أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - إلى أن نعترف














المزيد.....

إلى أن نعترف


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 3384 - 2011 / 6 / 2 - 23:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن شعب ملوَّث مع الأسف الشديد، دمويون بامتياز، تمييزيون مع سبق الإصرار، حقدنا أعمى وثأرنا متوحش لا يعرف الرحمة، نحن شعب يتفنن بقتل الأطفال واغتصاب النساء، شعب يعرف كيف يُحوِّل الجريمة إلى حفلة استمتاع، نعرف كيف نربط ـ وعن طريق دجل منقطع النظير ـ بين اغتصاب جماعي لعروس ليلة عرسها، وبين الوطنية والتدين والمقاومة.
تثير جريمة موكب الزفاف التي اعترف بها إرهابي ينتمي لتنظيم القاعدة الأيام الماضية، الكثير من الأسئلة المحرجة لنا كمجتمع، فالموضوع لا يتعلق بالقاعدة، بل يتعلق بالناس، يجب علينا أن لا نحوِّل تنظيم القاعدة لستار بائس نخفي ورائه دمامل أمراضنا.. القاعدة لم تنزل علينا من السماء، القاعدة ـ وجميع الميليشات والجيوش والمجاميع التي تورطت بقتل الأبرياء ـ وجدت في بيوتنا ملاذاً لفلولها، وبين أبنائنا أنصاراً لوحوشها، وفي السموم التي تنز بها بعض معتقداتنا وقوداً لجحيمها. ومثل جريمة موكب الزفاف لا يمكن لها أن تحدث في فراغ الكوابيس، بل تحدث بيننا، بين البيوت ووسط الحارات.. بالتأكيد هناك من سمع صراخ العروس وهي تستغيث لحظة اغتصابها وسكت، وهناك من سمع بكاء الأطفال المرعوبين وهم على حافة النهر قبل إلقائهم فيه وطأطأ رأسه خوفاً أو هلعاً أو ربما ابتسم تشفياً!! من يدري فنحن شعب ملوث.
الكثير منّا شاهد جثث المغدورين تسحل أمام داره وسكت، الكثير منّا أطرق رأسه وهو يخشى أن يواجه حقيقة أن ابنه أو أخاه أو ابن عمه مجرم فاحش الجريمة، الكثير منّا يعرف تفاصيل جرائم لا تختلف كثيراً عن جريمة موكب الزفاف وهو يُحجم عن البوح بها.. نحن جميعاً نُحجم عن كشف المقابر الجماعية التي نعرف جيداً أماكنها، ونحن نفعل ذلك لأن تراب هذه المقابر ينام على رفاة مغدورين من طائفة أخرى، وربما أننا نعتقد بأنهم لا يستحقون حتى مراسيم الدفن اللائقة.
جريمة موكب الزفاف تكشف عرينا الأخلاقي، وبالمناسبة فإن هذه الجريمة لا توجِّه أصابع الإتهام لمكوِّن بعينه، هي ليست جريمة سنيَّة بحق الشيعة، بل هي جريمة شعب بحق نفسه، شعب يقف على هامش الأخلاق الإنسانية. صحيح أن هذه الجريمة قد حدثت في حي سُنّي وقام بها متطرفون سُنَّة بحق أبرياء شيعة، لكن أليست هناك جرائم مشابهة قام بها متطرفون شيعة بحق أبرياء سنة داخل أحياء شيعية؟ وبالتالي فجريمة السكوت عن تطرف المتطرفين يتقاسمها المكونان الأبرز في العراق مع سبق الإصرار.
لنعترف بأننا ملوثون لهذه الدرجة، على الأقل إلى أن نمتلك شجاعة الإعتراف ويسعى كل مكون لتطهير نفسه من متطرفيه، تسميتهم، إبعادهم، البراءة من جرائمهم.. ومتى ما سعت أحياء بغداد وضواحيها للكشف عن المقابر الجماعية للمغدورين منذ عام 2003 وإلى الآن وبغض النظر عن انتمائهم سنكون لحضتها قد باشرنا عملية التطهر من أدران جرائمنا البشعة. وسنكون عندها مؤهلين للدخول في حرم الأخلاق الإنسانية.



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كراهيتنا سوداء
- وزارة حقوق الإنسان
- التيار الصدري
- سادتي الأفاضل
- ميدان ئازادي
- غناء في السياسة
- لحظة المصير
- سادة الشوارع
- لقاء الرئيس
- حزب الفيس بوك
- نريد أن نعرف
- مراسلو الفيس بوك
- الجياع يتجمعون
- أقل الثلاثة شراً
- مشنقة لمبارك في بغداد
- ديدن المناضلين
- شراكة الاضعف
- تعالوا نؤسلم المجتمع
- الملثمون
- أسلمة المجتمع


المزيد.....




- اكتشاف مقبرةً قديمةً غامضةً في مصر.. ماذا في داخلها؟
- طائرة تسقط وتشتعل أمام سيارة على طريق سريع.. لن تصدق ما حدث ...
- -ذو بوندزمان- : حين يمنحك الشيطان فرصة العودة إلى الحياة ..ف ...
- القضاء اللبناني يستمع لإفادات سجناء سابقين في صيدنايا حول مص ...
- الدفاعات الروسية تسقط 13 مسيرة أوكرانية جنوب غربي البلاد
- تراجع مقلق في صحتها العقلية.. بريتني سبيرز تثير الجدل بعد نش ...
- خبير: -مليون جندي أوكراني في المقابر.. هل تبرر كراهية الغرب ...
- دعم ألمانيا محوري لنجاح العملية الانتقالية في سوريا.. لكنه م ...
- النمل العدواني يغزو ألمانيا ويسبب أضراراً بالغة في البنية ال ...
- كندا.. زعيم حزب المحافظين يهدد بترحيل مؤيدي فلسطين


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - إلى أن نعترف