|
ما وراء سقوط المبادرة الخليجية ( 5 ) لليمن
أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 3385 - 2011 / 6 / 3 - 01:39
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
هاهي المبادرة الخامسة لمجلس التعاون الخليجي لحل مشكلة اليمن تفشل كسابقاتها - والتي قدمت كبادرة لحل أزمة سياسية بين الرئيس وسلطة نظام حكمه من جهة والشعب مع المعارضة من جهة ثانية ، وهي الرؤية المرفوضة شعبيا ، لكونهم يرون أن ما هو حادث عبارة عن ثورة شعبية سلمية وليست أزمة ، ورغم هذا قبلت المبادرة على مضض مادام الرئيس سيرحل وسيتم نقل السلطة سلميا تعبيرا عن سقوط النظام – ويرجع الأعلام الرسمي بصورة غير مباشرة في رفض صالح للتوقيع على المبادرة – رغم توقيع بقية كل الأطراف الأخرى عليها – به كمسألة ذاتية صرفة تتعلق بشخصيته كعنصر انفعالي مزاجي . . عسكري مسكون بفرط القوة الناتج عن فعل التفرد بسلطة الحكم ، والذي يتكشف من خلال تأثره الساخط ( غير الممنطق ) برفض التوقيع لعدم قدوم المعارضة إلى حفل توقيعه بالقصر – رغم تحدد مكان توقيع الأطراف على المبادرة بروتوكوليا في مكان أخر غير القصر – بينما يرى فيه بعض السياسيون دكتاتوريا متملكا للمجتمع كما لو أنه قطعة أرض أو عقار يمتلكه ولا يقبل أحدا ينزعه عنه ، هذا إضافة ما عرف عنه – محليا ، إقليميا ودوليا – بلا وجود للالتزام قيمة أو معنى بالنسبة له ، هذا غير طبيعته المتقلبة سريعا في القرار – يقره ويلغيه في ذات الوقت ، أو يتخذ القرار ولا يعمل إلا ما يجافيه مباشرة - والذي يعني وفقا لهذا الأخير بأنه بطلبه للوساطة والقبول بها وعند التوقيع يرفضها مرة وأخرى حتى الخامسة يعتبر مثل هذه المسلكية غير المسئولة نوعا من المناورة السياسية ، يعتمدها كلعب على مسألة الوقت لإعادة ترتيب نفسه لاستخدام ما تبقى بيده من أوراق يلعبها ، إضافة كمراهنة بأن إطالة الوقت قد يدخل الملايين من المحتجين السلميين في حالة من الملل فينصرفون عن ثورتهم أو أن يعكس في أنفسهم ردة الفعل الانفعالية المغامرة التي ستفتح له بوابة المدخل للحرب التي تمكنه من استخدام القوة العسكرية بكل أسلحتها ، إلى جانب المال لاستمالة مشايخ وأعيان يتبعونهم مواطنين بفعل الحاجة أو التغرير بهم . . ، والذي يسهل على تحويل المسار من الثورة السلمية إلى الحرب الأهلية . ولكن في احتمالية أخرى غير مقروءة تكشف بأن تغيير النظام ورحيل صالح مسالة قد حسمت مسبقا ، ولكن كيف يؤمن له الخروج وأسرته وأتباعه بشكل آمن كليا وبما لا يمكن من متابعتهم قضائيا على ما اقترفوه من جرائم فعل الاستبداد ، إضافة إلى الثروات التي تم نهبها من المال العام وبيع الثروات الطبيعية لصالح أنفسهم ، يمكن كشف ذلك وفقا لما سيأتي . . .
