أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - دع وطني يموت في سبيلي














المزيد.....

دع وطني يموت في سبيلي


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 3385 - 2011 / 6 / 3 - 15:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الحاكم المطلق والحاكم الاوحد والطغيان هي من اقدم الظواهر الانسانية التي عرفها الانسان منذ وجد المجتمع الانساني. والدكتاتور، اي الحاكم الاوحد، عرفته روما القديمة حين تنازلت الديمقراطية الرومانية لقائد واحد يستخدم كل السلطات الاستثنائية دفاعا عن وجودها في مواجهة خطر دائم.
والدكتاتور بذلك حالة استثنائية ولها مبررها العملي.ولكن المأساة حين يتحول الدكتاتور الى حالة دائمة في كل الاحوال، وخاصة العادية منها. عندئد كثيرا ما يقلب الدكتاتور الحالة العادية التي يحيا فيها الناس بسلام، الى حالة استثنائية يقاسي فيها المجتمع ما لم يكن ممكنا او متوقعا. فالدكتاتور في هذه الحالة هو خروج على الوضع السوي وشذوذ للطبع.
والدكتاتور شخصية غير انسانية لكنها مألوفة في المجتمع الانساني منذ بدايته حتى اليوم، وقد عرضتها اعمال مسرحية متعددة لفهم هذه الشخصية المريضة والمدمرة في آن.
تعددت شخصية الديكتاتور في النصوص المسرحية العالمية،وباتت تشكل ظاهرة متميزة وبارزة في الفن المسرحي.
الا ان هذه الشخصية، وعلى الرغم من اتساع تأثيرها ومعالجة وجودها مسرحيا، ظلت غامضة وغير مدروسة، لاسباب عديدة متعلقة بهاجس الحرية.
وتنفرد الشخصية الديكتاتورية، عن سواها من الشخصيات البشرية في السلوك ونمط الحياة وطريقة التعبير عن نفسها وفي نظرتها الى نفسها والى العالم المحيط بها ... الا ان شخصية الديكتاتور تساهم مساهمة فعالة ومؤثرة على نطاق واسع، ومن شأنها ان تلحق الاذى بالجنس البشري، وتغير معالم الاشياء والطبيعة والتأريخ وتزيف الحقائق وتزرع قيمها الخاصة- وهي قيم واساليب سلبية سريعة التلون والتغيير- كما ان حوافزها ودافعها وضوابطها والضمير الذي يحكمها... كلها تعمل على نحو ذاتي لايعير اهمية لافعال الغير.
من هنا تكمن خطورة الشخصية الديكتاتورية...
في رواية" عوليس" لجيمس جويس هناك عبارة تقول فيها احدى الشخصيات " دع وطني يموت في سبيلي"، كما ان هناك مقولة لكروميل- ديكتاتور انجلترا - تقول " أعرف ان تسعة من عشرة يكرهونني، ولكن الشخص العاشر والوحيد بيده السلاح".وكان كاليغولا – الامبراطور الروماني- يقول:" عندما لا اقتل اشعر بالوحدة... انني لا أكون بخير الا بين ضحاياي".
ويعترف نيرون- الذي قام بحرق روما: أعرف ان الشعب يكرهني.. ولكن يكفي ان يرهبني ويخاف مني". وفي نص مسرحية : الحياة المديدة للملك اوزوالد" للكاتب اليوغسلافي فليمير لوكيتش، نتبين شخصية الديكتاتور اوزوالد ونحددها بما يأتي:
محبة للحرب... متوهجة لاشعالها، بسبب بطشها وطغيانها لايجروء احد على رفع نظره لمشاهدة ملامحها. الاعتقاد السائد بانها شخصية متقلبة لاتستقر على موقف... أنها بلا وجه.
وفي مسرحية: " الحفلة التنكرية" لالبرتو مورافيا، نتعرف على شخصية الديكتاتور تيريزو الذي تصور نفسه الاوحد والامثل حتى في العلاقات العاطفية- متناسيا عاهته التي تحرمه في الاقل سمة الكمال والجمال... وقد زين له اتباعه ما يرغب، محتفظين بمراكزهم وكراسيهم وثرواتهم...
وقد استرعت شخصية كاليغولا اهتمام الكاتب الفرنسي: البير كامي، فكتب عنه مسرحية "كاليغولا" وقد تميز الديكتاتور فيها بما يأتي :
طغيان الذات حتى الذروة، المتعة في تحطيم الآخرين، البحث عن المستحيل، السلوك اللاخلاقي، كل الشعب عنده معدوم الرأي سواه، الظهور بمظهر الالهة... الى جانب الكفر بها.
وفي عدد من مسرحيات شكسبير، نجد الكثير من الصور البشعة تمارسها شخصيات قمعية، ففي " ماكبث" نجد ان من امنيات ماكبث الاثيرة:" الا ينهض الاموات" كما يظهره شكسبير شخصية ديكتاتورية شهوتها كبيرة نحو التسلط، قريبة الشبه بشخصية هتلر التي تستأثر حياتها بعمليات القتل.. وهو القانون الوحيد الذي يتقنه... والضمان لاستقرار وبقاء حكمه...
من خلال هذه النماذج المسرحية التي قدمناها لشخصية الديكتاتور نتبين ان هناك صفات موحدة تجمع بين العديد من الشخصيات الديكتاتورية، ولاتختلف عن سواها الا في اجزاء صغيرة تمليها الطبيعة الفردية والبيئة والاستعداد النفسي، وان كثيرا منها تتشابه الى حد التطابق.
وفق هذه المقولات، نرى أن طبيعة التفكير ونمط السلوك الذي يحرك الشخصية الديكتاتورية، هو إستعدادها الدائم للتضحية بالناس في سبيل الحفاظ على عرشها.

