محمد سعيد الصگار
الحوار المتمدن-العدد: 3384 - 2011 / 6 / 2 - 16:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من يتمتع بصلابة الزعم بكونه غير خائف، هو الخائف الأول؛ فليس هناك في بلاد الرافدين من هو آمن مطمئن تمام الإطمئنان على سلامة روحه وأهله وماله ومستقبل أيامه؛ وحريته، وسلامة وطنه من الزعازع والأهوال المتربصة به؛ وهو خوف لا يشبه خوف الجبان، لأنه خوف الشجاع الأمين على أخلاقه ومبادئه وشرفه من أن تتعرض إلى السطو والإبتزاز والتشويه، وتفكيك صلابته للوصول إلى محو تاريخه وجغرافيته وتراثه، وأخلاقياته وذخائره المادية والمعنوية.
خوف مشروع ذلك الذي يدفع بالجموع إلى التكدس في ساحات البلاد دفاعا عن حقوق أولية كفلتها الشرائع والقوانين.
خوف على ضياع الوطن، خوف لا يخاف من شرطة تلتقطه من بين حشود المتظاهرين وتذهب به بسيارات الإسعاف وتغيبه عن أهله وذويه وأصدقائه لكونه انتظم في سلك المدافعين عن حقوق الناس وكرامة وطنهم.
من هم هؤلاء الشباب الذين اختطفوا من بين أفواج المتظاهرين في ساحة التحرير؟
إنهم سلالة الذين سبقوهم في الدفاع عن حقوق المواطنين منذ عقود، خائفين على هيبة الوطن وكرامته، وحق المواطنين في العيش بكرامة في وطنهم دونما منّة من أحد، وسيبقون أمناء على هذا الخوف النبيل المخيف لكل الجبناء.
وماذا عن حقوق الإنسان؟ وهل يمكن الركون إليها في هذه المحنة؟
كلا:
حق الإنسان
حق يطفو في الأحلام ويغرق في التيه
حق الإنسان
غادرنا من زمن ونسينا كل معانيه
حق الإنسان
حق لا حق لنا فيه.
__________________________
نشرت هذه المادة في إحدى الصحف منسوبة إلى
ميعاد الطائي لذلك اقتضى التنويه مع الإحتفاظ بحقوقي.
#محمد_سعيد_الصگار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