أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة رستناوي - عن الشيخ الخليلي و حوران و حديث الطائفيّة















المزيد.....

عن الشيخ الخليلي و حوران و حديث الطائفيّة


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 3389 - 2011 / 6 / 7 - 09:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



(1)

سأعرض مثالاً متكرّرا في الكتابات المناهضة لحركة الاحتجاج و التي تسمها بالصبغة الطائفيّة, و المثال هو مقطع يوتيوب لشيخ من حوران يدعى عبد السلام الخليلي: يسيء فيه للأخوة من الطائفة الدرزية.

http://www.youtube.com/watch?v=BTl2iu_QFEI&feature=related

بالفعل هذا الشريط يدعو للقلق و مخاوف مصادرة حركة الاحتجاج الراهنة في لصالح تيار إسلام جوهراني ضيّق الأفق.

(2)

الموضوعيّة تقتضي عدم اختزال المشهد الاحتجاجي في حوران بالشيخ الخليلي , فهو و من يشاركه الرأي هم جزء من مشهد و ليسوا كامل المشهد.

و المنظور الاختزالي للمشهد الاحتجاجي هو من قبيل التحامل,, كيف لنا تناسي المشترك الوطني و إرادة العيش المشترك كما أظهرتها آلاف الشعارات و الهتافات الموثّقة و البيانات و الخطابات , و كذلك ليس من المشروع – معرفيّاً و أخلاقيّاً- بالمقابل إخفاء أو التستّر على أي خطاب أو سلوك يحمل الصفة العنصريّة و الثأريّة بالمقابل.

دائما في أي فئويّة هناك قوى قصور و قوي حيوّية, و السؤال عن الحجم الحقيقي للقوى المتصارعة , و عن وجود نقد ذاتي يستهدف تجاوز صلاحيات القصور.

في مثالنا عن الشيخ الخليلي لا أعتقد أن ما عرضه في خطبته هو استثناء , و حالة شاذة, فيمكن توقع وجود من يؤيّده خاصة في المجتمعات الأقل انفتاحاً " الفيديو هو لخطبة جمعة في قرية الحراك" و يمكن توقّع أحاديث و حوارات ضمن هذا الفهم للإسلام و أي دين في أماكن أخرى في حواران و غيرها.

(3)

ما لفت انتباهي في حدث الشيخ الخليلي نقطتين:

*النقطة الأولى: ردّة فعل رجال الدين في حوران و تبرؤهم من الشيخ الخليلي و اعتذارهم للإساءة بحق "أهلنا في السويداء" على حد تعبير البيان, و هذه قرينة حيوّية و جرأة نحن بأمسِّ الحاجة إليها " النقد من داخل الفئويّة الدينية", و هذه سابقة يجب العمل على تكرارها و تثمينها جيداً ,و ليس تجاهلها من قِبَلْ يطلقون على الشيخ الخليلي مثلا لقب: "مفتى الثورة السورية" ..الخ.

و كقرينة سأثبت رابط لهتاف مئات المتظاهرين في درعا يفدون فيه " أهلهم في السويداء".

http://www.youtube.com/watch?v=EgR-hrJ8GyM

*النقطة الثانية : قام الشيخ الخليلي بتقديم توضيح أشبه بالاعتذار عن الإساءة التي لحقت بأهالي السويداء

على الرابط:

http://www.youtube.com/watch?v=O_VfcN-IRpo&feature=related

(4)

السؤال الهام لماذا هذا الاعتذار و لماذا بيان علماء حوران؟

السبب برأي أن وجهات النظر العنصرية تجاه الآخر و مثالها خطبة الخليلي أصبحت ضد منطق العصر ,عصر الإعلام المفتوح و عصر حريّة تداول المعلومات و صناعة الرأي, و بداهة هي ضدّ مصالح الخليلي نفسه و ضد مصالح جمهوره من المصلّين الذي تفاعلوا معه في لحظة انفعال؟

فهذه الخطبة أصبحت أشبه بجرم شائن يجب التبرؤ منه – و هي كذلك- لقد رؤوا كيف أن هذا الخطاب يجهض و يشكّك في نوايا و أهداف الحراك الاحتجاجي و من يؤيّدها.

كان من الممكن لخطبة الخليلي أن تمر مرور الكرام , و يجري الإصرار عليها و تكون جزء من مشهد تحشيد طائفي و حرب أهلية, و لكن الانفتاح الإعلامي , و أن يرى المرء نفسه في مرآة الآخر , و يرى كيف يتفاعل الرأي العام خارج حدود جغرافيّتهِ , كل هذا أدى إن تخفيف النبرة العنصرية في خطاب رجال الدين و الإعلاميين أيضا .

فالعنصريون و الطائفيون أصبحوا أكثر تحرّجاً من التعبير المباشر عن أفكارهم , فقد يُلبِسوها لبوساً إنسانيّاً وطنيّا ً أو لبوس المظلوم و المُفترى عليه بغية تبريرها, مع قناعتنا أن كلاً من الطائفيّة و المظلوميّة صنوان لا يفترقان, فالطائفيّة كصيرورة تاريخيّة تتحوّى مصالحاً صراعيّةً متبادلة مع الآخر الطائفي كذلك.

إنّ العنصريون و الطائفيون أصبحوا أكثر ميلاً لإخفاء سلوكياتهم , و حجبها عن وسائل الإعلام كذلك, و هذا أحد القرائن الإضافية على عدم صلاحيّتها و ضيق أفقها المستقبلي.