مراجع:
+حسب الله يحيى/ مجلة الجيل-1996
+موسوعة علم النفس
+الموسوعة السياسية



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن والخوف من المهد إلى ما بعد اللحد!
- القذافي.. نيرون الجديد يبعث من ليبيا
- الخلاص من الشبح
- الصحوة العربية الثانية بدأت
- المرأة الليبية ومساهمتها البارزة في ثورة 17 فبراير المجيدة.
- ولادة عسيرة قد تحتاج إلى عملية قيصرية
- الليبيون وروح الفكاهة في مواجهتهم مع النظام
- النكتة .. تنفيس للاحتقان أم نذير بالثورة
- نيرون.. الرجل الذي أحرق شعبه
- الطوفان قادم
- الانسان وتعمير الارض
- المتغطي بأمريكا... عريان!
- رسالة الفن:السمو بالانسان والرقي باحاسيسه -أنتيجوني- للملك - ...
- الكرسي .. والخازوق
- لا لصحافة الخطوط الحمراء
- اليونان .. الى أين؟
- الاستبداد .. دخل بيتنا وأستقر فيه!
- الملك .. والصعلوك .. وصناعة الديكتاتور
- العرب بين تركيا وايران
- المسلسل التركي.. دخل بيتنا وأستقر فيه!


المزيد.....




- -فريق تقييم الحوادث- يفنّد 3 تقارير تتهم -التحالف- بقيادة ال ...
- ترامب: إيران تقف وراء اختراق حملتي الانتخابية لأنها -لم تكن ...
- في ليلة مبابي.. الريال ينتزع كأس السوبر على حساب أتلانتا
- وسائل إعلام: الهجوم الأوكراني على كورسك أحرج إدارة بايدن
- طالبان تنظم عرضا عسكريا ضخما للغنائم الأمريكية في قاعدة باغر ...
- عبد الفتاح السيسي يستقبل رئيس جمهورية الصومال
- إعلام: قد تهاجم القوات الموالية لإيران البنية التحتية الإسرا ...
- السجن لمغني راب تونسي سعى للترشح لانتخابات الرئاسة
- الأخبار الزائفة تهدد الجميع.. كيف ننتصر عليها؟
- هل تنجح الوساطة الأميركية بين لبنان وإسرائيل؟


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - دع وطني يموت في سبيلي