أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - قصيدة هزيمة النسر لكاظم جهاد ...














المزيد.....

قصيدة هزيمة النسر لكاظم جهاد ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 3389 - 2011 / 6 / 7 - 15:30
المحور: الادب والفن
    



يرى البعض في طريقة قراءاتهم لقصيدة النثر خاصة ، الى الترابط الداخلي للنص ، قوة الحبكة ، سمو الديباجة ، صفاء اللغة ، الشجن العالي بل الشاهق ، وكون القصيدة صرحا متماسكا .. يركن هذا البعض من القراء ويطمئن ،وأنا منهم الى أن المنجز الشعري ، الذي بين أيديهم ، نتاج ساخن وثمرة مصنوعة بيد فنان متمكن . ويتصاعد الإعجاب بالشاعر كلما كان الأخير بعيدا عن الشبهات كمحمد الماغوط، على سبيل المثال ، الذي تتعشق قصيدته وتتواشج كالبناء المتصاعد دراميا نحو ذروة ما تـُشعرك بأنك إزاء تجربة حاشدة بالفسيفساء ... في إيوان من ديكور واكسسوار .
اليوم قرأت قصيدة هزيمة النسر للشاعر كاظم جهاد ، في ديوانه معمار البراءة ، كم شعرت بصدقية القصيدة " الإسلوب والنتاج " ، كم أدخلتني القصيدة في مشاهدة وخيال وأسنمة .. كم تمنيت عليّ وعلى الشبيبة أن يروا صدق لحظة الإبداع وهي تتفوّح عطرا من لوحة شفيفة . اليكم النص :
"هزيمة النسر
لدقائق طويلة تقبع الفريسة بين مخالب النسر . بقدر مايضاعف النسر طعناته ، ثملا بالنصر ، تتأمل هي اكتنازها بالألم ، وتشعر بأنها غير قابلة للإنتهاك . كل واحدة من خلايا جسدها تعزف قداس احتفال . من زمن وهي تجاور الخطر ، مغوية باجتياز الخط الفاصل بين نعمة أن تكون وفداحة الاّ تكون . عندما يكتمل التهامها من لدن النسر ، يرسم الفضاء بالدم لطائف من المعنى يعجز النسر في تسارع البطش أن يدركها . وهنا بالذات مكمن هزيمته ".
كم من منتصر هو خسران ، وكم من غني هو صفر اليدين وكم من عملاق هو قزم في التاريخ ، كم من رئيس هو اضحوكة كارتونية وكريكتورية مختالة في طاووسياته السقيمة التي هي هواء وفراغ وغبار !كم وكم وكم من أمثلة تندرج هنا . لقد كانت الصورة الشعرية أعلاه معبئة بالوجد والفكر والتشويق وبكل تاريخ الظلم الحيواني والانساني ! .
القصيدة تمثل وعي واسلوب عمل تحرريين . وعي معاصر يختلف عن وعي وغريزة الصيد الوحشية برا وبحرا وجوا إذ قلما تأمل القاتل جراح قتيله . الشاعر هو الذي يتأمل : " لو يعلم الصياد عند رجوعه .... عما جناه الصيد ذاب توجّعا " ! . وأيضا يختلف الإسلوب المعاصر هذا عن قصائد العصر الجاهلي في مجال الغزوات والصيد .. حيث الأوزان الموسيقية هي التي تختار هندسة المعاني والألفاظ ... بينما القصيدة النثرية تعني بكل دقة ماتقوله .
صحيح أنني شخصيا لم أجد في عموم الديوان رديفا لهذه القصيدة في البهاء ، وقد يرجع هذا الى : ربما ـ مراوحاتي في مستوى القراءة أحيانا .. الاّ أني معجب بها من جهة تكامل مستوجبات العمل الفني وأهمها " صدق لحظة الإبداع " وهذا وحده لايكفي ، فقد يتجسد الصدق حتى في نص مباشر . الخيال هنا هو الذي يؤدي جانبا من مستوجبات القصيدة أيضاً ، ويمنحها جانبا من الكفاية ، مع دراما حدث ما منوّه عنه شعريا ومشتبـِـك بالتشويق وحرارة النص وتواترِهِ وتعشـّـقِهِ . انه صياغة .. انه عقد على صدر انثى من اناث هومر وليلى قيس الملّوح واوفيليا شكسبير .
قصيدة النسر وفريسته هنا ،تصلح للتحدث في السياسة ، حيث تتصدر غريزة الوحش ، فينا وفيهم ، لتعيد في كل زمان ومكان دورة بل دوامة من دماء . فنحن قاتل ومقتول بسبب أحقاد تاريخية وايديولوجية .. والى متى النسر والفريسة ، قابيل وهابيل ، اليسار واليمين ، الدين والإلحاد .. الى متى نشطر جسد الانسانية الى نصفين بل الى أجزاء وندور على بعضنا البعض بالثأر وحسب تبادل أدوار القوة والضعف . متى الوفاق الإنساني ؟ اذا لم يكن هناك وفاق مابين الذئب والشاة والنمر والغزال والنسر والحمامة ،كغرائز غير قابلة للوعظ والمنطق ! فلم لايكون ذلك بين ذوي العقول المتحضرة التي تتحاور . لا أستعمل المثل " إياك أعني واسمعي ياجارة " بل أعنيكم ـ وأعنينا قبلكم .

*******
7/6/2011



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة ترينتي الى مدن التيْ أنتيْ !
- إنتقل العراق الى رحمة الله !!!
- نتقل العراق الى رحمة الله !!!
- ثقافة الثريد ...
- كلمة - روسو - أعظم من مكتبة - ستندال - ...
- لايسألونك عن حال ٍ ...
- ظائية الحريري أم ضائّيتُه ُ ؟
- - لقد هر ِمْنا ! -...
- خوطوا ولوطوا ... - السيمفونية السادسة - !
- طوبى للبنان السلام ...
- سحقا لقد مدحَ الرئيسَ وبجّلا ...
- قراءة في رواية شارع إبليس ...
- ميدان سنداغما العظيم ...
- الحاضر وجهتنا وليس الماضي ...
- جبل البحرين ياهادي الخواجة ْ ...
- قصيدة أنا والضباع ...
- كم من وصولي ٍ بإسمك ياعلي ...
- رسالة الى الاستاذ كاظم جهاد حول أدونيس
- قصيدة الحثالة ...
- التبغدد ..حركة إجتماعية جديدة !...


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - قصيدة هزيمة النسر لكاظم جهاد ...