أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل اخشيوش - الحراك السياسي بين تغيير مفهوم السلطة ونقل السلطة.














المزيد.....

الحراك السياسي بين تغيير مفهوم السلطة ونقل السلطة.


اسماعيل اخشيوش

الحوار المتمدن-العدد: 3389 - 2011 / 6 / 7 - 23:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مما لا شك فيه أن الكل يأمل في التغيير ، وإن ربيع الشعوب العربية لدليل على هذا الأمل. لكن السؤال المطروح ما عمق هذا التغيير الذي نأمله ونناشده ؟ هل هو تغيير في العمق وتغيير جدري يحررنا من أسطورة سيزيف أم مجرد تغيير سطحي، لنجد أنفسنا مرة أخرى نطالب بالتغيير؟
عندما نتحدث عن السياسة أو الحراك السياسي ،فإن مفهوم السلطة يظهر كمفهوم أساسي ومحوري ليختفي من ورائه المفهوم الأول السياسة.إن مفهوم السلطة غالبا ما يعرف على النحو الآتي " قوة مادية أو معنوية يمارسها البعض على البعض الآخر بهدف إجبارهم على القيام بأفعال ليست من اختيار إراداتهم".إن هذا التعريف هو ما يعرف في الأدبيات الفلسفية بالتعريف التقليدي - الكلاسيكي.
يتبين من خلال هذا التعريف أن السلطة في البلدان العربية لا زالت تمارس وفق هذا التعريف، لكن مفهوم السلطة تغير وتطور عبر التاريخ ولم تعد السلطة تعني القوة. فالسؤال المطروح هنا هل الحراك السياسي الذي تعرفه البلدان العربية قادر على نقل السلطة من معناها التقليدي إلى المعنى الجديد؟ هل الحراك السياسي سيساهم في تغيير مفهوم السلطة أم سيساهم فقط في نقل السلطة من حزب إلى حزب آخر ومن شخص إلى شخص آخر ؟ هل نحن في حاجة إلى تغيير في مفهوم السلطة أم نحن في حاجة إلى نقل السلطة؟ ألا يحتاج تغيير مفهوم السلطة إلى تغيير في مصادرها وأدوات ممارستها؟
إن ممارسة السلطة لا تتم إلا من خلال مجموعة من الآليات و الأدوات ، وعند البحث في هذه الوسائل عبر التاريخ نجد أن السلطة ارتبطت في البداية بالعنف ثم بالثروة - المال وأخيرا بالمعرفة . في البداية كان من يمتلك القوة يمتلك السلطة ثم حدث تغيير فأصبحت السلطة مرتبطة بالثروة ، أي من يمتلك الثروة يمتلك السلطة كما كان الأمر في العصر الإقطاعي، وهذا ما نجده اليوم في المجتمعات العربية حيث السلطة مرتبطة بالمال و الثروة - مثال الديكتاتور بن علي -حسني مبارك.....- أما الأداة الثالثة و الأخيرة هي المعرفة ، فالسلطة الآن في الدول المتقدمة أصبحت مرتبطة بالمعرفة - مجتمعات المعرفة - الذي يمتلك المعرفة يمتلك السلطة.
يتبين أن هناك فرق بين التغيير في مفهوم السلطة ونقل السلطة. إن التغيير في مفهوم السلطة ينبغي أن يحدث في تلك العلاقات الخفية بين السلطة وأدوات ممارستها.
إن العنف و الثروة و المعرفة هي أهم أدوات ممارسة السلطة ، وإن كانت ليس هي الأدوات الوحيدة ، فهناك أدوات أخرى تمارس من خلالها السلطة كالأجهزة الإيديولوجية كما عبر عن ذلك الفيلسوف الفرنسي - الماركسي - لوي ألتوسير. فهذا الثالوث هو الذي يشكل مصدر السلطة. إذن فإلى أي حد ما يمكن للحراك السياسي في البلدان العربية أن يحدث تغييرا في علاقة السلطة بأدواتها؟ هل سيكون الحراك السياسي قادرا على زعزعة وخلخلة هذه العلاقة ؟هل بإمكان المجتمعات العربية أن تصبح مجتمعات المعرفة من خلال هذا الحراك؟
أعتقد أن الحراك السياسي على الأقل في الوقت الراهن عاجز عن خلخلة وزعزعة علاقة السلطة بأداتها الثانية وهو الثروة ، وإن كان قد كسر الأداة الأولى وهي العنف المرتبط بالقهر و التخويف.فحتى الثورتين التونسية و المصرية لم تستطيعا إلى حد الآن الانتقال بالسلطة من المعنى التقليدي إلى المعنى الجديد ، فعلا تم إسقاط الأنظمة ، لكن هذا لا يعني تحويل في السلطة.فالحراك السياسي سيساهم في نقل السلطة من حزب إلى حزب آخر و من أشخاص إلى أشخاص آخرين، وهذا التحول لا يعني تحول من سيئ إلى حسن ،بل قد يكون تحولا مصحوبا ومحملا بأورام وألغام. فالبلدان العربية ليست في حاجة إلى نقل السلطة من حزب إلى آخر بل نحن في حاجة إلى تغيير جذري في مفهوم السلطة ، لتصبح السلطة ليست قوة يمتلكها البعض دون البعض الآخر ، ولتصبح السلطة محايثة وليست متعالية كما عبر عن هذا ميشال فوكو.



#اسماعيل_اخشيوش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاونات الجريحة
- الجانب المنطقي في كتاب رسالة منطقية فلسفية لفيتجنشتاين


المزيد.....




- رأي.. عمر حرقوص يكتب: وداعاً قصة -الحرة-
- ترامب يصف جولة رئيس الصين بجنوب شرق آسيا بأنها فرصة -للعبث- ...
- مبعوث ترامب: المحادثات مع إيران تركز على -التحقق- من برنامجه ...
- الأول منذ 30 عاما.. اكتشاف مضاد حيوي يواجه سلالات مرض السيلا ...
- من هو الداعية نبيل العوضي الذي سُحبت جنسيته الكويتية مرتين؟ ...
- عاصفة رملية تتسبب بأكثر من ألفي حالة اختناق، وإغلاق مطارات ج ...
- بيربوك: -الموت حاضر في كل مكان في أجزاء واسعة من السودان
- وارسو: لا مساعدة لأوكرانيا دون أن نتربح منها
- فرنسا تقدم مساعدات للجيش اللبناني (صور)
- مراسل RT: مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في جنوب لبنان


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل اخشيوش - الحراك السياسي بين تغيير مفهوم السلطة ونقل السلطة.