(5)

لنعود بالتاريخ لأحداث الثورة السوريّة الكبرى ضد المستعمر الفرنسي 1925

فما كان لهذه الثورة التي يصطلح على تسميتها بالثورة السوريّة الكبرى - و ليس ثورة سوريّة فقط , أو ثورة لسوريين فقط , أو ثورة لفئوية سورية ..الخ - لو لم يشترك في صناعتها قطاعات عريضة من الشعب السوري شملت فيها " أهلنا في حوران " و أهلنا في السويداء و أهلنا في الشام ..الخ.

باختصار:

نحن أمام حالة جديدة في تاريخ البشري تتسم بضرورة تقديم خطاب أكثر شفافية و أقل عنصرية يهتم بالمُشترك الإنساني و الوطني .

(6)

ملحق يتضمّن نص بيان علماء الدين في حوران

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من علماء الدين في حوران :
نحن علماء الدين و مشايخ وأئمة حوران نُعلن براءتنا من المدعو عبد السلام الخليلي الذي قام بالإساءة لأهلنا في السويداء وهو بذلك قد أساء لكل حوران فأعراض أهل السويداء هي أعراض أهل حوران أيضا و قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش هو رمز حوران الأول.
نقول لجيراننا وأشقائنا وأهل النخوة في محافظة السويداء الأبية أن من تلفظ بكلمة سوء بحق إخواننا و أخواتنا الأعزاء من أهالي السويداء الأبية : هو ليس منا وإنما هدفه إثارة الفتنة والفرقة بيننا , ولا يمثل إلا نفسه و أسياده من أبواق النظام . ونحن بريئون منه إلى يوم القيامة . ونتمنى ممن يستطيع جلبه أن يأتينا به لنقدمه لأهلنا في السويداء وهم يحكمون فيه بما يشاءون ...
إننا على يقين تام أن مثل هذه الأمور لن تنطلي على أهلنا في السويداء لأنهم أهل الفكر والفطنة التي يشهد القاصي والداني لهم فيها. وسنقوم بالتوجه إلى أهل السويداء شخصياً لإعلان البراءة على العلن من كل (من) يسئ لهم.
إن لأهل السويداء من المكارم ما يعجز اللسان عن وصفه فهم قادة التحرير في ثورة سوريا الكبرى ، وهم أهل النخوة و الفزعة و الشجاعة و لأهل حوران مع أهل السويداء من الروابط الاجتماعية و علاقات الصداقة ما يفوق اي محافظة أخرى .
ونختم بقوله تعالى : ( يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )
والله ولي التوفيق
علماء و مشايخ الدين من حوران الجريحة
24 نيسان 2011

المصدر: موقع على الرابط:

http://www.syriatruth.info/content/view/2062/36/



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سوريّا: عن الإسلام السنّي و حديث التطرُّف؟
- العلاج النفسي و العلاج بالقرآن
- قصائد عن :الخائفين و الخسائر و سلالة المانشو
- في سوريا الآن : جدليّة الدين و العلمنة , المسجد و الساحة الع ...
- قصائد عن: هواجس الجندي و الهجاء و الرجل الشجاع
- هل السوريون متخلّفون؟! محاولة للإجابة؟
- إعادة إنتاج الطائفية – فتوى ابن تيمية نموذجا
- في بلادي ثمةَ قبرٌ لبلادي
- قصائد :عن المستوطنين و الموطن و النادب
- البيان الخشبي لاتحاد الكتّاب العرب
- قصائد عن الجريدة و جوقة الهاتفين و كابوس
- خطابٌ في حضرةِ الحلزون
- بانوراما الإعجاز العددي ج3/3 : شرق غرب, سنة شيعة, أحداث 11 أ ...
- بانو راما الإعجاز العددي ج2/3: من الرفاعي ...إلى الشفرة القر ...
- الإعجاز العددي في سقوط الطاغية العربي
- لعنة الدنيا : الانتحار تفجيرا أم الانتحار حرقا؟!
- بانو راما الإعجاز العددي :من النورسي إلى رشاد خليفة و إعجازي ...
- سياقات ظاهرة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
- المعادلة البائسة : الاستبداد أم الفوضى؟
- الظاهرة البوعزيزية.. و جنة عرضها وطن


المزيد.....




- رأي.. عمر حرقوص يكتب: وداعاً قصة -الحرة-
- ترامب يصف جولة رئيس الصين بجنوب شرق آسيا بأنها فرصة -للعبث- ...
- مبعوث ترامب: المحادثات مع إيران تركز على -التحقق- من برنامجه ...
- الأول منذ 30 عاما.. اكتشاف مضاد حيوي يواجه سلالات مرض السيلا ...
- من هو الداعية نبيل العوضي الذي سُحبت جنسيته الكويتية مرتين؟ ...
- عاصفة رملية تتسبب بأكثر من ألفي حالة اختناق، وإغلاق مطارات ج ...
- بيربوك: -الموت حاضر في كل مكان في أجزاء واسعة من السودان
- وارسو: لا مساعدة لأوكرانيا دون أن نتربح منها
- فرنسا تقدم مساعدات للجيش اللبناني (صور)
- مراسل RT: مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في جنوب لبنان


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة رستناوي - عن الشيخ الخليلي و حوران و حديث الطائفيّة