذا الفيلم؟
فيلم زهور محطمة هو فيلم خفيف بالفعل ولكنه في نفس الوقت ذو لمسة شاعرية ممتع بعيد عن المبالغات والميلودراما المألوفة في مثل هذه الأفلام،يعطي المشاهد حيزا نسبيا للتأمل والأهم من ذلك فضولا نسبيا في التعرف على هذا الرجل (دون جونستون).



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماندرلاي 2006 “لارسن فون تراير”قصة نجحت في أن تكون كناية ولم ...
- الحياة حلوة 1960 لفدريكو فليني: تأريخ للحظات معينة في حياة ص ...
- دوغفيل 2003:تجريد ومسرح بريختي في ثلاثية جديدة عن الولايات ا ...
- الاحتفال1998:دوغما لم تضل الطريق لكن بقيت عاجزة عن خدمة المخ ...
- تحطيم الأمواج 1996 للارسن فون تراير: رؤية عن الإنسان الطيب ا ...
- جوليتا والأرواح 1965:عندما تخون الأحلام فليني
- فيلم الحمقى1998 :فكرة غير واضحة لدوغما ماتت قبل أن تولد
- آلام جان دارك لكارل دراير 1928:التحفة الأبرز في مجال السينما ...
- فيلم غريزة أساسية 1992: عناصر ناجحة لفيلم ناجح على شباك التذ ...
- فيلم الطريق 1954 لفليني:الفيلم الذي قاد فليني إلى التحف
- فيلم (Bocaccio 70)رسالة حب موجهة للمرأة
- الحالمون2004:أين كنا عام 1968
- راقص في الظلام:رؤية تشاؤمية للأخلاق البشرية:لارسن فون تراير ...
- التانغو الأخير بباريس:الحواس كتعبير عن اليأس الروحي:برتولوتش ...
- أضواء المنوعات 1950 استعراض لحياة فليني القادمة من خلال قصة ...
- مدينة النساء1980(فدريكو فليني):صورة لمجتمع نسائي منفصل عن ال ...
- مدينة الملائكة(1998): فانتازيا رومانسية تعالج مسألة الحب وال ...
- لارسن فون تراير وتأسيس سينما الدوغما
- حب في المدينة -1953- لقاء العمالقة في نقطة لن تتكرر أبداً
- بروفة اوركسترا لفليني 1978قصة تحذيرية عن خطر الفوضوية


المزيد.....




- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
- إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - زهور محطمة لجيم جارموش2005: عندما يرتاح جارموش من عناء الأسئلة والإشكاليات