أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - الإصلاح والسلاح














المزيد.....

الإصلاح والسلاح


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 3388 - 2011 / 6 / 6 - 23:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأتي ضرورة الإصلاح في كل بلدان العالم، كلما تراكمت المشكلات والمعضلات والأزمات في بلد ما، دون أن تقوم السلطة العليا في هذا الأخير بما يلزم من الجهود للإجابة عن تلك المشكلات...إلخ. ونلاحظ أن مبادرة التصدي لهذه الأخيرة تتم عبر رؤيتين اثنتين رئيسيتين. أما الأولى منهما فتفصح عن نفسها، حين يلاحظ المعنيون ملامح أولية لتلك الضرورة ويعملون على التصدي لها بمنهج علمي مناسب وبالأدوات الصحيحة المتحدرة منه. ويكون الأمر، بذلك، قد نال قسطه من الأهمية النظرية، وما يطابقها من خطوات عملية تطبيقية. أما الرؤية الثانية فقد نلاحظها في البلدان المتَّسم نظامها السياسي بالديكتاتورية والاستفراد بالسلطة وبالثروة وغيرهما، من مثل الاستفراد بالإعلام. إذ ها هنا، يكون حق التعبير عن آراء الكتاب والباحثين والسياسيين وخصوصاً فيما يتصل بالمعارضين، أمراً غير مُتاح، بل محظوراً تحت طائلة الاعتقال أو التجريد من العمل، مع فتح أبواب الفساد والإفساد أمام مجموعات وشرائح معينة من المجتمع من طرف، وتكميم أفواه المستقيمين والشرفاء من طرف آخر.

وثمة ملاحظة مهمة تتمثل في ما يقترب من القانون الاجتماعي، الذي يتحدد في أنه كلما زاد طغيان السلطة حفاظاً على ما يعتبره الحكام حقوقاً شرعية لهم في الاستمرار بالحكم إلى ما شاء الله من ولايات حكم متلاحقة، تزداد وتتعاظم عملية تحدي أولئك للشعب، مِمّا يدفع هؤلاء إلى توسيع رقعة المناصرين لهم من المنتفعين من "فضائل" النظام القائم. ومع الانتباه إلى هذه الملاحظة، يلاحظ كذلك نشوء احتكاكات تأخذ بالاتساع بين السلطة والشعب، فتسوء "ثقافة الوعي" والمعارضات السرية، التي تحاول التصدي لتلك السلطة، سواء بمطالب أولية كالخبز والكرامة والعمل، أو بما هو أكثر. وفي حالات كثيرة، تأخذ السلطة موقف العنف، وتنفتح أبواب السجون. وضمن هذه الآلية القائمة بين الفريقين، تزداد مطالب الناس بحيث تصل إلى "أفق مسدود"، خصوصاً حين يضع هؤلاء شعار "إسقاط النظام" في مقدمة الأولويات المطلوبة.

لقد قامت منذ ثلاثة عقود حركات اجتماعية شعبية في عدد من البلدان العربية مثل مصر وتونس، فكان رد الحكام، في حينه، التشهير بمطالب الناس "الغلابا" -وهو تعبير يطلق على الطبقات الدنيا، ومن يدخل في حقلهم من المضطهدين والمظلومين والمذلين في مصر- فخرجوا إلى الشارع، فما كان من السادات إلا أن وجَّه إليهم التهمة الشنيعة: انتفاضة الحرامية!

وإذا كانت تلك الانتفاضة قد مرت وسقطت تحت وطأة العنف الساداتي، فإن ما أخذ يحدث في العالم العربي تحت عنوان "ثورة الشباب"، أتى وربما شرعياً لـ"انتفاضة الحرامية"، ولكن بحامل اجتماعي جديد هو الشباب، وبأدوات وصلت إلى العنف المتمثل بالمواجهة المسلحة، لـ"الغلابا"، وكذلك بأهداف أعظم من أهداف هؤلاء: لقد رفع النظام السياسي الأمني عنفه إلى استخدام أسلحة حربية، منها الطيران الحربي. وكان هذا تعبيراً إجرامياً فظاً عن مطامع الحكام، التي قاربت القول بأنهم لن يغادروا ما عشوا في أحضانه من حكم شمولي استفرادي إقصائي، على مدى عقود.

إن ما كان محتملاً أن يجد حلاً له، وهو الإصلاح، ظهر بمثابته حُلماً دونه السماء أو الموت. وهذا ما يعني دخول البلدان العربية المعنية وربما في غيرها كذلك، فوضى هائلة تفتح الأبواب كلها أمام "الخارج" عبر تدخل استعماري جديد. نعم، إن ممارسة الاستبداد الشمولي إنما هو استجلاب للأغراب. وبئس ذلك من أحوال مدمرة، تفتقد الشرعية والوطنية، وتضعنا أمام العار وجهاً لوجه!



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستبداد والوعي التاريخي
- كلمات في عمل جدير بالقراءة


المزيد.....




- كييف.. على دقات ساعة موسكو وواشنطن
- رغم الحرب والحصار.. خان يونس تتشبث بالحياة
- -سأقتل نفسي قبل أن أعود إليهم-... محاولة هروب يائسة لضحايا ش ...
- حماس تعلن فقدان الاتصال مع محتجزي الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ...
- قطر وروسيا.. تعزيز التعاون إقليميا ودوليا
- ناشطون لبنانيون يرسلون 6 أطنان من المساعدات الإنسانية إلى دو ...
- البيت الأبيض: كرة الرسوم الجمركية في ملعب الصين
- هل تتجه علاقات الجزائر وفرنسا للقطيعة؟
- موسكو: غالبية أوروبا تعارض نشر قوات سلام
- أزمة صاعدة بين حكومة نتنياهو والشاباك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - الإصلاح والسلاح