أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد عزت السعدي - ساعة مع دورية للشرطة العراقية














المزيد.....


ساعة مع دورية للشرطة العراقية


سعد عزت السعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3387 - 2011 / 6 / 5 - 18:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لكل منا واجب في حياته ومن اجل ذلك نعمل ونجتهد في سبيل أن نحقق مانصبو اليه , ولكن في جميع الاحوال لاتشكل الاعمال التي نقوم بها او المناطة الينا خطراً مباشراً على حياتنا , فنحن ( المدنيين ) تكون أعمالنا اما أنسانية أو تجارية أو اكاديمية أو غير ذلك .......بينما عندما يتعلق العمل بأن يكون هناك خطر حقيقي وحتمي على حياتنا.. لابد هنا من أن تكون هناك وقفة وبحث جدي في هذا العمل . أن العمل الصعب الذي أساسه وواجبه هو حماية الناس وتوفير لهم أعلى درجات الامن والاستقرار , هو عمل رجال الاجهزة الامنية في الجيش والشرطة وما غيرها من صنوف الامن،و يتطلب منهم الاستعداد دائماً لأي طارئ قد يحدث او عمل ارهابي يستهدف المواطنين وممتلكاتهم .ولعل أن من المتعارف عليه أن عمل جهاز الامن في العالم هو مكافحة الجريمة بكافة أنواعها وتوفير الطمأنينة للسكان .في العراق بعد أحداث 2003 , وما حصل من تغيير جذري في الحياة العامة للعراقيين , وكذلك حل الاجهزة الامنية والسير قدماً نحو بناء اجهزة أمنية متقدمة عدداً وعدة رافق ذلك تصاعد مخيف للعنف من قبل عصابات الجريمة المنظمة ، والميليشيات والتنظيمات المتشددة على نطاقٍ واسع في البلاد، ولم تستطع تلك الاجهزة الفتية ( الى حدٍ ما) من القضاء على تلك المجاميع المناوئة للقانون .
الان وبعد اكثر من ست سنوات على تشكيل تلك الاجهزة , نجد أن هذه الاجهزة وأفرادها الابطال بكل ما تعني الكلمة من معنى، قدموا.. ويقدمون ارواحهم من اجل المحافظة على الامن و محاربة الارهاب اينما وجد .
خلال عملي كمحامي الذي يتطلب ذلك مني تماس مباشر مع جهاز الشرطة , قبل اسابيع كان الواجب المكلف به هو ان ارافق دورية للشرطة العراقية لأنجاز هذا الواجب . وعند صعودي الى سيارة الشرطة، أنتابني شعور غريب، وعند تجوالي في شوارع بغداد شعرت بأمكانية تعرض الدورية الى استهداف في اية لحظة , اما بسبب عبوة ناسفة على جانب الطريق، اوعبوة لاصقة يضعها أحد المجرمين اثناء توقف العجلة، او اطلاق نار مباشر على سيارة الشرطة . ولاحظت أن رجال الدورية حاملين ارواحهم على كفهم كما يقول المثل, فجهاز الاتصال مع القيادات الامنية ومركز الشرطة والسيطرات مايلبث ان ينتهي من نداء.. او برقية.. حتى يليه نداء او برقية ثانية وهكذا .
وعند سؤالي لأفراد الدورية عن خطورة هذا العمل، اجابوا أن الاعمار بيد الله.. واضاف أحدهم -بسم الله الرحمن الرحيم -: قل لن يصيبنا الا ما كتبه الله لنا.. صدق الله العظيم . واستشفيتُ من هذا الكلام الاصرار والعزيمة على توفير الامن والراحة للشعب العراقي من دون تمييز، وذكروا لي عشرات الحالات الانسانية التي يتحركون عليها كل يوم، علاوة على العمل الامني الذي يقومون به، و خلال حديثي معهم نادى ضابط من جهاز المناداة عن وجود حادث في احدى مناطق بغداد، وعليه كان يجب التوجه الى هناك لأستطلاع الامر ، فقطع الواجب الموكل اليّ.. وذهبت معهم الى مكان الحادث الذي كان عبارة عن استهداف حارس أمني من قبل قناص اصابهُ في رقبته بقرب بناية شبه رسميه، وعند تواجدي هناك رأيتُ مجموعة كبيرة من سيارات الشرطة متواجدة في مكان الحادث، وكان الوضع لايدعو الى الارتياح.. فمكان الحادث شهد استنفار كامل . وحينها عرفت معنى أن تكون شخص مستهدف من مجهول.. فقط لانك ترتدي زي الشرطة , ولكن بأعتباري شخص مدني سيكون الامر أقل خطراً، ولكن جلوسي في سيارة عسكرية قد يجلب لي بعض المشاكل . وبعد مضي اكثر من نصف ساعة.. اكمل افراد الدورية عملهم وجمعوا المعلومات، وأتجهنا لأكمال مهمتي التي تعثرت بسبب هذا الحادث الذي راح ضحيته شخص عراقي.. لاذنب له سوى انه يعمل في اجهزة الامن الوطنية . وعند استمرارنا في الحديث قيل لي أن الذي كان يجري في السنوات القليلة الماضية أشبه بكابوس.. فقد فقدنا زملاء اعزاء ماتوا على أحضاننا ولم نستطع أنقاذ حياتهم.. بسبب جسامة الاصابات التي تعرضوا اليها .
واخيراً أن عمل هؤلاء الرجال يحتاج منا كل تقدير وأمتنان للعمل البطولي الذي يقومون به كل يوم ..وكل ساعة، وعليه يجب أن نوفر لهم الدعم المادي والمعنوي من قبل الحكومة العراقية، والشعب العراقي.. من اجل تحقيق الهدف الاسمى الذي يطمح اليه الجميع.. إلا وهو عراق خالي من الارهاب والجريمة.



#سعد_عزت_السعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النخب السياسية والثقافية في العراق
- إرهاب الفكر أم فكر الإرهاب .!
- ديمقراطية الفوضى ام فوضى الديمقراطية ؟
- ان دعت للحرب فهي صفائح وان دعت للسلم فهي صحائف
- العراق وتونس ومصر وللحديث تتمة.....
- فوضوية الاحزاب وبناء الدولة


المزيد.....




- تحليل للفيديو.. هذا ما تكشفه اللقطات التي تظهر اللحظة التي س ...
- كينيا.. عودة التيار الكهربائي لمعظم أنحاء البلاد بعد ساعات م ...
- أخطار عظيمة جدا: وزير الدفاع الروسي يتحدث عن حرب مع الناتو
- ساليفان: أوكرانيا ستكون في موقف ضعف في المفاوضات مع روسيا دو ...
- ترامب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي لأنها توقعت فوز هار ...
- بسبب المرض.. محكمة سويسرية قد تلغي محاكمة رفعت الأسد
- -من دعاة الحرب وداعم لأوكرانيا-.. كارلسون يعيق فرص بومبيو في ...
- مجلة فرنسية تكشف تفاصيل الانفصال بين ثلاثي الساحل و-إيكواس- ...
- حديث إسرائيلي عن -تقدم كبير- بمفاوضات غزة واتفاق محتمل خلال ...
- فعاليات اليوم الوطني القطري أكثر من مجرد احتفالات


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد عزت السعدي - ساعة مع دورية للشرطة العراقية