وسام محمد شاكر
الحوار المتمدن-العدد: 3388 - 2011 / 6 / 6 - 13:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عادةً ما تتناقل وسائل الإعلام بابتهاج موضوعة الإعمار وتوفير الخدمات ، حيث تأخذ شكل الأخبار اصواتاً رنانة من لغة المليارات التي تخصص لهذا المشروع أو إلى ذاك ، حيث إن أرقام بعض المشاريع بقدر ما تحمل من طابع استفزازي نجدها غير ضرورية لضروريات الحياة اليومية للمواطن ، وهذا قد يعود لسبب ضعف وانعدام دراسة الجدوى التي هي عادة ما تحدد أولوية الأهم على المهم ، ودراسة الجدوى هذه هي ليست اجتهاد إداري بل هي نتيجة لخلاصة وعصارة تخطيط شامل لموضوعة ما يقوم بتحديدها مجموعة من الخبراء والمختصين ، حيث تكون جميع المدخلات متوافقة مع المخرجات ، وهذه طريقة علمية قامت عليها نجاحات الكثير من الدول وحققت قفزات هائلة في بناء اقتصادياتها ، ولعل ما يدعوا لهذا الكلام هو كثرة المشاريع في المحافظات وخصوصاً مشاريع ذات التكاليف الكبيرة دون مردودات حقيقية على سكان تلك المحافظات فمثلاً بناء ملعب كرة قدم بتكلفة 28مليار دينار في إحدى المحافظات في حين يشكوا قطاع الكهرباء لنفس المحافظة من أزمة انقطاع مستمرة للكهرباء ، وهذا هو الخطأ الكبير والمتكرر والذي يسبب نزيفاً للأموال المخصصة للنهوض بواقع المعيشة ويؤدي إلى بعثرة الجهود والأموال نحو مشاريع ترفيهية أكثر من كونها حيوية ذات فائدة ومردود على الحكومة والشعب ، وإن استمرار هذه الآلية المتخلفة لإقرار المشاريع سوف يزيد من هوة الفقر والبطالة وسوف تبقى عجلة التطور في دوامة ، فهي أشبه بعلاج مرض القرحة بلفافة الكسور ، فالاحتياجات الضرورية لحياة الناس تتوارى خلف بعض الحدائق والترصيفات ومدن الألعاب إما احتياجات الطاقة والماء الصافي وشبكات الصرف الصحي فهي مشاريع مؤجلة أو ذات أولوية ثانية إن لم تكن ثالثة في اجندة القائمين ، إن العراق بحاجة إلى وقفة جادة مع آلية الموافقة والصرف على المشاريع الوردية إن صح التعبير وإيقاف نزيف المليارات التي تهدر دون وجه حق ودون فائدة حقيقية و تخطيط مسبق ودراسة جدوى ، إن إمتصاص نقمة الناس من أزمات الفقر والبطالة والطاقة هي بيد المشاريع الضرورية التي وعلى أقل تقدير ما تحققه من هامش بسيط من سد النقص في حياة المواطنين وليس لبناء وإنشاء مشاريع تزول فائدتها بزوال مناسبتها .
#وسام_محمد_شاكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