أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام محمد شاكر - الانفصام الشخصي للخطاب السياسي في العراق














المزيد.....

الانفصام الشخصي للخطاب السياسي في العراق


وسام محمد شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 3387 - 2011 / 6 / 5 - 11:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يجد المتتبع للشأن السياسي العراقي مفاجآت كبيرة ، ودوامة عريضة للخطابات السياسية ، التي تصل حد التناقض التام بين ليلة وضحاها لشخص أو لحزب ما ، فخطاب السلطة غير خطاب المعارضة وخطاب التصعيد والتوتير غير خطاب التهدئة ولعل هذه من بديهيات علم السياسية في كل مكان ، لكن في العراق فأن للموضوعة هذه منحى أخر غريباً منسجماً مع ظاهرة التغير المستمر والسريع للمناصب والمسؤوليات ، الذي أدى بدوره إلى ظهور ( الازدواجية ) بأكثر من شكل ، مما انعكس سلباً على عدة مفاهيم كالـ ( الوطنية ، حقوق الإنسان ، الديمقراطية ، الخ .... ) ، فلقد امسى جلياً للعيان إن خطاب السلطة يشمل مفردات هي (الوطنية ، العملية السياسية ، القوات الأمنية ، الأعمار ، ) ولنأخذ على سبيل المثال الوطنية التي تعني في مفهوم الخطاب السياسي هي التأييد النسبي والمطلق لعملية إدارة الدولة والنسق العام لهذه الإدارة ، وان رجل السلطة أو حزب السلطة هو النموذج الوطني الواجب الإقتداء به على أقل تقدير من خلال تبني ثقافة هذا الحزب المفروضة ضمنياً عبر وسائل الإعلام الحكومية المسموعة والمقروءة والمرئية ، ومن يقف خارج هذا الإطار هو ضمن الفريق الذي يعرقل العملية السياسية ويحاول ان يعود بالجميع إلى المربع الأول ( لغة المربعات ) هذه البلورة المستمرة والمختلفة الأشكال لخطاب السلطة قد تم استشعارها خلال ثلاث حكومات بعد التغيير .
إما الجانب الأخر هو خطاب المعارضة الذي يجد ان كل ما يسوقه هو مطاليب مجتمعية ملحة فنجد إن مفهوم الوطنية على سبيل المثال يشتمل على معنىً آخر يشمل مفردات ( البطالة ، الفساد ، الحصة التموينية ، الخدمات ، الخ .....) ليصب زيت كلماته وأرقامه على وجه الحكومة من خلال تبني سياسة ( التركيز على الجزء الفاضي من القدح ) ، ومما يذكر في هذا المجال هي الشرعية المجتمعية التي يلتحف بها خطاب المعارضة والذي يحاول استجداء مواقف الجمهور من خلال استفزاز لبعض المشاعر لطبقات معينة من المجتمع ، إما النوع الآخر من الخطاب السياسي فهو الخطاب التصعيدي الذي يبحث عن إثارة الشارع وتدوير دفة التناحر السياسي نحو ملعب المجتمع ، وهو انفعالي تحريضي يوزع التهم السياسية ويندد بالآخرين علناً ، ويسوق التهم حسب مزاجية سياسية مقيتة إما النوع الرابع من الخطاب السياسي فهو خطاب التهدئة الذي يعتمد على مبدأ ( تخديري ) فهو خطاب أليف يبشر بالخير ويوعد بمستقبل زاهر غاضاً نظره عن بعض المشكلات السياسية ويرى جميع الرفقاء السياسيين على صواب محاولاً قذف المشاكل خارج حدود البلد وتعليقها بشماعة التدخل الخارجي معتبراً إن الحراك السياسي ماضٍ إلى الغيات المنشودة للشعب العراقي .
إن هذا الاستعراض للخطابات السياسية هو واقع وبديهي جداً وفق اي منظومة سياسية ديمقراطية في اي بلد ، لكن الغريب ان يتغير الخطاب بظرف أيام فهذا هو المعيب وقد يزخر واقعنا السياسي بعشرات الأمثلة التي ينم أصحابها عن سطحية وتخلف سياسي فقد يكون شخص ما مسؤول بمستوى رفيع في الدولة وقد يخرج من منصبه بسبب طبيعي ( إنتهاء مدته القانونية ) أو غير طبيعي ( سحب الثقة ) نجد إن خطابه السياسي انقلب مائة وثمانون درجة وقد حصل هذا بالفعل وعلى مستوى وزراء سابقين مما اثاروا سخرية الشعب بهم وكأنهم يحاولون شخصنه الموضوع من خلال التصريحات والمكاشفات الإعلامية التي ما كانوا يبيحوا بحقيقة ما وهم داخل إطار السلطة فبين رسم لوحة لمستقبل مشرق وبين رسم لوحة لبؤس قاتم نجد المسؤول هذا يجلس بين الاثنتين والعكس صحيح فمن معارض و مطالب بحقوق الشعب إلى مسؤول يتكلم وفق دبلوماسية وردية ، فالمواقف الكبيرة والخطوط الحمراء هي ليست وليدة لحظتها كما يريدها ساستنا وهي أيضا ليست مزاجية سياسية ترتبط بشخص السياسي ليستخدمها متى مايشاء وهذا أن دل بشكل أو بأخر فأنما يدل على السطحية الفكرية لأغلب الوجوه السياسية وضيق آفاق البعض منهم مما ظهر في البعض منهم ظاهرة الإفتقار للحوار والجدل بطريقة علمية ، فغالباً ما نجد الانفعال والتوتر سيد الموقف والتبادل المستمر بالتهم وأحياناً بالشتائم للأسف الشديد ، فمن سخرية القدر أن يتصدر الوصولويون والانتهازيون شرفة السياسة فيكون خطابهم تارة وطني وتارة أخرى فئوي ويوماً تحريضي تصعيدي ويوم آخر تهدئي إن صح التعبير صامت وبين هذه التقلبات تقبع أحلام المواطن البسيط في أسفل الدرك هذه الأحلام التي بدأت مطالب وأصبحت وعود وانتهت في درج النسيان الذي يحكم السياسيون عملية غلقه بإحكام .



#وسام_محمد_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاماً لمجدكِ يا شمس تموز
- تراتيل وطنية في محراب مواطن ضائع
- الناخب الأمريكي وشفيرة الإنتخابات
- الحرة عراق والساعة السابعة والعراقيين
- حقوق الإنسان و المواطن والجحيم
- هكذا كانت شمس 14 تموز الخالدة
- مشكلة النشيد الوطني والعلم العراقي
- الأحزاب العلمانية في العراق وطبق الذهب
- رؤيا للسبعين
- ظاهرة الصحوات بين الضرورة الوقتية والديمومة العسكرية
- رجل المرور ... دليل في استمرار الحياة
- عندما يكذب السياسي ....هل سيتكلم صندوق الإقتراع
- ثقافة الدعاية في صياغة العقل الجمعي
- إنتهت اللعبة ... عشية الذكرى الخامسة لسقوط الصنم
- عندما تطأ التماسيح شارع الرشيد
- الإعمار وإعادة الإعمار
- ظاهرة قطع الرؤوس .. نتاج الحكم البعثي في العراق
- أقوى من الموت وأعلى من اعواد المشانق
- بصمات الزعيم عبد الكريم قاسم في العراق
- ( حفرة ) المواطن النفطية !!!


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام محمد شاكر - الانفصام الشخصي للخطاب السياسي في العراق