المبادرة الخليجية من الأولى إلى الخامسة كانت قد طرحت الأمر الواقع برحيل على صالح ، وهو الأمر المثبت بفعل استحالة بقائه في الحكم لكون أن وجوده يمنع حدوث تعديلات أو تجديد في نظامه ، وهي الكثير من الإملاءات والضغوط التي مارستهما الإدارة الأمريكية والأوروبية منذ ما بعد حرب 1994م. ، ولكن وراء تقطيع المبادرة إلى مراحل خمسة كشفت الوقائع المتلاحقة سريعا بوجود طبيعة لعبة مخفية ، فمن المبادرة الأولى وحتى الثالثة – وفق مطلب الشعب بالانتقال إلى حكم برلماني لا مركزي اتحادي أو فيدرالي أو كونفيدرالي – حقق صالح لنائبه الحضور لمنطقته ( أبين ) في معادلة سلطة الحكم القادم عن الجنوب ، والذي تمثل بسقوط أبين في أيدي القاعدة ، التي هي قوات خاصة تعد أداة من أدوات نظام صالح ، والمبادرة حتى الخامسة أعطي نفسا لصالح إن يستطيع احتواء الوضع بالانقلاب على الاتفاقية قبل تسليمه الحكم لنائبه ، والذي عندها تكون قد استجدت تحالفات مع صالح تمكنه من تحقيق بعضا من تلك الإملاءات الغربية على الحكم ، ومن هنا فالمرحلة الرابعة والخامسة جاءتا تثبيتا للمصالح الأمريكية بحضور 50% من عناصر الحزب الحاكم بعد تصفية المنشقين عنه ، والذين يعدون موالين أقوياء مع صالح ، والذين يعدون ورقة الإدخال القوي للمصالح الأمريكية في النظام القادم بعد رحيل صالح ، وعند اللحظة الأخيرة تنبهت السعودية بأن الترتيبات لوضع اليمن القادم لم يؤمن لها أمنها ومصالحها الثابتة ، خاصة وأن ثورة الشباب العربية بحميتها يمكن لها أن تفتح بوابة المطالبة بالأراضي اليمنية واتفاقية الحدود الأخيرة ، هذا غير الحوثيين الذين يحضرون كورقة وطنية يمكن لها أن تلعب دورا مستقبليا مضادا للسعودية ، من هنا جاء الدور السعودي بمساندة أمريكا أن يرفض ويفتح بؤرا للصراعات في مناطق من شمال الشمال مع مشيخات قبلية تضادت مصالحها مع نهجه العائلي للحكم فانضمت إلى صفوف الثورة ، وهي معادلة تعيد حضور قبائل شمال الشمال الموالية للسعودية ، أو التي ستستمال لاحقا ، أن تكون حاضرة بقوة في سلطة النظام القادم عن شمال اليمن ، بكونها هي التي دقت مسمار النعش الأخير في حكم صالح بينما الثورة الشعبية بكل المكونات والتراكيب والقوى السياسية حققت خنق النظام في زاوية لا يستطيع الخروج منها ولكنها لم تسقط النظام أو ترحل صالح ، هذا الإملاء السعودي لمنح صالح فترة من استخدام القوة لتحقيق الأهداف السعودية ، على أن يغطى ذلك بتوسيع رقعة الحرب على اليمن . . شكليا على أن تتم عملية العودة مجددا للمبادرة الأخيرة ، كما لو أنها ضغوطا خارجية ، وهنا ستعمل السعودية وأمريكا على قطع كل السبل لملاحقته وأسرته ومن معه من أية مساءلات قضائية دولية ، ولكون الحكم يخص صالح ومن معه من الدمويين ، وهو الأمر الذي لا يتصوره صالح بأن لا يكون رئيسا ، أعطى هذا التمديد ألإلحاقي لفترة أخرى من الرفض على منح الحاكم ومن معه أن يفردوا ثأرهم تجاه المجتمع الذي رفض بقائهم ، باستخدام القوة المفرطة ، لكون أن ذلك يمكن باعتقادهم أن يضعف المقاومة الشعبية السلمية ويرهب الناس ، وتوسيع مساحة المعارك المختلقة ( الوحشية ) يمكن لها أن تصرف وحدة الصف الشعبي عن مطلبه السلمي لانتقال السلطة ، والتشرذم في خانات ردود الفعل الغاضب بالاستجابة لتحقق انحراف مسار الاحتجاج الشعبي لإسقاط النظام إلى الحرب المسلحة ، والتي بأموال الدولة ستتم عملية شراء الذمم وإدخال الشعب في دوامة الحرب الأهلية ، والتي عندها ينتعش الحاكم وركائزه كتجار حروب ينتهي أمرهم بانتهاء الحرب على بقاء استمرارهم أو الهروب بطريقة سهلة ، ويحتاج الأمر لملاحقتهم قضائيا لعمر بعيد حتى استقرار الأوضاع التي ستأخذ زمنا أيضا يكون البلد بغير حاجة للملاحقة أو أن تكون الجرائم قد سقطت بالتقادم وفق القانون الدولي .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قفوا . . إنها الثورة
-
مبتذلات حكم الطاغوت
-
بيان مناشدة
-
اليمن . . مهيآت التغيير ( 1 ) : على نطاق المحليات
-
مصر : الثورة . . وخطر سرقتها
-
مناشدة
-
تعز الحرية والإنقاذ
-
استنهاض من الصمت نص شعري
-
لعنات التمزق القريب . . للولايات المتحدة الأمريكية
-
اليمن : بين السياسة والواقع . . أنشوطه الانقلاب والتحول
-
الجزائر وتونس. . فاتحة التحولات الواقعية
-
مغالطات العولمة المحلية على الاس الخارجي موضوع فكري
-
مشاركة في إجابة التساؤلات/أهمية وإمكانية إطلاق فضائية اليسار
...
-
فضائية يسارية علمانية/تأسيس تعويضي لبناء الندية
-
إشكاليات الإعاقة في حل معضلات الواقع العربي ( مطلوب المشاركة
...
-
إشكاليات الإعاقة في حل معضلات الواقع العربي ( مطلوب المشاركة
...
-
القرار
-
إشكاليات الإعاقة في حل معضلات الواقع ( مطلوب المشاركة في الح
...
-
إشكاليات الإعاقة في حل معضلات الواقع ( مطلوب المشاركة في الح
...
-
إشكاليات الإعاقة في حل معضلات الواقع ( مطلوب المشاركة في الح
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|